رداً على استمرار القوات المسلحة اليمنية فرض حصار مطبق على السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال وما نتج عن ذلك من هيمنة يمنية على تلك المنطقة عسكرياً واستخباراتياً، عادت “إسرائيل” بمساعدة إماراتية إلى تنشيط تحركاتها في الجزر اليمنية المحتلة، بهدف تفعيل القاعدة العسكرية فيها، حيث رصد وصول مجموعة من الضباط الإماراتيين والإسرائيليين، يقدر عددهم ب 19 ضابطاً، إلى جزرة عبد الكوري على متن طائرة مدنية إماراتية للتمويه على مهمتهم الرسمية.
بلغ عدد السفن المستهدفة مقابل السواحل اليمنية 102، في ظل تأكيد يمني بالاستمرار حتى وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة بعد أكثر من 200 يوم من القصف الممنهج والجرائم التي يراد منها إبادة جماعية للبيئة الحاضنة للمقاومة الفلسطينية. حيث أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي على أن “العمليات العسكرية البحرية مستمرة، مع السعي لتقويتها في مسرحها الجديد الواسع الكبير، في المحيط الهندي… بما لم يكن وارداً أبداً في ذهن وحسابات الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي”.
وخلال خطاب حول آخر التطورات، أشار السيد الحوثي إلى ان الأميركي حاول حماية السفن عبر التمويه بوسائل كثيرة جداً، في مساعي أن تسلم من الاستهداف، ومع ذلك تستهدف “رغم الرصد عبر الأقمار الصناعية، عبر الطائرات، التي هي المخصصة للرصد والاستطلاع”. مؤكداً على أن هذه العمليات أثبتت نجاحها في تحقيق الأهداف المرسومة والتي ترتكز على رفع كلفة الحرب على الولايات المتحدة وكيان الاحتلال وحلفائهم إضافة إلى زيادة الضغط لوقف الحرب بربط وقف العمليات في البحر بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم. مشيراً إلى ان العمليات تسببت بانكماش الصادرات، بنسبة 22% من إجمالي صادراته، التي يعتمد فيها على كل موانئه، وكل وسائل التصدير لديه، والواردات بأكثر من 40%، بحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية الصادرة… وهذا مؤشر وللتعطل التام لميناء أم الرشراش.
وما يزيد من حاجة إسرائيل لقواعد عسكرية في الجزر اليمنية، ما يكشف دوافع التحركات الأخيرة، ما أشار إليه السيد الحوثي بمعرض حديثه عن الانتشار العسكرية في البحر الأحمر والعربي. حيث أكد على أن “مستوى الانتشار الأميركي انكمش، وغابت كثيرٌ من القطع الحربية، وانتشرت إلى مناطق بعيدة في أطراف البحر الأحمر، وأصبحت تخاف من التواجد في مناطق متعددة في البحر، ولا تجرؤ على أن تستقر في كثيرٍ من الأماكن التي تتوقع فيها أن تستهدف فيها بالصواريخ”. وقال أن “نسبة تراجع حركة السفن الأميركية، التي تحمل البضائع، والتي كانت تمر عبر البحر الأحمر، 80%”.
ورداً على السردية التي تداولتها وسائل اعلام غربية عن انخفاض وتيرة العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ثم المحيط الهندي، شرح السيد الحوثي الواقع الميداني مؤكداً على أن الحقيقة “ليست عملياتنا التي انخفضت، الذي انخفض هو حركة وعبور السفن الأميركية والسفن الإسرائيلية وكادت الحالة أن تصل إلى الصفر”.
من ناحية أخرى، وأمام المتغيرات الواضحة التي تشهدها المنطقة نتيجة ما يجري في قطاع غزة، يبرز الحصاد الذي جنته صنعاء من وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني. فعلى مدى 9 سنوات مضت، عملت الآلة الإعلامية الغربية السعودية على تشويه صورة حركة أنصار الله، وهو الأمر الذي استطاعت الحركة دحضه مع أول صاروخ استهدف السفينة الأولى كانت متجهة إلى كيان الاحتلال. هذه الحقيقة التي أثبتتها المسيرات الحاشدة المنتشرة على امتداد الجغرافيا اليمنية، شكلت عقبة جديدة لواضعي الاستراتيجيات الأميركية تجاه صنعاء للمرحلة التالية بعد وقف الحرب، اذ أن “الشرعية” التي كانت الولايات المتحدة تتذرع بها خلال حربها على الشعب اليمني، باتت اليوم محل نقاش واسع بين شرائح القبائل اليمنية كافة وهو ما لا تملك به واشنطن يداً طولا.