وجه قادة محور المقاومة، اليوم الأربعاء، التحية لصمود المقاومة والشعب الفلسطيني، بمناسبة “يوم القدس العالمي”، مؤكدين أنّ ملحمة “طوفان الأقصى” هزمت الكيان الإسرائيلي ومشروعه وداعميه وخصوصاً أميركا، وأنه أصبح “طوفان أحرار” يزداد ويقوى.
السيد الحوثي: الشعب الفلسطيني يخوض معركة الأمة كلها
أكد السيد الحوثي أن عاقبة القضية الفلسطينية نهاية وسقوط العلو والإفساد الإسرائيلي المحتومة عن طريق الجهاد في سبيل الله.
وقال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي: “نسعى لتطوير قدراتنا الصاروخية والبحرية من أجل دعم الشعب الفلسطيني أكثر”. وأضاف الحوثي أنّ “الأميركي بات شريكاً فعلياً وكاملاً مع العدو الإسرائيلي، في جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وفيما أشار إلى أنّ “القضية الفلسطينية متميزة بوضوح وجلاء الحق فيها، لم تتحرك أي جهات لايقاف هذا الظلم بحق الشعب الفلسطيني وإعادة حقوقه”. وشدّد السيد الحوثي على أنّ “الخيار الوحيد الناجح في مواجهة العدو، هو الجهاد الذي اثبت جدواه في لبنان وغزة”.
ورأى السيد الحوثي أنّ “الاحتلال عجز عن تحقيق أي من أهدافه في غزة، أو أي صورة للنصر بعد ستة أشهر من العدوان، بل كرّس صورة بشعة للاجرام”. كما شدد على أنه “من واجب الأمة ولمصلحة أمنها القومي، التحرّك لإسناد الشعب الفلسطيني بكل الوسائل”، موضحاً أنّ “الشعب الفلسطيني يخوض معركة الأمة بكلّها”.
ووعد قائد حركة أنصار الله: “لن نألو جهداً في مناصرة الشعب الفلسطيني، الذي قدم أسطورة صمود قلّ نظيرها في التاريخ”. وفي الختام ردّ السيد الحوثي على تحية المقاومين في غزة لليمن قائلاً: “حيّاكم الله وأعزّكم ونصركم.. ونحن نقبّل أياديكم التي تضغط على الزناد”.
السيد نصر الله: طوفان الأقصى هزّت وزلزلت أسس كيان الاحتلال الإسرائيلي
وأكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنّ ما يجري في فلسطين والمنطقة والعالم هو “طوفان أحرار”، آملاً أن يكبر ويزداد ويقوى مع الوقت.
وجاء كلام السيد نصر الله بمناسبة “يوم القدس العالمي”، الذي يُحتفل فيه بأرجاء العالمين العربي والإسلامي من كل عام، والذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، علماً أنه يتزامن هذا العام مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة للشهر السادس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال السيد نصر الله إنّ “العدو لا يصغي إلى قرارات صادرة عن مجلس الأمن، ولا إلى مناشدات دول العالم، ولا يهتم لرأي عالمي أو لقوانين”. كما أكّد على أهمية الثبات والصمود ومواصلة العمل “واليقين بأنّ النصر آتٍ”، وهو ما رآه يرتبط بغزة وكل الجبهات المساندة والمشاركة.
وفيما أشار إلى أنّ “البعض يركز على حجم التضحيات ويتجاهل حجم إنجازات المقاومة بهدف خدمة العدو”، أكّد السيد نصر الله أنّ “حرب تموز أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد”، ومعه مشروع “إسرائيل العظمى”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أنّ “ملحمة طوفان الأقصى وضعت الكيان على حافة الهاوية والسقوط النهائي والزوال”، موضحاً أنّ “ملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت”. كما شدد السيد نصر الله أيضاً، على أنه “يجب أن نعمل لنخرج من هذه المعركة منتصرين ثابتين”، وأن “تُلحق الهزيمة بالعدو وكل من يقف خلفه ويجب البناء على ذلك”.
