ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنّ ميزانية الرئيس الأميركي، جو بايدن، للبنتاغون، تكشف أنّ القوات الأميركية في حالة من التراجع الموجّه. وأوردت أنّ بايدن افتتح خطابه عن حالة الاتحاد الأسبوع الماضي، مستشهداً بالرئيس الأميركي الأسبق، فرانكلين روزفلت في عام 1941، وطرح هذا الأسبوع ميزانية عسكرية مناسبة لعام 1991، وهو نهاية الحرب الباردة، متسائلةً: “هل سيتقدّم الكونغرس للدفاع عن البلاد وسط التهديدات المتفاقمة؟”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ طلب الرئيس البالغ 850 مليار دولار للبنتاغون في عام 2025 هو مجرد زيادة بنسبة 1% عن عام 2024. وهذا التخفيض بعد التضخم، هو التخفيض الرابع على التوالي الذي يقترحه بايدن. وتابعت بالقول: “ماذا حدث في العام الماضي؟ لقد تعرضت إسرائيل لهجوم وحشي وهي الآن تخوض حرباً. كما أنّ الحرب التي يخوضها فلاديمير بوتين في أوكرانيا تمثّل معركة دموية لا يزال بوسعه أن ينتصر فيها”.
ولفتت إلى أنّ “كوريا الشمالية تعمل على التصعيد تجاه كوريا الجنوبية، فيما وأعلنت الصين مؤخراً عن زيادة بنسبة 7.2% في الإنفاق الدفاعي”. وبحسب “الصحيفة”، يعتقد بايدن أنّ هذه لحظة مقبولة لوضع الدفاعات الأميركية تحت “حمية غذائية”، وتقول الإدارة إنها تلتزم فقط بقيود الميزانية التي تم التفاوض عليها العام الماضي مع الكونغرس. ومع ذلك، “لم تفلت من الفأس” سوى القليل من الأولويات.
واعتبرت الصحيفة أنّ “الجيش الأميركي سوف ينكمش، وليس لأنّ أميركا تعتمد بشكلٍ أقل على القوات البرية، التي يزداد الطلب عليها في أوروبا والشرق الأوسط”، مشيرةً إلى أنّ الجيش يطلب 442.300 جندي، على الرغم من أنّ إدارة بايدن طلبت 485.000 جندي حتى عام 2022. وأوضحت أنّ العدد الصحّي للمهام المطلوبة هو 500000 جندي، لافتةً إلى أنّ “تقليص القوة ليس بديلاً عن إصلاح المشكلة الأساسية، والتي تتمثل في الصراع من أجل العثور على مجندين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ البحرية الأميركية ستقوم بشراء 6 سفن فقط، وقد تقاعدت عن العمل 10 سفن بشكلٍ مبكر، مما سيؤدي إلى تقليص الأسطول إلى 287 سفينة في عام 2025 من 296 اليوم. “ولعلّ الخيار الأكثر فظاعة هو قرار الإدارة بشراء غواصة هجومية واحدة فقط من طراز فيرجينيا، بدلاً من غواصتين مخطط لهما”، وفق ما ذكرت.
وأكدت “وول ستريت جورنال” أنّ شراء قارب واحد فقط يمثل “إشارة رهيبة للاستثمار الرأسمالي”، ويخبر الخصوم أنّ الولايات المتحدة ليست جادة بشأن إعادة التسلح.
ورأت الصحيفة أنّ الصورة الأكبر التي تقدّمها هذه الميزانية هي أن الجيش الأميركي في حالة من التراجع الموجه، لافتةً إلى أنّ الإنفاق الدفاعي الأميركي ينخفض إلى 2.4% من الاقتصاد المتوقع في عام 2034، بانخفاض من 3.1% هذا العام، وهو نصف ما تم إنفاقه خلال الثمانينيات عندما كانت الولايات المتحدة تعيد تسليح نفسها للفوز بالحرب الباردة (6%).