فجر السيد الحوثي مفاجأة من العيار الثقيل حين أعلن منع مرور سفن العدو الإسرائيلي في المحيط الهندي. وبالتأكيد فإن هذا الإعلان يعني الدخول في مرحلة تصعيدية جديدة مع ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، فالمعركة الآن لم تعد منحصرة في البحر الأحمر أو خليج عدن، وإنما توسعت لتشمل المحيط الهندي الواسع، ولتضع حداً لمرور السفن الصهيونية من طريق رأس الرجاء الصالح.
ويؤكد هذا الإعلان على عدة حقائق هامة، أولها النجاح الكبير للقوات المسلحة اليمنية في إعادة الهوية للبحر الأحمر، الذي خلا منذ أشهر من السفن الإسرائيلية بعد أن كانت تجوبه بكل حرية وعربدة منذ سنوات كثيرة، كما أن الإعلان يدل على الفشل الأمريكي والبريطاني في حماية الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، لتؤكد القوات المسلحة اليمنية انتقالها إلى مرحلة أكثر خطورة وحرجاً على ثلاثي الشر وهو استهداف السفن الإسرائيلية في المحيط الهندي.
توسيع العمليات الى المحيط الهندي يخنق العدو الإسرائيلي
ويلاحظ في إعلان السيد الحوثي أنه لم يشمل السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية وإنما حصر الإعلان على السفن الإسرائيلية، وهو ما يتيح لواشنطن ولندن التفكير مرة أخرى وعدم المجازفة في مواجهة اليمن، حتى لا تكون هي الأخرى في المصيدة. وبطبيعة الحال فإن الهدف الرئيسي من التصعيد اليمني هذا ليس للمشاغبة كما يدعي المرتزقة أو لإقلاق الملاحة الدولية، وإنما للضغط على العدو الصهيوني لإيقاف جرائمه المشينة ضد المدنيين في قطاع غزة، وهو تدخل انساني مشروع في القانون الدولي، وتطبقه صنعاء على أكمل وجه، ولهذا فإن هذه العمليات المشروطة ستنتهي مباشرة في حال الإعلان الصهيوني عن وقف عدوانه ورفع حصاره على قطاع غزة.
ويأتي هذا الإعلان من السيد الحوثي بعد تأكيده على نجاح صنعاء في تنفيذ 3 عمليات في المحيط الهندي خلال هذا الأسبوع، ما يعني أن صنعاء باتت قادرة على استهداف أي سفينة إسرائيلية في المحيط الهندي، وأن هذا القرار سيتم تطبيقه بالحديد والنار، ولن تتمكن أي قوة في العالم من إجبار اليمن على التراجع.
تهديدات واقعية
يدرك العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي أن تهديدات السيد الحوثي لا تأتي للاستهلاك الإعلامي، وإنما هي حقائق يتم تطبيقها على أرض الواقع، فما حدث خلال الأشهر الماضية في البحرين الأحمر والعربي شاهد على ذلك، وقد أجبرتهم تلك العمليات على الاعتراف بالعجز في مواجهة اليمن، فما بالك حين تتسع رقعة المواجهات لتشمل مساحة جغرافية هائلة كالمحيط الهندي.
تظل عمليات اليمن المساندة لإخواننا في قطاع غزة في البحار والمحيطات من ضمن الأسرار التي يجهلها الكثيرون، وهي بالفعل مفاجآت لم يتوقعها الأصدقاء والأعداء، وتظل الأسئلة فيما يتعلق بالعمليات في المحيط الهندي هي كيف يمكن للقوات المسلحة اليمنية تمييز السفن الإسرائيلية في هذا المحيط الواسع من بين آلاف السفن التي تجوبه؟ وما نوعية السلاح الذي تمتلكه اليمن لتجاوز القدرات الدفاعية للأساطيل والمدمرات الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي؟
لا شك أن السيد الحوثي لن يعلن هذه الخطوة التصعيدية إلا وقد أعد لها العدة، وهذا ما يجعل الشعب اليمني مطمئن لكل هذه الخطوات، لأنه يلمس ثمارها، ويفتخر بما تنجزه القوات المسلحة اليمنية، لكن الأعداء هم الذين في قلق وتخبط، وخوف من إعصار اليمن القادم في المحيط الهندي.
