علق قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية.
وأوضح السيد الحوثي انه عندما يقول الأمريكي إنه يوافق على عملية في رفح بشرط إجلاء المدنيين، فإلى أين يذهبون وكل القطاع مستهدف؟ مؤكداً أن الأمريكي هو الذي قدم الإشارة للإسرائيلي باحتلال معبر رفح وصدرت تصريحات أمريكية تؤكد تقديم خيارات عن عمليات لمواقع معينة.
وأوضح أن الأمريكي بكل وضوح شجع الإسرائيلي لاحتلال معبر رفح وهيأ له الظروف وهو شريك في كل جرائمه. مشيراً الى أن الخطورة الآن على ما تبقى من رفح وما قد يترتب على العدوان من مجازر ومآسٍ كبيرة للشعب الفلسطيني.
العدوان علي رفح
ولفت الحوثي الى أن العدوان على رفح يهدف إلى مضاعفة معاناة الشعب الفلسطيني ومزيد من الحصار والتجويع. وأن الأمريكي يحاول خداع الرأي العام عبر مزاعم الضغط على العدو الإسرائيلي بإيقاف شحنة الأسلحة.
وبيّن السيد الحوثي انه بمجرد أن يقرر الأمريكي وقف العدوان على غزة سيتوقف، والإسرائيلي سيتوقف ولن يتقدم بأي خطوة إضافية. مؤكداً ان الإسرائيلي لن ينفذ عدوانه على رفح فيما لو اتخذ الأمريكي قرارا جادا بمنعه.
وكشف أن الأمريكي يتظاهر بالضغط على العدو الإسرائيلي بشأن رفح وقد وفرّ له مخزونا ضخما من القنابل والأسلحة. موضحاً ان الأمريكي قدم فيما سبق شحنات كبيرة من الأسلحة للعدو الإسرائيلي كافية لإبادة الأهالي في رفح.
وأكد الحوثي انه لا ينبغي لأحد أن ينخدع بالموقف الأمريكي فهو شريك فعلي بكل جرائم الإبادة في غزة وله الدور الأساسي في احتلال معبر رفح.
وبين أن احتلال معبر رفح لن يحقق للعدو أي إنجاز عسكري لأنها منطقة مدنية وليست جبهة عسكرية للمجاهدين. وأن تقدم العدو في أجزاء من رفح لن يحقق له إنجازا عسكريا، فصمود المجاهدين لا يزال حتى في شمال القطاع.
وأشار السيد الحوثي الى ان بيانات الاستنكار تجاه ما يجري في رفح غير مؤثرة والأمريكي لا يصغي لها. مؤكداً ان الأمريكي لا يصغي حتى للمظاهرات الطلابية في الجامعات، بل يقمعها ويتعامل معها بعنف وبتجاوز لقوانينه.
وأوضح ان على العرب والمسلمين مسؤولية اتخاذ خطوات عملية إضافية ضد العدو مقابل استهدافه الأهالي والنازحين في رفح. مؤكداً انه لا ينبغي أن يكون العرب والمسلمين في موقف المتفرج، ولا بد من خطوات عملية لمساندة الشعب الفلسطيني.
على مصر أن تتحرك بموقف حازم
وقال الحوثي أن المفروض على مصر أن تكون في مقدمة التحرك العربي لموقف حازم للضغط على العدو لإخلاء معبر رفح. مؤكداً انه إزاء العدوان على رفح، تملك الدول العربية خيارات كثيرة سياسية ودبلوماسية واقتصادية.
وأضاف: إذا كانت الأنظمة العربية لا تجرؤ على تبني أي موقف، فلتفسح المجال لشعوبها وستتحرك بشكل كبير.
وأكد أن مذكرة الاحتجاج المصرية بشأن معبر رفح ليست كافية ولن يعيرها العدو الإسرائيلي أي اهتمام، وانه كلما تعاظمت المأساة على الشعب الفلسطيني يتعاظم معها وزر التخاذل والتفريط من الأنظمة والشعوب.
وتابع: المستوى الذي نشاهده من الإجرام والتوحش الصهيوني له خلفية من الحقد والعداء الشديد للعرب والمسلمين. مضيفاً أن حالة الحقد الصهيونية تبدأ من المرحلة التربوية لأطفالهم وتترسخ كحالة وعقدة نفسية وعقيدة وثقافة.
وأكد أن الدعم الذي يحظى به العدو من الغرب منبعه الأحقاد والمطامع بمنطقتنا إلى جانب العقيدة الصهيونية القائمة لديهم.
وأكد أن إصدار بيانات الاستنكار والإدانة لن تفيدنا كعرب ومسلمين ولن تدفع عنا الخطر الأمريكي.وأن الأحداث والشواهد تدل بشكل قاطع على أهمية إحياء الروحية الإيمانية الجهادية الواعية في أوساط الأمة.
