أثارت الترسانة العسكرية المتنوعة التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية الكثير من الدهشة والقلق، وحالة من الإرباك الشديد لدى ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
وتؤكد تصريحات المسؤولين الأمريكيين على فشلهم الاستخباراتي وجهلهم لحقيقة ما يمتلكه اليمن من ترسانة عسكرية، وجهلهم كذلك عن التقنية التي تمتلكها اليمن وتغلبها الواضح على السفن والبوارج والفرقاطات الحربية الأمريكية والبريطانية وغيرها.
وحققت اليمن خلال السنوات الماضية نقلات نوعية في صناعة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وأظهرت فاعليتها من خلال استخدامها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، وكذلك في المواجهة المباشرة مع أمريكا وإسرائيل.
تطور دراماتيكي
وحول الترسانة الضاربة التي تمتلكها قواتنا المسلحة والبحرية وخاصة الصواريخ البالستية يؤكد الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان، أن قواتنا البحرية في هذه المرحلة تمتلك ترسانة ضاربة من القدرات والإمكانات التسليحية المتقدمة التي تطورت دراماتيكياً، إلى أن وصلت لمستويات تكنولوجية تنافس أفضل ما تصنعه الدول الرائدة عالمياً، روسيا، والصين، وغيرها من الدول القوية.
ويقول عثمان في تصريح خاص “للمسيرة” إن الصواريخ التي تمتلكها قواتنا البحرية، اليوم، خصوصاً الباليستية والمجنحة(كروز )، هي متطورة إلى مستوى كبير، ولها خصائص تقنية وعملياتية تستطيع منافسة أفضل مجموعات الصواريخ الروسية أرض-بحر المضادة للسفن كصواريخ كاليبر وصواريخ أونيكس وغيرها من النظائر، لافتاً إلى أن واقع العمليات التي تنفذها قواتنا البحرية ضد سفن تحالف العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني أثبتت تأثير وقوة هذه الصواريخ، والتي تمكنت من تنفيذ ضربات دقيقة جداً، ضد السفن والمدمرات الأمريكية في البحرين الأحمر، و العربي، وخليج عدن.
ويكرر التأكيد على أن العدو الأمريكي لايزال يعاني من انتكاسة تقنية خطيرة من هذه الصواريخ التي تفوقت على تقنياته وأفضل قدراته الجوية، فالمدمرات والسفن الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر، وخليج عدن لم تستطيع تجهيزاتها مواجهة هذه الصواريخ رغم أنها معدة لمواجهة خطر الصواريخ الروسية والصينية عالية السرعة.
ويوضح أن نظم الحرب الإلكترونية المتقدمة، وأجهزة الرصد، والاستشعار الراداري، ومنظومات الدرع الصاروخي الأمريكي SM-6 وSM-2، فشلت في تحقيق أي انجاز لحماية السفن الأمريكية والصهيونية التي تمر من البحر الأحمر، أو حتى حماية نفسها من هجمات صواريخنا الباليستية.
ويقول عثمان: إن من الأمور المهمة جداً أن أساطيل وسفن العدو الأمريكي يتم استهدافها بالصواريخ الباليستية، التي تعتبر المرة الأولى في تاريخ الحروب البحرية، فلم يكن هناك أي توقعات للعدو الأمريكي بأن تصبح الصواريخ الباليستية، سلاحاً بحرياً مميتاً ضد الأساطيل والسفن الحربية، فقيادات أمريكا، وخاصة الأسطول الخامس في الشرق الأوسط في حالة ارتباك ورعب شديد من هذه المسألة، وقد أعلنت بشكل صريح واقع الفشل الاستراتيجي الكامل الذي أصاب أحدث أساطيلهم البحرية في مواجهة هذا النوع من الصواريخ.
ويؤكد أن الصواريخ الباليستية باكورة جديدة لقواتنا البحرية، وتمثل اختراقاً تكنولوجياً غير مسبوق، جعل بلدنا ضمن نادي الدول الصاروخية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، مجدداً التأكيد على أن التحالف الأمريكي البريطاني والصهيوني لايزال يعيش حالة الصدمة والتخبط، وقد بدأ بالاعتراف الضمني بانهيار تقنياته في المعركة ودخول اليمن مرحلة جديدة من القوة والاقتدار العسكري الاستراتيجي.
قدرات عسكرية يمنية خالصة
من جانبه يؤكد الخبير والمحلل العسكري محمد الخالد أن استخدام القوات المسلحة اليمنية الصواريخ الباليستية، دليل قاطع على التطور النوعي في السلاح الباليستي والصاروخي اليمني في الفترة الأخيرة.
ويوضح أن القوات الصاروخية اليمنية استطاعت خلال فترة وجيزة وتحديداً الأربع السنوات الأخيرة من العدوان على بلدنا أن تنجز هذه المهمة باعتبارها ضرورة لمواجهة الغطرسة الأمريكية البحرية في البحرين العربي والبحر الأحمر.
ويضيف أن الصواريخ الباليستية أكثر قدرة على التدمير، وأكثر قدرة على استهداف مراكز الحركة والسيطرة في هذه السفن الحربية والسفن التجارية، لافتاً إلى أن العدو كان يعتقد أن اليمن غير قادرة على استهداف هذه السفن عبر مواجهة بحرية، خاصة وأن العدو يمتلك الرادارات وأجهزة الإنذار المبكر والصواريخ الأرض البحرية التي تنطلق من السفن إلى الأرض وتستطيع أن تدمر أي خطر قد يحيق بهذه السفن.
ويؤكد أن الصواريخ اليمنية الباليستية استطاعت أن تتجاوز هذه الأجهزة، وهذه التكنولوجيا بسفن العدو، وكذلك القدرة على استهدافها وهي متحركة، موضحاً أن هذا هو التحدي الأكبر لهذه القوات الصاروخية، فاستهدف البوارج البحرية والسفن التجارية المتحركة صعب جداً، إلا أن قواتنا أغرقت أكثر من سفينة وهي في حالة حركة في البحرين الأحمر والعربي، أو في الخليج عدن. ويشير إلى أن هذا تطور نوعي، وأيضا تطور كمي بحجم وعدد هذه الصواريخ واستهدافها هذه السفن خلال هذه الفترة من الحرب الظالمة على غزة على مدى الخمسة الأشهر الماضية.
ويزيد بالقول: “خلال هذه المدة الوجيزة استطاعت القوات البحرية اليمنية في الجيش اليمني أن تغطيها بكم كبير من الصواريخ، وبزخم وقوة أذهلت العدو، وأدخلته في حالة من التردد حتى اللحظة، منوهاً إلى أن هذا التطور في القدرات العسكرية اليمنية وامتلاكها التكنولوجيا التدميرية التي تستطيع أن تدمر هذه السفن وتغرقها في البحر ليست إلا البداية، مشيراً إلى أن السيد القائد أكثر من مرة أكد أن هناك تجهيزات وقدرات عسكرية يمنية خالصة ومتطورة لا يعلم عنها العدو شيئًا، والأيام حبلى بالمفاجآت.