تطور مهم ونوعي
ووصف الخبير العسكري ونائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر قرار القوات المسلحة اليمنية توسيع نطاق عملياتها لتشمل المحيط الهندي بالتطور المهم والنوعي.
وقال بن عامر في تدوينه له على منصة “اكس”.. توسيع نطاق العمليات اليمنية انتصاراً لـ غزة لتشمل المحيط الهندي تطور مهم ونوعي وقرار لم يكن ليُتخذ إلا بعد ان خضع للدراسة والتجربة العملية من حيث القدرة على التنفيذ , وبالتأكيد ان هذه الخطوة التصعيدية تأت استجابة لما آلت إليه الأوضاع الانسانية في قطاع غزة جراء الحصار والعدوان.
اليمن يوسع مطاردته الصاروخية لسفن إسرائيل وأمريكا
وصف الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أمس بالمهم والمهم جدا. وقال عطوان من استمع الى خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تستمع لزعيم دولة عظمى. اليمن في ظل العدوان المسكين المحاصر والمجوع 8 سنوات حرب لا..، الكلام الذي قاله السيد عبد الملك مهم جدا لما يقلك انه بدنا نوسع الحرب.. اي سفينة اسرائيلية ولا رائحة للمدن الاسرائيلية بالمحيط الهندي وفي رأس الرجاء الصالح سنضربها يعني مش بس في البحر الاحمر والعربي ومضيق باب المندب وخليج عدن ايضا في المحيط الهندي وراس الرجاء الصالح.
وأضاف عطوان: عندهم صواريخ تصل لـ أكثر من 2000كم.. مجاهدين وهؤلاء الناس اذا قالوا فعلوا.. كل هذا ليش تضامنا مع قطاع غزة.. والله دول عظمى ما اتخذت هذا القرار لا روسيا ولا الصين.. روسيا ما ضربت البحر الاسود ولا سكرت نهر الدردنيل ولا شي الصين التي هي الدولة العظمي ما سكرت مضيق تايوان يعني هذه القصة.. هذا كلام ناس تقول وتفعل مش شعب للدعاية ولا كذا ولا للأعلام والصحف هؤلاء ناس اذا قالوا نفذوا.
افتقار الأميركيون إلى المعلومات الاستخباراتية
وعن قلق البنتاغون من عدم معرفته بالقدرات التي يمتلكها الحوثيون. كتبت كسينيا لوغينوفا، في “إزفيستيا”: ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز”، عن مصادرها، أن الأميركيين والبريطانيين يفتقرون إلى المعلومات الاستخبارية في حملتهم ضد الحوثيين في البحر الأحمر.
وعلى وجه الخصوص، ليس لدى الخبراء العسكريين الأميركيين معلومات حول القدرات التي كان يتمتع بها الحوثيون قبل بدء استهدافهم، وبالتالي لا يمكنهم تقويم الأضرار التي لحقت بهم بشكل كامل. فمن الممكن أن يكون الحوثيون قد أخفوا أسلحتهم بعناية، باستخدام الملاجئ والأنفاق المبنية في الجبال لإخفاء إمكاناتهم العسكرية، كما يقومون بحماية المعلومات الداخلية بعناية من التسريبات.
الأميركيون وحلفاؤهم، غير قادرين على معرفة ذلك فحسب، بل وعلى وقف توريد الأسلحة التي ترسلها طهران إلى أنصار الله. وتوافق مديرة معهد “روسترات” للاستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولية، إيلينا بانينا، على أن هجمات الحوثيين بدأت مؤخرًا تصبح منهجية، وبدأ تصيب معظم الأهداف.
وقالت: “إذا لم يكن كل ما يحدث، قبالة سواحل شبه الجزيرة العربية، خطة شيطانية من النخب الأنغلوساكسونية نفسها، فمن المنطقي أن مقاطع فيديو أخرى ستطير قريبًا حول العالم، وهذه المرة لمشاهد غرق السفن الحربية التابعة للبحرية البريطانية والأميركية”.