توقّعت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، ارتفاع معدل التصعيد البحري اليمني خلال أَيَّـام عيد الفطر، رداً على استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وقال مصدر مقرّب من قوات صنعاء: إنه «لا عيد في البحر ولا تهدئة. فأعياد اليمنيين للعام العاشر تكون على الجبهات، وهذا ما ألفوه خلال سني العدوان السعوديّ – الإماراتي».
وكانت مصادر ملاحية في الحديدة أكّـدت حدوث اشتباك بحري جديد، فجر، أمس، استمر لساعات، مشيرة إلى أن «القوات البحرية اليمنية شنّت هجوماً جديدًا على هدف بحري أمريكي ثمين في البحر الأحمر».
وعلى رغم عدم توضيح المصادر نوع الهدف، إلا أن قيام الطيران التجسّسي الأمريكي والبريطاني بالتحليق بشكل مكثّـف في سماء محافظتي الحديدة وصعدة بعد الهجوم، أشار إلى أن ثمة حدثاً أمنيًّا خطيراً وقع في البحر.
ومساء، أغار طيران العدوان الأمريكي – البريطاني على قرية منظر في مديرية الحوك في محافظة الحديدة، ما أسفر عن إصابة مواطن بجروح خطيرة وتدمير منزله تدميراً كليًّا.
وهذه الغارة الأولى التي تستهدف منازل آهلة بالسكان. وسبق للقيادة المركزية الأمريكية أن أعلنت، في بيان، مساء أول من، أمس، أن قوات تابعة لها تمكّنت، فجر أول من، أمس، من تدمير نظام صاروخي أرض – جو في مناطق سيطرة «أنصار الله» في اليمن، وقالت إن وحدات بحرية تابعة لها تمكّنت خلال الساعات الماضية من إسقاط طائرة مُسيّرة فوق البحر الأحمر، وأشَارَت بالقول إلى أن «سفينة عسكرية ضمن تحالف حارس الازدهار، اعترضت صاروخاً مضاداً للسفن قبالة اليمن وتمكّنت من تدميره، من دون وقوع أي إصابات في صفوف قوات التحالف».
والملاحظ أن بيان القيادة المركزية، جاء بعد ساعات من بيان متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الذي أكّـد فيه استهداف القوات البحرية اليمنية سفينتين تجاريتين إسرائيليتين، وثالثة بريطانية، وعدداً من الفرقاطاتِ الأمريكية في عمليات متفرقة، إحداها في المحيط الهندي.
وبحسب مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء تحدثت إلى «الأخبار»، فإن السفينة البريطانية التجارية المستهدفة «هوب آيلاند» حاولت التخفي، وقامت بإيقاف نظام التعرف الآلي، فتم استهدافها بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة التي أصابتها بشكل مباشر أثناء محاولاتها المرور جنوب البحر الأحمر.
هروب فرقاطة أُورُوبية جديدة ضمن مهمة «أسبيدس» من البحر الأحمر
وفي الوقت الذي أكّـد فيه مصدر عسكري مسؤول في صنعاء، في تصريحات صحافية، هروب فرقاطة أُورُوبية جديدة ضمن مهمة «أسبيدس» من البحر الأحمر بعد تعرّضها لهجوم بطائرة مُسيّرة تابعة لقوات صنعاء، أقرّت البحرية الفرنسية، هي الأُخرى، بصعوبة الوضع.
وقال تقرير بثّته قناة «فرانس 24»، إن تلك البحرية نفّذت 22 عملية تصدّ لهجمات قادمة من مناطق سيطرة «أنصار الله» منذ كانون الثاني الفائت.
وأضافت أنها لجأت إلى استخدام الطوافات لاعتراض هجمات يمنية بواسطة طائرات مُسيّرة، مشيرة إلى خطورة الصواريخ الباليستية اليمنية التي تستهدف السفن، على البحارة الفرنسيين.
وتابعت أن البحرية الفرنسية تستخدم صواريخ اعتراضية لمواجهة هذا النوع من التهديدات التي تُطلق بشكل شبه يومي.
على خط مواز، وفي أعقاب زيارة قام بها المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى الرياض ومسقط، ومحاولته مقايضة صنعاء بوقف هجماتها مقابل السماح بتوقيع اتّفاق السلام ورفع اسمها من قائمة الإرهاب، وهو ما قوبل بالرفض، بحث رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، خلال لقائه، أول من، أمس، في مسقط، وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد الله يان، آخر المستجدات على المستويين الإقليمي والدولي.
وجدد تعهّد اليمن بعدم التراجع عن موقفه المساند لقطاع غزة، مؤكّـداً أن «دعم اليمن للشعب الفلسطيني له أبعاد إسلامية وأخلاقية وإنسانية.
وعليه جرى التحَرّك في البحر الأحمر ضد الأهداف الصهيونية»، مضيفاً: «أبلغنا بقية الدول أن سفنها في البحر الأحمر ليست هدفاً لنا وأثبتنا ذلك عمليًّا، على رغم الدعاية الأمريكية – الصهيونية».
واعتبر عبد السلام أن هدف أمريكا من هجماتها على اليمن، زيادة الضغوط والمشاكل الاقتصادية والإنسانية فيه، مشدّدًا على أن صنعاء لن تتراجع قيد أنملة عن مواقفها المبدئية.
من جانبه، أشاد عبد اللهيان «بالدعم اليمني الشجاع لشعب فلسطين المظلوم، النابع من شهامة اليمنيين وغيرتهم»، مُشيراً إلى أن «طهران تعتبر الاعتداءات الأمريكية – البريطانية على اليمن انتهاكاً لسيادته وتأتي في إطار الدعم التام لجرائم الصهاينة في غزة».
وأكّـد أن «استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق جريمة صهيونية تمّت بصواريخ وطائرات أمريكية».
وكانت مصادر دبلوماسية مطّلعة قد أشَارَت إلى أن الصين طرقت باب الوساطة مع إيران قبل أسابيع، في محاولة لخفض التوتر في البحر الأحمر، إلا أن مصادرَ سياسيةً في صنعاء نفت أن يكون للقاء عبد السلام بوزير الخارجية الإيراني أي علاقة بهذه المساعي.