دخلت العمليات العسكرية التي تشنها القوات اليمنية تضامنا مع غزة، اليوم الأربعاء، في البحر الأحمر والعربي مرحلة جديدة مع اتساع رقعتها كما ونوعا. وفي احدث تقرير لها، اشارت البحرية البريطانية إلى أن المياه المحيطة بجزيرة سقطرى باتت منطقة عمليات عسكرية لليمن.
هذا الإعلان الذي ورد ببيان شركة امبري للأمن البحري جاء مع تصاعد وتيرة العمليات البحرية هناك اذ تحدث التقرير عن تسجيل هجوم صاروخي لم يحدد هدفه وكميته. والحادثة الثانية في غضون 24 ساعة حيث سبق وان سجل استيلاء مسلحين على سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل وقطرها إلى سواحل الصومال وفق للسيناريو الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية في نوفمبر الماضي وتكللت خلاله من السيطرة على سفينة جلالكسي ليدر.
احتجاز سفينة في بحر العرب
واستولت مجموعة مسلحة، أمس الثلاثاء، على سفينة شحن يعتقد ارتباطها بإسرائيل في البحر العربي. وأفادت هيئة العمليات التجارية البريطانية أن نحو 22 مسلحا استولوا على سفينة شحن لم تكشف تفاصيلها واجبروا طاقمها على الإبحار صوب السواحل الصومالية. وتمت العملية قبالة سواحل العاصمة مقديشوا عند تقاطع بحر العرب والمحيط الهندي. ولم تتبنى اية جهة المسؤولية.
وهذه المرة الثالثة التي يستولي فيه مسلحون على سفن تجارية مرتبطة بالكيان الإسرائيلي منذ قرار المن حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية في البحرين العربي والاحمر. ويرجح علاقة للمجموعة المسلحة بحركة أنصار الله الت تقود معارك ضارية ضد الاحتلال الإسرائيلية وحلفائه دعما لغزة.
هذا وعلق “سال ميركوجليانو” رئيس قسم التاريخ والعدالة الجنائية والعلوم السياسية في جامعة كامبل الأمريكية بشأن اختطاف سفينة قبالة السواحل الصومالية حيث قال: تم الاستيلاء على سفينة أخرى قبالة الصومال. وأشار الى أن هذا الإختطاف له علاقة بتحالف مع الحوثي حيث قال”: تذكير سريع – هذه ليست قرصنة صومالية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. والسفينة روين محتجزة منذ يناير/كانون الثاني ولا يوجد أي طلب للحصول على فدية. هذا تحالف مع الحوثي.
تصاعد عمليات البحر الأحمر
هذه العمليات أيضا كانت سبقتها عمليات واسعة على امتداد خليج عدن، ابرزها احتراق السفينة مارلين لويد واغراق روبي نيمار وصولا إلى تدمير ترو كونفدس، وجميعها تأتي بالتوازي أيضا مع استمرار تصاعد وتيرة العمليات ضد البوارج الأجنبية في البحر الأحـمر مع اعلان أمريكا استهداف المردمرة لابون وحديث اليونان عن دخول بوارجها دائرة الاستهداف عقب اعلان مماثل لنظرائها الغربيين في برلين وروما وباريس.
وخلافا للبحر الأحمر الذي ظل منذ نوفمبر الماضي ساحة مواجهات بين القوات اليمنية والبوارج الأجنبية التي تحاول حماية السفن المرتبطة بإسرائيل او المتجهة إلى موانئها، يبدو المشهد الان مختلف وقد أصبحت المياه البعيدة عن مسرح عمليات من تصفهم أمريكا بـ”الحوثيين” ساحة لهم..
فنقل العمليات إلى هذا الممر المائي الحيوي من العالم لا تقتصر أهميته فقط على حظر الملاحة في البحر العربي والبحر الأحمر بل تمتد أهميته إلى اغلاق اخر منافذ الاحتلال وحلفائه للهروب من هجمات البحر الأحمر هذا من ناحية اما من أخرى فإن العمليات الجديدة ستحد من قدرة الاحتلال على تفعيل الجسر البري الذي يربط الاحتلال عبر موانئ إماراتية انطلاقا من هذه النقطة البحرية.
