أعلنت وسائل اعلام ووكالات، اليوم الجمعة، عن وقوع انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية.
وأسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية، فجر اليوم، عدة مسيرات صغيرة بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جداً في محافظة أصفهان وسط البلاد.
وأكد قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي تعليقاً على أحداث أصفهان، أنّ ما حصل هو إطلاق نار على أجسام طائرة في المدينة، مشدداً على أنّ القوات المسلحة الإيرانية كانت يقظة.
وأعلنت فوكس نيوز عن مصدر أمريكي يؤكد ان الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار مسبق للولايات المتحدة من الإسرائيليين.
ورفضا البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي التعليق على شؤون الشرق الأوسط الليلة. فيما نقلت شبكة سي بي إس الأمريكية عن مسؤولان أمريكيان أكدا أن صاروخا إسرائيليا استهدف إيران.
وأعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أن الرحلات الجوية المغادرة من عدة مطارات إيرانية ألغيت. كما أفادت قناة برس تي في الإيرانية الرسمية، نقلاً عن مسؤول إيراني، أن الرحلات الجوية المغادرة من عدة مطارات إيرانية قد ألغيت.
وقد تم بالفعل تعليق جميع الرحلات الجوية المتجهة إلى طهران وأصفهان وشيراز، حسبما أعلن مدير العلاقات العامة الإيرانية في إحدى شركات المطارات في مقابلة مع تلفزيون مهر الذي تديره الدولة.
“لا عدوان من الخارج على إيران”
هذا وأكّدت مصادر إيرانية أن “لا عدوان من الخارج على إيران”، موضحةً أنّ ما يجري تداوله “أكاذيب وحرب تضليلية”. وأضافت المصادر أنّ “الإعلام الأميركي المتواطئ والمشبوه يدير حرباً تضليلية بالوكالة عن الاحتلال الإسرائيلي”.
وأشارت إلى نفي معلومات وتقارير رسمية وقوع أي تفجيرات أو استهدافات في أصفهان ومحيطها، مؤكّداً أنّ “تقارير بعض وسائل الإعلام الأجنبية بشأن حادثة في هذه المنشآت غير صحيح”.
وأضافت أنّ “المشاهد والمعلومات الواردة من أصفهان وغيرها من المدن الإيرانية تظهر سير الحياة بشكل طبيعي”.
وضع آمن بالكامل
وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا” بأنّ التصدي للمسيرات لم يتم بأنظمة دفاع صاروخية، بل بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جداً، ما أحدث أصوات انفجارات. وقالت الوكالة إنّ الوضع في محافظة أصفهان ومنشآتها النووية آمن بالكامل، مشددةً على “عدم ورود تقارير عن وقوع إصابات أو انفجارات واسعة النطاق تسببت بأي تهديدات جوية”.
وبالتزامن مع ذلك، نقل التلفزيون الإيراني عن مصادر تأكيدها عدم تعرّض أي منشأة نووية أو مراكز عسكرية في أصفهان لأي هجوم من خارج البلاد، مشيراً إلى رفع القيود التي فرضت فجر اليوم على حركة الطيران في سماء بعض المدن الإيرانية.
ونفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ما تردد عن اجتماع طارئ للمجلس، مؤكّدةً أن “لا حاجة لمثل هذا الاجتماع”. وأفاد القيادي في الجيش الإيراني بأصفهان، العميد ميهن دوست، بعدم تسجيل أي خسائر أو أضرار خلال تصدي الدفاعات الجوية للهدف في أصفهان.
“ردّ إسرائيلي ضعيف”
بدوره، صرّح الباحث في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد للميادين بأنّ الإعلام الإسرائيلي “يعترف الآن بأنّ ما حصل هو مجرد رد ضعيف جداً لا يرقى مطلقاً إلى الرد الإيراني الضخم”.
وأضاف شديد أنّ “السردية الحالية في إسرائيل بأنّ ما جرى في إيران رد إسرائيلي خفيف”، مشيراً إلى أنّ “هناك مجموعة من الخبراء في الاستديوهات يحاولون تبرير وتفسير عدم انسجام هذا الرد الضعيف مع حجم التهديدات الإسرائيلية وعدم انسجامه مع الرد الإيراني”.
وأشار شديد إلى أنّ النقاشات في “إسرائيل” تحاول الترويج لكونها “كانت معنية برد قاسٍ، ولكن الضغط الأميركي والاندفاعة الأوروبية والغربية في اتجاه فرض عقوبات على إيران وحرس الثورة والشركات المرتبطة بتصنيع الصواريخ والمسيرات أدّى إلى إقناعها بالعزوف عن ذلك، ولو بشكل مؤقت”.
وأوضح أنّ التفسيرات “تذهب إلى أنّ إسرائيل انصاعت لواشنطن للحفاظ على تحالفها”، مشيراً إلى أنّ “هذا التفسير يراد منه إخفاء واقع أنّ إسرائيل باتت تحسب ألف حساب لأي خطوة عسكرية يمكن أن تُقدم عليها”.
وتطرق وزير “الأمن القومي” في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، إلى طبيعة الهجوم الإسرائيلي، منتقداً إيّاه بكلمة واحدة قائلاً إنّه “ضعيف”.
ومع تأكيد إيران عدم وجود أي هجوم من الخارج، يعني أنّ “إسرائيل” لجأت إلى تفعيل أدواتها الداخلية للقيام بعملية تخريبية في الداخل الإيراني عبر إطلاق عدد محدود من المسيرات.
ولاقت هذه العملية سخرية واسعة في الأوساط الإسرائيلية لكونها لا ترقى إلى حجم الهجوم الإيراني، وهو ما يعني تلقّف “إسرائيل” للنصيحة الأميركية بعدم ارتكاب أي حماقة والرد بهجوم واسع على الرد الإيراني، خشية من رد أوسع، خاصة أن طهران كانت قد حذرت من أنّ أي هجوم على مصالحها سيُقابل بالمثل.