هنية: “طوفان الأقصى” ضربة استراتيجية أعادت الصراع إلى طبيعته
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، إنّ “القدس اليوم تعيش لحظة تاريخية، بعدما بعث طوفان الأقصى أملاً بحتمية انتصارها وتحريرها”. وأكّد هنية أنّ عملية “طوفان الأقصى” شكلت “ضربة استراتيجية أعادت الصراع الى طبيعته”، وأزال الأقنعة عن الوجوه “المتخفية وراء سلام زائف”.
وأشار هنية إلى أنّ “المقاومة تواصل الثبات في الميدان وفي كل محاور القتال”، وقال: “هذا الشعب الفلسطيني المجاهد الصابر يستحق أن تكون على قدر تضحياته كل مكونات هذه الأمة”. كما شدد على أنّه في هذه المعركة “سقطت كل الأوهام التي صنعها العدو لنفسه ولجيشه وقدراته”، موضحاً أنّ “العدوان على شعبنا لم يكن ليستمر، ويصل إلى هذه الدرجة من الوحشية، لولا الغطاء الأميركي والمشاركة المباشرة في العدوان”.
وحيّا رئيس المكتب السياسي لحماس “الجهود التي يقدمها أبناء أمتنا نصرةً لغزة”، وأقول لشعوبنا: “أنتم ظهرنا وعمقنا”. كما توجّه إلى قوى المقاومة قائلاً: “لقد تجلّى أعظم مشهد في وحدة الساحات والجبهات من فلسطين إلى لبنان فاليمن والعراق ودعم من إيران”.
ورأى أنّ ما قامت به دولة جنوب أفريقيا “دورٌ رائد، لبدء محاكمة قادة هذه الكيان على جرائمهم في غزة وتحقيق العدالة”، داعياً في نفس الوقت إلى “تصعيد الفعاليات وتكثيفها والضغط على الحكومات، لتنحاز إلى جانب الحق الفلسطيني”.
وشدد هنية مردفاً: “متمسكون بمطالبنا المتمثلة بالوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من غزة، والعودة الكاملة للنازحين ورفع الحصار”. كما قدّم في ختام كلمته التحية لجبهات محور المقاومة المشتعلة على طول خط المواجهة مع العدو، ولشعوب الأمة الموحدة مع فلسطين وغزة.
النخالة: ما زلنا في منتصف المعركة وعلينا بذل المزيد لدعم فلسطين
بدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي، زياد النخالة، إنّ “أبناء غزة يقفون بصمود أسطوري في مواجهة قوى الشر، المتمثلة بكيان الاحتلال وداعمته الولايات المتحدة وحلفائها”.
وشدد النخالة على أنه رغم الحصار والجوع “اكتشفنا أنّ إخواننا العرب والمسلمين، لا يستطيعون تقديم حتى شربة ماء للعطشى”، مطالباً إياهم بأن “يعاملونا كما يعاملون إسرائيل”، لأن “كل ما تحتاجه إسرائيل يأتي إليها من الدول التي تمنع عنا كل شيء”.
وشدّد الأمين العام لحركة الجهاد على أنه “يجب التمسك بوحدة المقاومة ووحدة ساحاتها، في مواجهة مشروع تفتيت المنطقة لصالح المشروع الصهيوني”. وقال إنّ “معركة طوفان الأقصى مايزت بين الدول”، شدّد النخالة على أنّه “ما زلنا في منتصف المعركة وعلينا جميعاً بذل كل ما باستطاعتنا لدعم فلسطين”.
كما أثنى الأمين العام لحركة الجهاد، على دعم إيران للمقاومة وشعبها، وسعيها لتعزيز قوة المقاومة وإسنادها، قائلاً: “نسجل للجمهورية الاسلامية الإيرانية دورها التاريخي في دعم المقاومة وإسنادها”. وشدد في ختام كلمته على أنه يجب أن يكون يوم القدس العالمي “محطة نعزز فيها وحدة شعبنا ومقاتلينا ووحدة أهدافنا”، مؤكّداً أنّ “غزة باقية بأهلها ومقاوميها، وستبقى علامة فارقة وستصمد وستقاوم وستنتصر”.
