تتصاعد العمليات العسكرية اليمنية ضد ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في المحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي. وأعلنت القوات المسلحة اليمنية الأحد عن تنفيذ 5 عمليات ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية خلال 72 ساعة، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مؤكدة أن العمليات الخمس حققت أهدافها بنجاح.
ويؤكد محللون عسكريون أن نجاح العمليات يثبت التفوق للقدرات العسكرية اليمنية، وتجاوزها إلى مديات لم يتوقعها العدو على الإطلاق.
وعلى ضوء العمليات الجديدة فإن هذا التأكيد يضع الأعداء أمام حقيقة أن الكابوس اليمني لم ينته بعد، بل يتجه ليصبح أسوأ، فمع التصاعد الملحوظ في دقة ومدى العمليات التي تستهدف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، ستضطر شركات الشحن في النهاية إلى فعل ما فعلته سابقاً إزاء التهديد في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو التوقف عن نقل أي شحنات من الشرق إلى موانئ فلسطين المحتلة، وهو ما يعني إكمال قطع خطوط التجارة بين آسيا وكيان العدو بشكل كامل.
فحتى الشحنات التي كان العدو يتحمل تكاليفها المرتفعة وتأخيراتها الطويلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح من أجل جلب بعض البضائع ستنقطع، ما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة المتواجدة أصلاً منذ أشهر بسبب إغلاق طريق البحر الأحمر الرئيسي، ولن يكون ارتفاع الأسعار هو المشكلة الأكبر، إذ ستختفي العديد من المنتجات من الأسواق “الإسرائيلية” بشكل تام.
تطور متسارع للقدرات العسكرية
ولا يختلف الوضع بالنسبة للعدو الأمريكي الذي تمثل العمليات الجديدة صفعة خاصة له، على خلفية التصريحات الأخيرة لقائد قواته الجوية في الشرق الأوسط والتي تكهن فيها بانخفاض مستوى مخزون الصواريخ والطائرات اليمنية مستدلاً على ذلك بما زعم أنه “انخفاض وتيرة العمليات” إذ يبدو بوضوح من خلال العمليات الجديدة أن القوات المسلحة توسع نطاق عملياتها إلى مديات غير مسبوقة في أكثر من اتجاه، وهو ما يعني أن القدرات العسكرية تزداد كثافة وتطوراً، وأن الانخفاض المؤقت في كثافة العمليات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، دليل على ندرة حركة السفن المرتبطة بالعدو في تلك المنطقة ، وليس على ضعف القدرات اليمنية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مطاردة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في البحر العربي والمحيط الهندي تجعل مأزق العدو الأمريكي أكثر صعوبة، فهو تورط في العدوان على اليمن بدافع حماية الملاحة الصهيونية عبر باب المندب، والآن بعد أن فشل وأصبحت سفنه التجارية والحربية تستهدف بشكل متواصل، فإنه ليس فقط عاجزاً عن حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في المحيط الهندي، بل إنه عاجز حتى عن إيجاد مخرج من ورطة باب المندب، ويعلم أن القوات المسلحة تستطيع أن تطارده مثلما تطارد السفن “الإسرائيلية”.
وتظهر عملية استهداف السفينة البريطانية “هوب آيلاند” في البحر الأحمر أن القوات المسلحة ليست غافلة عن أي محاولات للتهريب عبر باب المندب، وأنها حريصة على مواصلة إيلام العدو البريطاني، الذي اختار بنفسه أن يتورط إلى جانب الصهاينة والأمريكيين.
الهجمات اليمنية فعالة ومتصاعدة
بدوره، قال الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور إن عملية الـ 72 ساعة الأخيرة أثبتت مرة أخرى أن المدمرات والسفن الأمريكية أصبحت أهدافاً سهلة للقوات المسلحة اليمنية.
وأضاف العميد الثور أن البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي أفضل مكان لاستخدام أسلحتنا الحديثة على العدو الأمريكي، معتبراً أن تنفيذ خمس عمليات عسكرية مختلفة في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي يحمل دلالة كبيرة على قدرة القوات المسلحة اليمنية في خوض أعمال قتالية بعيدة المدى بعمق المحيط الهندي، والبحر الأحمر والبحر العربي، وهذا فيه إشارة كبيرة على أن أي انتشار للعدو، أو أي محاولة أمريكية لتنفذ من الصواريخ اليمنية مصيرها الفشل المحتوم.
