تدرس الهند اقامة قاعدة عسكرية في ارخبيل سقطرى حسب ما نقلت مصادر دبلوماسية يمنية، ولا يوجد أي اعلان رسمي. وتأتي هذه الأنباء بعد الاعلان عن خروج قواتها المتواجدة في جزر المالديف في 14 مارس/ آذار الحالي ونقلها إلى قاعدة عسكرية بحرية هندية.
في نوفمبرالماضي أعلنت الحكومة المالديفية أن الصين ستزودها بالمساعدة العسكرية وعقدت شراكة مع الصين لبناء قاعدة عسكرية عقد الاخيرة شراكة مع الصين.
ولم تكن اليمن بمعزل عن التطورات الاقليمية والدولية خاصة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 وتمكن المقاومة الفلسطينية من هزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي.
عولت الولايات المتحدة الأمريكية قبل 7 أكتوبر وعملية طوفان الأقصى على بناء شراكة تجمع الهند و دول خليجية واسرائيل وصولاً إلى أوروبا تكون قادرة على ضمان التنافس مع جمهورية الصين وطريق الحرير.
المشهد قبل 7 أكتوبر
في سبتمبر/ ايلول 2023 وخلال اجتماع دول العشرين في نيودلهي أُعلن عن الممر التجاري الذي يربط الهند والخليج وأوروبا بمباركة الرئيس الامريكي جو بايدن و وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الاماراتي محمد بن زايد و رئيس الوزراء الهندوسي مودي.
من الواضح أن أمريكا جعلت من دول الخليج “البقرة الحلوب” لدعم مشروع “الممر الاقتصادي” وادخال الهند في شراكة أمنية مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة، تحت اسم “آي تو يو تو” كأحد المنافسين لتقويض النفوذ الصيني في الشرق الأوسط والمحيط الهندي.
وتسعى أمريكا إلى إعادة ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط والمحيط الهندي بعد 7 أكتوبر وعملية طوفان الأقصى وهزيمة “اسرائيل” كمشروع وقاعدة عسكرية متقدمة لها في المنطقة.
سقطرى وأطماع الامارات
بعد العدوان الذي شنه التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات على اليمن في 2015، وبدعم أمريكي وبريطاني ؛ استمر السعي السعودي الاماراتي للسيطرة على عدد من الجزر من بينها أرخبيل سقطرى الجزيرة التي تعد ضمن أحد مواقع التراث العالمي في المحيط الهندي وقبالة سواحل اليمن.
لم تخف الامارات أطماعها فمنذ 2019 وبعد سيطرتها على ارخبيل سقطرى واخضاعها بقوة سلاح مليشيات الانتقالي التي تدعمها وتمولها بالاضافة إلى تحكمها بشكل كامل في الجزيرة والرحلات الجوية من وإليها ومنح تأشيرات لسياح صهاينة للوصول إلى جزيرة سقطرى فيما يحرم أهل الجزيرة من السفر جواً ويكون عليهم المغامرة عبر القوارب الخشبية للوصول إلى اليمن.
صعدت الامارات من تواجدها في سقطرى ونقلت معدات عسكرية واتصالات بشراكة مع شركات اسرائيلية ضمن مخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة “عبدالكوري” ومهدت ذلك عبر طريق لهبوط الطائرات والذي تم كشفه في تحقيق لمنصة “إيكاد” كل هذه الخطوات تأتي مع خضوع وشرعنة حكومة المنافي الموالية للسعودية والامارات لتسليم سقطرى وكافة المحافظات اليمنية للخارج.
الحديث عن القاعدة الهندية العسكرية لا يخرج عن مخططات امريكية بريطانية وشراكة البقرة الحلوب في دول الخليج “الامارات والسعودية” لبناء قاعدة عسكرية متقدمة ومجابهة للطموحات الصينية في المحيط الهندي.
المشهد بعد 7 اكتوبر
في 7 أكتوبر/ تشرين أول نفذت المقاومة الفلسطينية عملية عسكرية كبيرة وتمكنت من الدخول إلى قواعد عسكرية في غلاف غزة وتمكنت من أسر جنود اسرائيليين ونقلهم إلى غزة.
مثلت عملية طوفان الأقصى أقوى ضربة للمشاريع الأمريكية في الشرق الأوسط وعلى رأسها مشروع الشرق الأوسط الجديد وتقسيم المقسم ومن بينها المخطط الخطير الذي يحاك ضد اليمن لتقسيمه إلى دويلات ضعيفة.
ما بعد هزيمة اسرائيل في 7 أكتوبر حشدت امريكا وبريطانيا ودول الغرب كل طاقتها وقوتها لدعم اسرائيل عسكرياً ومالياً وسياسياً في محاولات لانقاذ صورة الكيان الصهيوني التي انهارت وكشفت هشاشة الصهيونية العالمية.
دعمت امريكا مجازر الابادة وجرائم الحرب الصهيونية بحق المدنيين في غزة وتجاوز فيه عدد الشهداء والجرحى أكثر من 110 ألف مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء.
اليمن يحاصر اسرائيل
دخل اليمن على خط دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد اعلان القوات المسلحة اليمنية في صنعاء اول عملية بحرية في الـ14 من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، بان القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر أو أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة.
لم تتوقع الولايات الأمريكية و بريطانيا أن يتم فرض الحصار البحري في البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية وفجاءت القوات المسلحة اليمنية العالم باعلانها عملية السيطرة على السفينة الإسرائيلية “غالاكسي ليدر” في الـ19 من تشرين الثاني/نوفمبر، نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته، وحذرت جميع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وتصاعدت وتيرة العمليات البحرية اليمنية والتي وصلت في شهر مارس/ آذار الحالي إلى اكثر من 72 عملية في البحرين الاحمر والعربي وخليج عدن، واعلن اليمن توسيع عملياته لتشمل المحيط الهندي.
في المقابل شكلت أمريكا وبريطانيا تحالفاً دولياً لحماية السفن الاسرائيلية والمصالح الصهيونية تحت مسمى “حارس الازدهار” في ديسمبر/ كانون أول 2023، وتزامن ذلك مع ضغوطات أمريكية اجبرت شركات الملاحة البحرية العالمية إلى نقل أنشطتها إلى رأس الرجاء الصالح حتى تلك الشركات التي ليس لها علاقة بالكيان الصهيوني.
وعلى الرغم من عدم مشاركة الهند ضمن تحالف “حارس الإزدهار” ولكنها اعلنت ارسال سفن حربية الى المحيط الهندي وخليج عدن لمساندة العمليات الأمريكية والبريطانية.
ختاماً ما يحدث في المحيط الهندي يعقد المشهد الجيوسياسي مع سعى القوى الإقليمية والدولية إلى التواجد وتحوله إلى ساحة للتنافس بين القوى العظمى، وتحديداً بين الولايات المتحدة والصين.