نشرت مجلة “فورين بولسي” الأمريكية مؤخّراً تقريراً سلّط الضوء على تداعي القدرات العسكرية للبحرية الأمريكية مشيرةً إلى أنها تتعرض لاستنزاف كبير أمام قوات صنعاء ذات القدرات العسكرية المتقدمة سيما في مجال المسيرات والصواريخ البالستية.
ورصدت المجلة الأمريكية تداعيات العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر قائلةً إنه و”بعد عشرين عاماً من (عمليات الانتشار غير المتنازع عليها) إلى حد كبير في الشرق الأوسط أصبح لدى البحرية الأمريكية الآن خصم يَردُّ بإطلاق النار” في إشارة إلى شجاعة العمليات العسكرية اليمنية وقدرتها على تقويض الانتشار الأمريكي الهادف لحماية الاحتلال ومصالح واشنطن في المنطقة.
ويوضح التقرير أن البحرية الأمريكية تواجه حرب استنزاف أمام القوات اليمنية التي تتحلى بالخبرة المتزايدة في مجال الدفاع الصاروخي والطائرات المسيرة.
ويشير تقرير “بولسي” إلى أن قوات صنعاء وإلى جوار مراكمة الخبرات العسكرية فإنها تمارس حرب استنزاف ضارة ضد الذخائر الأمريكية الدقيقة وهو أمر مقلق وذو أهمية كبيرة.
وتبيّن المجلة الأمريكية هذا الأمر قائلةً إن البحرية الأمريكية استهلكت في يوم واحد من أيام المواجهة المحتدمة في البحر الأحمر أمام قوات صنعاء إجمالي ما اشترته في سنة 2023 من صواريخ “التوماهوك” الدقيقة.
وينقل تقرير “بولسي” عن الجنرال “مايكل كوريلا” رئيس القيادة المركزية الأمريكية إيضاحه أن هذا الاستنزاف الضخم للبحرية الأمريكية يحدث فيما “قوات صنعاء” يمكنها استبدال جميع المعدات التي دمرتها الهجمات الأمريكية” بوقت سريع جداً.
التقرير الذي نشرته المجلة تحت عنوان ” البحرية الأمريكية غير قادرة على بناء السفن” رصد جوانب الضعف الكبيرة للبحرية الأمريكية في مواجهة التهديدات الكبيرة وفي مقدمتها المنافسة العسكرية مع الصين.
وفي السياق، كان قد نشر موقع “ميتا ديفانس” الفرنسي المتخصص في الشؤون العسكرية تقريراً منذ أسبوعين أكّد من خلاله أن التكتيكات اليمنية في الهجوم على السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر زعزعت يقين البحرية الأمريكية بأن أسطولها البحري لا يمكن مجابهته.
ويوضح التقرير الفرنسي أنه حتى وقت قريب كانت البحرية الأمريكية تتفاخر بأنها الأفضل على مستوى العالم وأن لا شيء يمكنه مجابهة الأسلحة على متن السفن الحربية الأمريكية” مبيّناً أن هذه الثقة تبددت إذ أن “التكتيكات اليمنية زعزعت ذلك اليقين الأمريكي”.
التقرير الذي حمل عنوان “استهلاك الصواريخ ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية المضادة للسفن يقلق البحرية الأمريكية ” أوضح “أنه من الممكن بسهولة أن يجعل اليمنيون السفن الحربية المعادية لهم تحت رحمتهم في أي وقت، إذ ما شنوا هجوماً بعدد كبير من الطائرات المسيرة لاستنفاد مخزون المدمرات من الصواريخ الاعتراضية”.
ويؤكّد التقرير أنه ومع استخدام القوات اليمنية لذلك التكنيك لن تكون السفن الحربية المعادية قادرة على التصدي لأي هجوم ويمكن لقوات صنعاء وقتئذ استخدام صاروخ باليستي أو صاروخ كروز أكثر تدميراً وفتكاً من الطائرات المسيرة لضرب السفن المعادية.
هذا وتتصاعد مظاهر الانهزام الأمريكي البريطاني أمام قوات صنعاء إذ تمكنت الأخيرة من إسقاط رابع طائرة أمريكية خلال فترة الدعم العسكرية لغزّة كما، كما أنها تواصل عمليات استهداف السفن التابعة لكيان العدو والأخرى المعادية بما فيها القطع البحرية التابعة للبحريتين الأمريكية والبريطانية دون قدرة الأخيرتين على وقف ذلك.
كما واستطاعت قوات صنعاء طوال المرحلة الماضية توسيع نطاق عملياتها العسكرية دعماً لغزّة امتداداً من البحر الأبيض المتوسط وصولاً رأس الرجاء الصالح وهو ما يؤكّد فشل التحالف الأمريكي الأوروبي الهادف لحماية المصالح الإسرائيلية في البحار.