وشدد على أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك القدرة العسكرية على ضرب العدو في عمقه، كما بات لديها القدرة على تحييد السلاح المتطور الأمريكي و”الإسرائيلي” والبريطاني. وأكد أن أمريكا اليوم في مأزق كبير بعد نجاح قواتنا في فرض حصار كامل على ثلاثي الشر في منطقة حساسة، وفي أهم ممر ملاحي ومضيق في العالم، مؤكداً كذلك على استمرار العمليات العسكرية اليمنية بتصعيد أكبر كلما صمم العدو في مواصلة عدوانه الظالم على الأشقاء في فلسطين المحتلة.
من جهته قال الخبير العسكري اللواء خالد غراب إن القوات المسلحة اليمنية استهدفت فرقاطات أمريكية، وسفينتين إسرائيليتين، وكذا سفينة بريطانية، لافتاً إلى أن رقعة مسرح العمليات تتسع جغرافياً من البحر الأحمر إلى البحر العربي إلى المحيط الهندي، وأن هذا الاتساع يصل إلى نتيجة، وهي أن القدرات اليمنية فعالة ومتصاعدة، وأن قدرات الأعداء فاشلة.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي عبد الوهاب سيف الحدي أن هذه العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية هي رد واضح وصريح بشأن ما تحدثت عنه الولايات المتحدة الأمريكية بأنها قد استطاعت تقويض العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وتوجيه صفعة قوية ضد العمليات العدوانية الأمريكية والبريطانية على الأراضي اليمنية.
وقال الحدي إن العمليات العسكرية لليمن تحمل رسالة تحذير لكل الدول الأوروبية التي تفكر في الانخراط بالعدوان على الجمهورية اليمنية، أو خرق السيادة الوطنية، معتبراً كل ما تزعم به أمريكا وبريطانيا هي مجرد ترهات إعلامية، مؤكداً أن السيادة البحرية وحق الملاحة في البحرين الأحمر والعربي هي لليمن وليست لثلاثي الشر والإجرام.
وأضاف أن العمليات التي تنفذها الجمهورية اليمنية تبعث برسالة تطمين للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بأن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في سياسة الحصار المطبق للسفن الإسرائيلية لنصرة إخواننا المظلومين في قطاع غزة، مؤكداً على استمرارية القوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني في الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني الحر والمقاوم حتى إنهاء الحرب والحصار عن إخواننا في قطاع غزة ونيل الاستقلال لكل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الكيان يترنح من جديد
وفي السياق تفاعل العديد من الناشطين السياسيين والإعلاميين والعسكريين عبر منصات التواصل الاجتماعي مع بيان القوات المسلحة المعلن حول تنفيذ خمس عمليات عسكرية خلال 72 ساعة ضد الكيان الصهيوني الغاصب وتحالف الشر الأمريكي والبريطاني في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي.
وكتب الناشط الإعلامي الفلسطيني خليل نصر الله قائلاً:” القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ خمس عمليات عسكرية خلال ٧٢ الساعة الماضية، سفينة بريطانية، واستهداف سفينتين إسرائيليتين، واحدة في المحيط الهندي والأخرى في البحر العربي، عمليتان بواسطة مسيرات استهدفت فرقاطتين أميركيتين”. ويضيف:” كما هو واضح مروحة عمليات واسعة، ومنسقة، وهي تبين عن تعاظم القدرة، ومراكمة الفشل للأميركي”.
أما الناشط الإعلامي اليمني عبد القادر عثمان فأكد في منشور له أن الكيان يترنح ويهتز من جديد، فالمقاومة الفلسطينية تكثف عملياتها وتنكل بجيش الاحتلال”. وأضاف في تغريده له أن استمرار القوات المسلحة في فرض معادلة الحصار البحري بشكل كلي عبر البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، يحرج الأساطيل العسكرية الغربية في البحار.
ويشن اليمن حصار بحري خانق ضد كيان العدو الإسرائيلي باستهداف سفنه ومنع السفن التجارية المتجهة الى موانئه، وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد المجازر الإسرائيلي في غزة.
وفشلت الولايات المتحدة الأمريكية باعتراض الهجمات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، والتي تنفذها اليمن ضد سفن كيان العدو الإسرائيلي أو المتجهة الى الموانئ المحتلة اسنادا لغزة ضد جرائم الإبادة التي ترتكبها اسرائيل على الفلسطينيين.