ولفت الى أن حالة الجمود والتخاذل لن تفيد في مقابل ما لدى العدو من دوافع الحقد والأطماع والمعتقدات الخطيرة. وأن الأمة بحاجة إلى أن تكون في مستوى الردع لأعدائها لتدفع الخطر عن نفسها.
وأضاف أنه لا يفيد الأمة إلا التحرك الجاد عندما لا يصغي العدو لنداءات الشعوب ولا يبالي بحجم ما يحصل من جرائم. وأكد أن الأمة بحاجة إلى التحرك بشكل واعٍ وأن تتحرر من حالة الجمود التي أثرت على الكثير من شعوبها.
وتابع: الروحية الجهادية الواعية هي التي تشخص العدو تشخيصا صحيحا وفق القرآن الكريم ووفق الواقع الواضح. مضيفاً أن التجاهل لا يمثل حلا للأمة، لا بد من التربية الإيمانية الجهادية للارتقاء بالأمة لتكون في جهوزية لمواجهة الأخطار.
وبين السيد الحوثي أن اتجاه البعض للحصول على المساندة والحماية من هنا أو هناك، هو وهمٌ وسراب. مع ما يحصل في غزة، من العجيب أن تفاوض بعض الأنظمة أمريكا على اتفاقيات أمنية للحصول على حمايتها
وأوضح أن لو أراد الإسرائيلي استهداف الدول التي تبحث عن حماية أمريكية، فواشنطن ستدعمه بالاستفادة من نفوذه وتغلغله في تلك الدول. وأن الأمريكي لا يحسب إلا مصلحته، وليس للعرب أو المسلمين عنده أي قيمة على الإطلاق.
وبين أن العدو يتحرك ضمن استراتيجية طويلة وأهداف يسعى لتحقيقها، وعلى الأمة التحرك وفق رؤية ثابتة تفيدها وتنفعها. مضيفاً أنه من الخطورة أن يشاهد الإنسان ما يجري من مظلومية في غزة ثم لا يتحرك ولا يتفاعل ولا يستشعر المسؤولية
وأشار الحوثي الى أن من قدموا مصالحهم المادية على المسؤولية يمكن أن يخسروها حين يصل إليهم الدور وهم في وضعية سيئة لم يهيئوا أنفسهم لدفع الأخطار. وأن التربية الإيمانية هي التي ترتقي بالناس لمواجهة الأخطار وهم في جهوزية ذهنية ونفسية وعملية وواقعية
وأضاف ان الصهاينة يسعون عالميا وفي المجتمع الغربي بنفسه إلى تدمير القيم الإنسانية وتفريغ الإنسان منها. مؤكداً أن على الجميع أن يتحرك للتحرر من النفوذ الصهيوني المهدد للإنسانية في حياتها وقيمها وسلامها وأمنها.
اشادة بالحراك الطلابي الأجنبي
وأشاد السيد الحوثي بالحراك الطلابي المطالب بوقف العدوان على غزة، لأنه صوت إنساني يعبر عن القيم الإنسانية الفطرية. وأوضح أن الحراك الطلابي فضح صهاينة أمريكا والغرب وقد كانوا يتحدثون عن قيم الحرية الحقوق
ولفت الى أن كل عناوين الحقوق التي كان يرفعها الغرب ضاعت في تعاملهم وقمعهم للاحتجاجات الطلابية. وقال: كنا نتمنى أن نشهد احتجاجات طلابية مناصرة لفلسطين في الدول العربية
وتابع: للأسف أن الطلاب والشعوب مكبلة في كثير من البلدان العربية حتى عن المظاهرات الشعبية. موضحاً ان الحراك الطلابي والاحتجاجات في بلدان متعددة تعكس تنامي الصحوة الشعبية في تلك البلدان.
وأضاف انه لا يليق بالمسلمين أن يكونوا صامتين وجامدين كلما أقدم العدو الإسرائيلي على خطوة إضافية ضمن حرب الإبادة. موضحاً ان الاحتجاجات الطلابية أقلقت الصهاينة لا سيما أنها في الوسط النخبوي، لذلك اتجه الغرب لقمعها بعنف وقسوة.
وأشار السيد الحوثي الى أن استخدام عنوان “معاداة السامية” في مواجهة الاحتجاجات الطلابية يهدف إلى تكميم الأفواه ومصادرة الحريات. موضحاً أأن عنوان “معاداة السامية” يهدف لإخضاع المجتمعات الغربية بشكل تام للصهيونية.