أيا تكون دوافع نقل العمليات اليمنية إلى هذه النقطة من العالم، يشير توازيها مع توسيع رقعة استهداف البوارج الأجنبية خارج الدول المصنفة كيانات معادية إلى أنها ضمن السيناريو الذي توعد به قائد حركة انصار في خطابات الأخيرة وتوعد فيها بزيادة الهجمات كما ونوعا.
تحديد سقطرى منطقة عمليات لـليمن
بدورها، وجهت البحرية البريطانية، الأربعاء، السفن المارة بالقرب من جزير سقطرى على الساحل الشرقي لليمن، باتخاذ تدابير تحسبا لاستهداف صاروخي.. يتزامن ذلك مع تأكيدها تسجل عمليات اطلاق صواريخ.
ونصحت شركة امبري البريطانية للأمن البحري السفن المارة قرب جزيرة سقطرى الواقعة عند تقاطع المحيط الهندي والبحر العربي باتخاذ تدابير منها تقليل افراد الطاقم في غرفة القيادة ووقف حركة جميع افراد الطاقم ف إشارة إلى مخاوف من تكرار حادثة استهداف “ترو كونفدنس” والتي سقط فيها قتلى وجرحى في صفوف الطاقم.
وجاء التحذير البريطاني عشة تقرير للشركة بتسجيل عملية إطلاق صواريخ جديدة في خليج عدن. وتسمية جزيرة سقطرى يشير إلى نقل القوات المسلحة اليمنية إلى ابعد نقطة في وهي مؤشر أيضا على تطور في سير العمليات التي توعد قائد انصار الله عبدالملك الحوثي بتوسيعها كما ونوعا. وتضم الجزيرة اهم القواعد الأجنبية بمن فيها إسرائيل وامريكا وبريطانيا والامارات.
ووصول الصواريخ اليمنية إلى هذه النقطة يرفع وتيرة التهديدات للوجود الأجنبي الذي يحاول استخدام هذا الممر البحري لكسر الحصار اليمني عن إسرائيل في البـحر الأحمر عبر خط بري يربط موانئ الامارات القريبة بمدن الاحتلال عبر السعودية والأردن.
استهداف بارجة يونانية
كشفت اليونان، اليوم الأربعاء، استهداف احدى بوارجها في البحر الأحمر. وأفادت هيئة رئاسة الأركان اليونانية في بيان لها بان احدى بوارجها تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة، زاعمة الاشتباك مع اثنتين منها. واليونان واحدة من عدة دول غربية تشارك حاليا في الانتشار العسكري للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، وهي رابع دولة غربية تتعرض لهجوم بحري منذ بدء نشر الاسطول الأوروبي في التاسع عشر من فبراير الماضي.
استهداف بارجة إيطالية
وكان كشفت الدفاع الإيطالية، أمس الثلاثاء، استهداف احدى بوارجها المشاركة في تحالف حماية إسرائيل بالبحر الأحمر. وأفادت هيئة رئاسة الأركان الإيطالية في بيان لها بان الهجوم استهدف المدمرة “كايو دوبليو”، زاعمة اسقاط مسرتين.
والهجوم يعد الثاني ضد سفينة إيطالية منذ بدء الاتحاد الأوروبي انتشار عسكري في البحر الأحـمر ضمن المخطط الأمريكي لعسكرة الممرات البحرية في المنطقة.
وتشير هذه التطورات إلى توجه يمني لوضع دول غربية على لائحة الكيانات المعادية لليمن خصوصا وأن الهجوم على بارجة إيطالية سبقته هجمات مماثلة على بوارج المانية وفرنسية. وتضم القائمة حاليا إسرائيل وامريكا وبريطانيا حث تتعرض بوارجهم وسفنهم لهجمات متتالية وبشكل شبه يومي في البحرين الأحمر والعربي.
وتشن اليمن عمليات بحرية مساندة لغزة في ظل جرائم الإبادة التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة بتشجيع بريطاني ودعم أمريكي، مؤكدة أن عملياتها مستمرة بالتصعيد الى وقت ايقاف العدوان والحصار على غزة وادخال الدواء والغذاء الى الفلسطينيين