تتواصل في قطاع غزّة المحاصر جرائم العدو الإسرائيلي ومجازره خلال شهر رمضان المبارك في ظلّ صمت عربي ودولي مطبق. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة أنّ “العدو الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 63 شهيدًا و112 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”.
كما أكّدت الوزارة أن “عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات، يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم”. وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة المحاصر إلى 31553 شهيدًا و73546 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
تفاصيل مجزرة “الدقيق الثانية” بحقّ جياع غزّة
بدوره، قدم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أربعة أدلة تفند ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي سعى فيها للتنصل من مسؤوليته عن مجزرة الدقيق الثانية عند دوار الكويت جنوب غزة مساء الخميس الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 80 شهيدًا، حسب توثيق المرصد.
وكان جيش الاحتلال قد نشر مقطع فيديو مجتزأ زعم فيه بشكل مضلل أنه لم يكن مسؤولاً عن مجزرة دوار الكويت. وقال المرصد الأورومتوسطي، في بيان له اليوم السبت، إن مقطع الفيديو المذكور -مع عدم التسليم بصحته- “لا يثبت صحة ادعاء جيش الاحتلال بشأن إصابة الضحايا بنيران مسلحين فلسطينيين، بل إنه على العكس، يؤكد أنهم لم يصَبوا بسبب ذلك.”
وذكر “الأورومتوسطي” أن “التحقيقات الأولية التي أجراها في تلك الجريمة ومقطع الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال، تشير إلى 4 أدلة تفند المزاعم الإسرائيلية.” وبين أن “الفيديو الذي نشره الاحتلال يظهر أن المكان الذي وقع فيه إطلاق النار المزعوم من الشخص المسلح كان في مكان مختلف عن مكان المجزرة، إذ كان في محيط دوار “دولة” جنوب شرقي مدينة غزة، والذي يبعد نحو 2 كيلو متر عن دوار “الكويت” موقع ارتكاب المجزرة.”
وقال الأورومتوسطي إنه “بعد معاينة عدد من الشهداء والجرحى في مجزرة الدقيق الأخيرة يظهر أنهم تعرضوا للاستهداف المباشر برصاص 5.56×45 مم ناتو، الذي يطلق من أسلحة يستخدمها جيش الاحتلال”. ولفت إلى أنه “سبق أن تمت معاينة نفس الرصاصات بأجساد ضحايا مجزرة الدقيق الأولى يوم 29 كانون شباط/فبراير الماضي.”
وبيّن أنه “يظهر بشكل واضح في الفيديو أن إطلاق النار المزعوم من شخص واحد فقط وفي الهواء كان على ما يبدو محاولة للحيلولة دون توجه المدنيين إلى محيط تمركز الآليات العسكرية الإسرائيلية، كما أنه لم يظهر سقوط أي شخص بسببه، ولم تكن هناك أي جثث على الأرض أو مصابون.”
وأضاف “الأورومتوسطي”:“يتضح في الثانية (21) من الفيديو، حين أطلق المسلح النار في الهواء قرب رجل واقف أمامه مباشرة، ولم يصب بأذى وواصل مسيره دون أي ارتباك أو ذعر وسط الحشود”. ونبه إلى أن “مقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل الإعلام وشهود العيّان بعد المجزرة تظهر حجم الدمار والضرر الكبيرين اللذين خلفتهما النيران التي أطلقت على المدنيين، وهذا لا يتناسب مع الضرر أو الدمار الذي يسببه السلاح الناري الذي كان يستخدمه الشخص الذي ظهر بالفيديو.”
وقال المرصد الأورومتوسطي أن “هذه الأدلة تضاف إلى ما وثقه المرصد من شهادات لمصابين وشهود عيان كانوا في منطقة دوار الكويت أو محيطه لحظة ارتكاب المجزرة.” وأضاف أن “شهادات المصابين تؤكد تعرضهم لإطلاق نار بالأسلحة الرشاشة من الطيران المروحي والطائرات المسيرة من نوع (كواد كابتر)، إضافة إلى قذائف مدفعية من الدبابات، في استهداف متعمد بشكل جماعي بهدف قتل أكبر عدد منهم.”
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أنه “لا يمكن لجيش الاحتلال التهرب والتملص من هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي تتكرر بشكل شبه يومي ضد المدنيين الفلسطينيين منذ أسابيع لدى محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، وذلك بالقول إن قواته “لم تطلق أي نيران باتجاه قافلة المساعدات على دوار الكويت”، وفي الوقت ذاته يعلن أنه يواصل تحقيقاته فيما جرى.”
وأعاد التأكيد على “ضرورة حماية عمليات الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة، وأنه ينبغي على “إسرائيل” الامتثال بصورة كاملة لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني بتزويد السكان المدنيين بالإمدادات الغذائية والطبية اللازمة، وضمان حصول السكان على المساعدات الإنسانية الحيوية المنقذة للحياة.”
ودعا إلى “تشكيل ضغط دولي فوري على “إسرائيل” لوقف كافة جرائمها في قطاع غزة، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتجويع، ومساءلتها ومحاسبتها عن جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة ضد قطاع غزة وسكانه”.