مواجهة إيران وإسرائيل صورة من حروب المستقبل

ما نراه الآن من مواجهة بين إيران و أن وإسرائيل هو صورة من حروب المستقبل..

حرب بين أقوى برنامج صاروخي ومُسيرات في الشرق الأوسط وبين أقوى دفاع جوي وقوة جوية..

لو فاكرين حضراتكم لما قلنا أن الحرب التقليدية انتهت ، وأن الدبابات والمدافع وطائرات الجيل الثالث والرابع انتهى عصرها فعليا، وصارت هذه الأسلحة مجرد ( قطع حديد)..

إسرائيل لا تجرؤ على ضرب إيران بطائرات الجيل الثالث والرابع التي تمتلكها، فلن تجد هذه الأنواع f15 و f16 و f18 لأن مصيرها السقوط بدفاع جوي إيراني متقدم ب s300 وبوك الروسيين، وخرداد وباور الإيرانييين..

ستضرب فقط ب f35 الشبحية التي سلمها لهم أوباما، وهي الوحيدة من الجيل الخامس التي تتواجد بالشرق الأوسط..

كذلك لن تضرب إيران إسرائيل بطائرات ميج ٢٩ أو سوخوي التي اشترتها من روسيا، ولكن بصواريخ فرط صوتية أو انشطارية لديها قدرة على خداع وتشتيت الدفاع الإسرائيلي..

الضربة العسكرية الإيرانية الأخيرة وصل منها عشرات الصواريخ فرط الصوتية والانشطارية، وهي التي مرت من الحاجز الدفاعي الذي شكله حلف الناتو في الأردن والعراق وسوريا، ولم ينجح نظام الدفاع الإسرائيلي حيتس ومقلاع داوود سوى للتصدي لبعضها..

أهالي الضفة رأوا عشرات الصواريخ تمر فوق أراضيهم، والصور التي بثت لصواريخ إيرانية فوق إسرائيل صورها في الغالب فلسطينيون وبضع من الإسرائيليين..

المندوب الصهيوني في مجلس الأمن رفع صورة لعشرات الصواريخ الإيرانية فوق القدس بينما المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قال أنه تصدى ل ٩٩٪

إسرائيل اعتقلت طاقم قناة القاهرة الإخبارية المصرية لأن المصور رصد صاروخا إيرانيا وهو يمر فوق وزارة الدفاع الإسرائيلية..أي أنها لم تكن هدفا إيرانيا وإلا سقط الصاروخ فوق الوزارة..

إسرائيل لديها عقيدة لمسناها نحن المصريين في حروبنا معهم..

هي لا تعترف بخسائرها وتفرض تعتيما ورقابة شديدة نظرا للتكوين المعرفي والاجتماعي الهش لمجتمع إسرائيل والذي يضم جنسيات وثقافات متعددة يجمعها الدين اليهودي..

أي مساس بأمن هذا المجتمع الهش يعني انهيار داخلي ، وتفكك ذاتي، لذا فهم مهتمين بالحرب المعنوية ويعتبروها قدس الأقداس..

في حرب ٧٣ اعترفت بوقوع ٥٠٠ جندي فقط وادعت أنها قتلت من الجيش المصري ٧٠ ألف والغرض معروف وهو تصوير الحرب على أنها انتصار اسرائيلي ، وهذا بالفعل معتقد راسخ في إسرائيل أنها خرجت من صراعها ضد مصر منتصرة..!!

بينما اعترفوا مؤخرا بوثائقيات عن جنرالات سابقين أن هذا العدد ٥٠٠ وقع في المزرعة الصينية وحدها، وهي معركة حدثت في بضع ساعات ضمن حرب أكتوبر التي دامت ٢٢ يوما..

فكم سقط من جنودها صرعى في الحرب كلها؟…وهل لو كانت منتصرة كما زعمت كانت ستقبل بوقف إطلاق النار؟ أو الانسحاب من سيناء؟

اللي عايز أقوله حضرتك: إن نتائج هذه المواجهة بين إيران وإسرائيل ترسمها الوقائع وليست التصريحات والحروب الإعلامية..

نحن أمام خلق ميزان ردع جديد ضد إسرائيل سيفيد العرب والفلسطينيين حتما في سبيل قضيتهم..

فإيران لا تتنازل عن هذا الميزان ولو ضحت في سبيل ذلك الكثير، وإسرائيل ستدفع ثمنا غاليا أيضا لتأكيد تفوقها ومنع ذلك الميزان في مهده..

والمثير أن هذه المواجهة بين أكبر قوتين في الشرق الأوسط بمعيار الحرب الحديثة المعروفة دوليا ( بالقتال عن بُعد) وعلى المتابعين تأمل ومتابعة تفاصيل هذه المواجهة واستخلاص الدروس والعبر..على الأقل في بناء ردع عربي في المقابل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سامح عسكر