رئيسي: “طوفان الأقصى” برهن أنّ “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت
من جهته، رأى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ “العمليات التاريخية التي قام به الفلسطينيون، أوصلت جيش الاحتلال المجرم إلى العجز”. وأكّد أنه “أصبح واضحاً للجميع اليوم أنّ هذا الكيان، هو أوهن من بيت العنكبوت”.
كذلك، أشار الرئيس الإيراني إلى أنّ “دعاة حقوق الإنسان في الغرب، التزموا الصمت وهم يشاركون قيادة أميركا في ارتكاب الجرائم علناً أو في الخفاء”، لافتاً إلى أنّ “العالم لن يعود إلى ما كان عليه سابقاً”، وأنه “لا يمكن لأحد ترميم وجه الكيان الصهيوني الذي هُزم في طوفان الأقصى”.
كما رأى رئيسي أنّ “هذا الكيان هو أقرب اليوم، من أي وقت مضى إلى الانهيار الداخلي”، مشيراً إلى أنّ “المسيرات في المنطقة والعالم شكلت حصاراً إعلامياً له”. وتناول الرئيس الإيراني الهجوم الإرهابي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وأكّد أنه “لن يبقى من دون رد”، وأنه “يدل على قمة فشل وضياع هذا الكيان”.
الكعبي “لإسرائيل” وواشنطن: المقاومة استخدمت النذر اليسير من قوتها
الأمين العام لحركة “النجباء”، الشيخ أكرم الكعبي، أكد أنّ “المقاومة العراقية ومقاومتا لبنان واليمن ستقف مع المقاومة الفلسطينية حتى النهاية”.
وقال إنّ واشنطن أرسلت أكثر من 30 ألف طن من المساعدات لكيان الاحتلال، فكانت “شريكته في جرائمه البشعة”. وتوجّه الكعبي لـ”إسرائيل” وشريكتها واشنطن، مؤكّداً أنّ “المقاومة لم تستخدم حتى الآن إلا النذر اليسير من قوتها”.
العامري:”طوفان الأقصى” أعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
الأمين العام لـ”منظمة بدر” العراقية، هادي العامري، رأى من جهته، أنّ “طوفان الأقصى، شكلت منعطفاً حقيقياً في مسار القضية الفلسطينية، التي عادت إلى الصدارة بعد أن أرادت دول الاستكبار طمسها”. وقال إنّ “المقاومة دفعت بكيان الاحتلال إلى منحدر الهزيمة، باعتراف مسؤوليه الذين يؤكدون أنهم يواجهون تحديات وجودية”.
وأضاف العامري أنّ “طوفان الأقصى جرف وعرّى الدول التطبيعية، وكشف رفض العالم لوجود هذا الكيان، الذي بات رمزاً للجريمة والانحطاط”. كما رأى أنّ “طوفان الأقصى وضع الدول الاستكبارية في دائرة الإدانة والرفض”، مشيراً إلى أنه اتضح أنّ “أميركا والغرب هم الذين يقفون وراء جرائم الكيان الإسرائيلي”.
وفيما شدد على أنه “يجب إعادة النظر في المنظومة الدولية الظالمة التي تحكم العالم حالياً”، أكّد العامري أنّ “المقاومة ما زالت صامدة وتدير المعركة بكل حكمة وحنكة”، حتى أنّ “الأميركيين اعترفوا بأنّ القضاء على حماس هو ضرب من الخيال”.
كما أكّد العامري أنّ “جبهة المقاومة باتت تتوسع، وأبى محورها أن يترك فلسطين وحدها، ولا تستطيع أعتى قوة في العالم منع رجالنا من آداء دورهم”. وأردف قائلاً أنّ “ما يجري في غزة من مخطط إجرامي، كشف حقيقة أميركا والغرب”، مؤكّداً أنّ “موقف العراق ثابت ومبدئي برفض كل أنواع الاحتلال”.
وجدد الأمين العام لمنظمة بدر، في الختام، تأكيده على أن “لا عودة عن قرار رفض الوجود الأجنبي في بلادنا”، مؤكداً أنهم “أكثر إصراراً على إنهاء الاحتلال الأميركي”، ومتوجهاً لأبناء غزة بالقول: “نحن نواسيكم بأرواحنا ودمائنا، ولم يخذلكم شريف بل خذلكم الأنذال والمطبّعون”.