نشرت وكاله “بلومبرج” الأمريكية تقرير بعنوان “مهمة “لا فشل” لحماية البحر الأحمر لم تنجح. أوضحت فيه أنه رغم الجهود المبذولة والمعدات الباهظة الثمن التي استخدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في مواجهة الحوثيين في اليمن، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف الهجمات على سفن الشحن المدنية والسفن الحربية.
وأكدت بلومبرج أن نجاح الحوثيين في إحباط جهود أكثر الجيوش تطوراً في العالم يعتبر أحدث انتكاسة لجهود واشنطن في مكافحة انتشار الصراع الإقليمي، الذي بدأ بالهجوم القاتل لحركة حماس على إسرائيل في أكتوبر.
بدورها، قالت ميساء شجاع الدين، وهي باحثة أولى في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: “لقد أثبت الحوثيون أنهم لاعب إقليمي مهم وفعال.
وأضافت أن الحوثيون أجروا هذا الشهر مناورة لمواجهة هبوط محاكاة للقوات الأمريكية والبريطانية في اليمن هذا الشهر، مع تعهد القادة بصد أي هجوم. ومن غير المرجح أن يحصلوا على هذه الفرصة، حيث يرفض الحلفاء حتى الآن أي حديث عن عملية في اليمن.
وأكدت إذا نجحت إحدى الهجمات المنتظمة على السفن الحربية المتحالفة الحربية، وأسفرت عن مقتل قوات أجنبية، فمن المرجح أن تضطر الولايات المتحدة إلى تكثيف ردها. وقد يكون المستوى التالي من التصعيد هو الهجمات التي تستهدف قادة الحوثيين، وفقًا لمسؤولين غربيين.
وأشار تقرير بلومبرج الى تراجع عدد السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر بنسبة تصل إلى 70٪ مقارنة ببداية ديسمبر، وتراجعت شحنات الحاويات بنسبة تقترب من 90٪، وتوقف نقل الغاز تقريبًا.
ولفت التقرير الى أن الإبحار حول جنوب إفريقيا حوالي يضيف أسبوعين إلى الرحلة. ونتيجة لذلك، فإن تكلفة إرسال حاوية من شنغهاي إلى روتردام تبلغ حوالي ضعف مستواها في العام السابق، وفقا لشركة دروري للشحن. وأوضح انه بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على بدء عملية كبيرة للتحالف البحرية، أقر الأدميرال مارك ميجيز، قائد الأسطول الأمريكي، بأن هناك مزيدًا من العمل يجب أن يتم لمواجهة التحديات المتصاعدة.
وأعرب رولف هابن يانسن، الرئيس التنفيذي لشركة Hapag-Lloyd AG، عن قلقه إذ أكد أنهم لن يخاطروا بإرسال شحناتهم عبر البحر الأحمر طالما أن الوضع غير آمن. وأمل رولف، أن تتراجع الاضطرابات في الأشهر القليلة المقبلة أو نحو ذلك، لكنه يقر بأن آخرين في هذا المجال يخشون أن تستمر حتى عام 2025. على سبيل المثال، شركة بيع الملابس بالتجزئة أبركرومبي آند فيتش قد قامت مؤخرًا بتعديل توقعاتها بشأن تكاليف الشحن لهذا العام بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.
وأضاف التقرير أن أحد المسؤولين الغربيين قال إن الحوثيين لديهم على الأرجح القدرة على مواصلة شن هجمات على السفن الأخرى بوتيرة قريبة من الوتيرة الحالية لعدة أشهر قادمة. واعترف ميجويز بأن عدد الصواريخ التي كانت بحوزة الحوثيين في ترساناتهم في بداية الصراع كان بمثابة “نوع من الثقب الأسود بالنسبة للاستخبارات الأمريكية”.
