خرجت مظاهرات حاشدة في أكثر من دولة أروروبية في وقت متزامن، مع ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الخالد ومع استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، مطالبةً بوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبيها.
وشهدت عدّة مدن أوروبية مجموعةً من التظاهرات الحاشدة، في سياق الاحتجاجات الأسبوعية المستمرة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تزامنت هذا الأسبوع مع ذكرى يوم الأرض، والتي يحييها الفلسطينيون في الوقت الذي يتعرضون لإبادةٍ مستمرة منذ نحو 6 أشهر، في قطاع غزة.
وتميزت التظاهرات والمسيرات التضامنية، هذا الأسبوع، بزخمها العالي وغير المسبوق، وبأفق انتشارٍ واسع على الصعيد الأوروبي، بحيث امتدت إلى مدن متعددة، مثل: لندن، باريس، أمستردام، برلين، كوبنهاغن، أورهوس وأوسلو وغيرها.
التظاهرة الحادية عشرة في لندن
في العاصمة البرطانية لندن، سارت المسيرة التضامنية، والتي قُدِّر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف، مسافة كيلومترين وسط العاصمة، بحيث وصلت إلى ميدان “ترافلغار سكوير”، في وسط لندن، وهو أكبر ميادين العاصمة البريطانية. ومن المقرر أن يستمر التجمع في الميدان المذكور، في وقفة احتجاجية، حتى ساعات المساء.
ورُفعت في هذه المسيرة، الحادية عشرة منذ بداية الحرب، مطالب متعددة، منها: وقف الحرب، ووقف المجاعة والإبادة الجماعية، وتوقف الحكومة البريطانية عن تسليح “إسرائيل”.
مطالبات بوقف التسليح
وفي شوارع باريس، خرجت مظاهرة جديدة، بمناسبة يوم الأرض، وبمشاركة عدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف قتل الأطفال، ووقف الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.
وتُعَد هذه التظاهرة واحدة من أكبر التظاهرات، التي شهدتها العاصمة الفرنسية مؤخراً.
ساحات برلين تضغط على الحكومة الألمانية
وفي برلين، خرجت التظاهرات، اليوم، تخليداً ليوم الأرض وتضامناً مع الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال في غزة، على الرغم من تزامنها مع أيام الفصح المجيد.
وحمل المشاركون، الذين يَعُدّون أنّ حراكهم ساهم في الضغط على الحكومة الألمانية التي غيرت بعضاً من مواقفها تجاه الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، مطالب متعددة، أهمها الضغط في اتجاه وقف إطلاق النار. وأعلن المنظمون التحضير لتظاهرة حاشدة في يوم عيد الفطر في برلين.
أمستردام.. دعوات إلى محاسبة المتورطين في الإبادة
وفي العاصمة الهولندية، أمستردام، خرج المتظاهرون المؤمنون بأنّ حراكهم المستمر، بوتيرة أسبوعية، منذ بداية الحرب، دفع الحكومة الهولندية، مؤخراً، إلى اتخاذ قرارٍ يقضي بوقف تصدير قطع غيار الطائرات الحربية إلى “إسرائيل”.
وجابت المسيرة التضامنية شوارع وسط العاصمة أمستردام، مطالبةً بالوقف الفوري للحرب على غزة، ومحاسبة المتورطين في الإبادة الجماعية. وشهدت مدن هولندية أخرى، مثل روتردام ودنهاخ وغيرهما، تظاهرات ومسيرات منددة بالعدوان على غزة.
يوم الأرض.. ذكرى وطن وشعب
ويُحْيي الفلسطينيون وأحرار العالم، اليوم، الذكرى الـ48 ليوم الأرض، في الوقت الذي تقف القضية الفلسطينية أمام واحد من أهم، إن لم يكن أهم مفاصلها التاريخية، وسيكون الأهم لوقت ليس بقصير مستقبلاً.
ويصادف تاريخ 30 آذار/مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض، بحيث يواصل الفلسطينيون نضالهم ودفاعهم عما تبقى من أرضهم في ظل التغول الاستيطاني، والذي التهم أكثر من مليونين و380 ألف دونم منها منذ عام 1967.
وكان الإحياء الأول لهذه المناسبة عام 1967، بعد أن سيطرت إدارة الاحتلال الإسرائيلي على نحو 2000 دونم من أراضي الجليل المحتل، بناءً على قانون مصادرة الأراضي، والذي كان يعطي للسلطات الإسرائيلية صلاحية مصادرة أي أرض بور، يمر عليها عام لا تُفلَح فيه، من أجل إعادة توزيعها على من يمكن أن يستفيد منها ويستصلحها.
وفي خطة مبيّتة، مُنِع المزارعون في الجليل من الوصول إلى أراضيهم مدة عام كامل. وعند انقضائه صادرت سلطات الاحتلال الأراضي بحجة عدم استصلاحها والاستفادة منها.
وبدأت الهبة الشعبية في الداخل المحتل، وامتدت لتشمل مناطق الضفة الغربية ومخيمات اللجوء الفلسطيني في الخارج. واليوم، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي الفلسطينيين، ومع استمرار الاحتلال، يُحْيي الفلسطينيون والمتضامنون مع القضية الفلسطينية يوم الأرض في 30 من أذار/مارس من كل عام، تعبيراً على استمرار تمسكهم بالأرض وبحقوقهم، واستمرار رفضهم للاحتلال.