كما أشار الى أن في الغرب يسمحون حتى بالإساءة إلى الله والسب والشتم لرسله، ولكن يُمنع انتقاد اليهود، بل يُمنع المطالبة بوقف قتل أطفال غزة.
ولفت الى انه من المهم أن تحظى الاحتجاجات الطلابية بالمساندة سياسيا وإعلاميا من العالم الإسلامي. وأن على الجاليات المسلمة أن يكون لها نشاط داعم للاحتجاجات الطلابية إعلاميا وفي وسائل التواصل.
وأضاف ان علينا مسؤولية كمسلمين ومجتمع بشري كلما استمر العدو الإسرائيلي في عدوانه الهمجي أو أضاف خطوة جديدة. وانه يجب أن يكون هناك شيء يستجد من جانب الأمة الإسلامية وعلى الأنظمة أن تخجل من سكوتها وتخاذلها.
اشادة بموقف تركيا
وشيّيد السيد الحوثي بإعلان تركيا فيما يتعلق بإجراءاتها في الحد من تصدير أو من علاقاتها التجارية مع العدو الإسرائيلي. وقال: نأمل أن تصل الخطوة التركية إلى مستوى كامل في قطع العلاقات التجارية من جانب تركيا مع العدو الإسرائيلي
وأضاف: نأمل أن تقتدي بتركيا بعض الدول العربية الأخرى التي تصدر أو تستقبل بضائع من وإلى العدو الإسرائيلي. كما نأمل في توسيع الحملات التوعوية لتوسيع دائرة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لإسرائيل.
وأشار السيد الحوثي الى أن حزب الله يكثف عملياته على العدو الإسرائيلي، وتهديدات وزير الحرب رد عليها الحزب في نفس اليوم بعمليات قوية. مؤكداً ان حزب الله يتجه إلى التصعيد كل ما صعّد العدو الإسرائيلي.
ولفت الى أن العمليات في جبهة اليمن مستمرة في الاستهداف للسفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي. مؤكداً بلوغ السفن المستهدفة إلى 112 سفينة وكانت العمليات خلال هذا الأسبوع بـ 10 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيرة.
وكشف الحوثي ان عدد العمليات خلال شهر شوال 25 عملية نفذت بـ 71 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة.
سريان مرحلة التصعيد الرابعة
وأكد السيد الحوثي انه مع العدوان الإسرائيلي على رفح تشمل مرحلة التصعيد الرابعة أي سفن لأي شركة لها علاقة بالإمداد أو نقل بضائع للعدو وإلى أي جهة ستتجه.
وأكد ان أي سفينة نقلت بضائع لموانئ العدو من بعد صدور قرار الحظر فإنها ستكون هدفا لنا في أي مكان تطاله أيدينا. موضحاً عندما نتخذ القرار بمرحلة معينة معناه أنها توفرت لنا الإمكانيات التي يمكن أن نستفيد منها لتنفيذ ذلك القرار
المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة
وأشار السيد الحوثي الى انه من الآن نحن نفكر أيضا في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة ولدينا خيارات مهمة جدا وحساسة ومؤثرة على الأعداء.
وأكد انه ليس هناك بالنسبة لنا أي خطوط حمراء يمكن أن تعيقنا عن تنفيذ عملياتنا. وموضحاً انه يهمنا عند تنفيذ عملياتنا أمران: الضوابط الشرعية الأخلاقية، ومستوى الإمكانات والقدرات.
وأكد السيد الحوثي: نسعى فيما يتعلق بتطوير القدرات وتوفير الإمكانات إلى أن نحقق إن شاء الله أهدافا كبيرة.
كما أكد أن العدو الاسرائيلي هو عدو للأمة ويشكل خطورة وتهديدا للأمن والسلم على المستوى العالمي. موضحاً ان الدور الأمريكي مع الإسرائيلي هو دور عدواني وحشي لا يعطي لأي قيم أو قوانين أو مواثيق أي اعتبار.
وأوضح الحوثي أن العدو لا يعرف إلا لغة التخاطب بالقوة والأمة بحاجة إلى أن تهتم بقوة الردع.
وأكد الحوثي نفكر ونسعى عمليا للمرحلة الخامسة وسقفنا في المرحلة الرابعة سيقوى إن شاء الله وسيحظى بالزخم تدريجيا. مبيّناً لدينا خيارات استراتيجية حساسة مهمة ومؤثرة على العدو، وبمعونة الله وتأييده نصل إليها
وأوضح انه ليس هناك حسابات سياسية تؤثر علينا في مستوى موقفنا ولسنا ممن يخضع تحت عنوان المصلحة لمؤثرات الترغيب أو الترهيب. موضحاً لم نكترث لكل التهديدات التي وجهت لنا ونبني على الاستعداد لكل الاحتمالات.