تعرضت “اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات” التابعة لصنعاء، الثلاثاء، لإطلاق نار من قبل فصائل المرتزقة الموالية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي، أثناء فتح طريق صنعاء – الضالع – عدن، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى المواطنين المشاركين.
واعتدى الإنتقالي لحظة وصول اللجنتين المكلفتين بفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن وجموع من المواطنين المسالمين الذين نزلوا لإزالة الحواجز، باطلاق نار عشوائي ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى، برغم وجود تنسيق مسبق بين الأطراف.
تفاصيل الحادثة
اعتدى طرف المرتزقة بأسلوب فج وغادر على اللجنتين الرئاسية والعسكرية المكلفتين بفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن وجموع من المواطنين المسالمين الذين نزلوا لإزالة الحواجز، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى، برغم وجود تنسيق مسبق مع المرتزقة، الأمر الذي عكس بوضوح حرصهم على استمرار معاناة المواطنين التي تحاول القيادة الثورية والسياسية الوطنية تخفيفها بشتى الوسائل من خلال التفاهمات المحلية.
وأفاد عضو مجلس الشورى نايف حيدان أنه “بعد الانتهاء من كل الترتيبات والتنسيق مع الطرف الآخر، تم الاتفاق بعد العصر أن يتم الالتقاء لفتح الطريق، وتحركت اللجنة مع جمع غفير من الأهالي والتجار وأبناء المنطقة”. وأضاف: “بمجرد أن تجاوزنا المنطقة التي تحت سيطرة السلطة الوطنية وهي جاهزة وسالكة تماماً، ووصلنا للمنطقة التي تحت سيطرة الطرف الآخر، طرحنا السيارات ومشينا مشي، وصلنا إلى حاجز يتبعهم، وتفاجأنا بقيامهم بإطلاق الرصاص علينا والقذائف من كل اتجاه، وسقط ثلاثة جرحى”.
واعتبر حيدان في حديثه أن “ما حدث كشف لكل أبناء الشعب اليمني من هو قاطع الطريق ومن هو الذي لا تهمه مصلحة المواطنين وتخفيف معاناتهم، فصنعاء بقيادة الرئيس المشاط تقدم المبادرات تلو المبادرات لتخفيف معاناة الناس، والتي كان آخرها توجيهات الرئيس بفتح طريق دمت الرابط بين عدن وصنعاء، ولكن تجار الحروب كعادتهم يقفون عائقاً أمام أي مساعي لتخفيف المعاناة عن المواطنين”.
في ذات السياق، قال “القائم بأعمال محافظ الضالع” ، إن “مسلحي المرتزقة قاموا بمحاصرة اللجنة واستهدافها بالسلاح الخفيف والثقيل دليلا على تعنتهم واستمرارهم في تضييق الخناق على المواطنين”. وأكد أن “تصريحات الطرف الآخر كان للاستهلاك الإعلامي فقط”، في إشارة إلى تصريحات محافظ مأرب سلطان العرادة بشأن مبادرتهم “المزعومة” فتح طريق مأرب نهم صنعاء.
وأشار عضو لجنة الوساطة الدكتور حمود العودي أن اللجان كانت مستبشرة خيرا خلال توجهها لفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن، لكنها تفاجأت بالاعتداء عليها من الطرف الآخر، مضيفا بالقول: “كنا بانتظار من يقابلنا بالمحبة والسلام ففوجئنا بكل ما ينافي القيم والأخلاق والعادات اليمنية”.
سبب إفشال فتح الطريق
بدوره، اكد المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن، افشاله مساعي محلية لفتح طرق حيوية بين صنعاء وعدن عبر محافظة الضالع. وحاولت قيادات المجلس، المنادي بانفصال جنوب اليمن، تبرير استهدافها لجان وساطة محلية على خطوط التماس. ورفض عضو هيئة رئاسة الانتقالي المحامي يحي غالب الشعبي فتح الطرق المغلقة بين المدن اليمنية.
من جابنه كشف القيادي في المجلس عبدالله الغثي مخاوف الانتقالي من سقوط عدن، معتبرا فتح الطرق بين صنعاء وعدن بمثابة خطر قادم على معقل الانتقالي. وتأتي تعليقات قيادات الصف الأول بالانتقالي غداة اطلاق عناصره النار على لجان وساطة محلية كانت تستعد لفتح طرق صنعاء عدن عبر الضالع.
وأصيب 3 أشخاص خلال المواجهات التي اندلعت لحظة وصول لجنة صنعاء. وكان حزب الإصلاح اعلن، وفق ما نقلته وسائل اعلام تابعة له، موافقته على قرار فتح الخط الحيوي.. ونشرت تلك الوسائل صورة للجنة الوساطة المحلية من جهة الحزب في مريس.
وفجرت خطوة الانتقالي بإفشال فتح الطرقات انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حث اعتبرها غالبية الناشطين بانها لا تعكس دوافع امنية بل جبايات تجنيه تلك الفصائل عبر النقاط المنتشرة على الخط ورفضها التنازل عنها.
توضيح علي القحوم
هذا وعلق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة له عن ما حدث أثناء فتح طريق صنعاء الضالع عدن. وقال علي القحوم: في إطار التفاهمات والتواصلات مع الانتقالي المستمرة فيما يخص الإطار العام وما يخص فتح الطرق وفتحها والتوافق والتفاهم على آلية ضامنه لفتح الطرق بما تحفظ سلامة المارين في الطريق وحياة المواطنين وبالتالي كان هناك توجه من صنعاء بفتح الطريق.
وأضاف القحوم انه وبتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط للتحرك الميداني من السلطة المحلية ومسؤولين في الدولة وأبناء الضالع وبعض الشخصيات الاجتماعية في تجهيز وتهيئة الطريق وإصلاح العبارات وتهيئة الأجواء والطريق للفتح.
وأكد انه بعد استكمال كل التجهيزات نزلت اللجان المعنية مع المواطنين والسلطة المحلية وقاموا اليوم بفتح الطريق على ان يقوم الطرف الآخر في المقابل بالعمل بالمثل وفتحت الطريق من جانبنا ولكن للأسف جاء إطلاق نار عشوائي من الطرف الآخر ورفض وممانعة في فتح الطريق دمث الضالع وهذا تصرف غير مسؤول ويثبت ويؤكد عدم الجدية وتخفيف المعاناة الإنسانية وهو جانب إنساني والمفترض تخطي الاطر المناطقية والحزبية الضيقة وتغليب المصلحة الوطنية.
وتابع القحوم: وهنا نقول للإخوة في الانتقالي ماحصل اليوم لابد من مراجعه المواقف والاستمرار في الحوار والتنسيق المشترك والتواصل وإيجاد آليه ضامنه لفتح الطرق تضمن حياة المواطنين وسلامة المارين من الطريق وتشكيل لجنة رسمية من قبلهم للعمل على التهيئة والتنسيق والاتفاق على فتح الطريق والتقدم إلى الأمام في تجاوز المشاكل والاختلافات السياسية والتوحد في الموقف الوطني وصنعاء الدولة والقائد والمؤسسات وبابها مفتوح للجميع ويدها ممدودة لكل اليمنيين.
وأكد حرص صنعاء في الحوارات مع كل المكونات الجنوبية والانتقالي وأبناء حضرموت والمهرة وسقطرى وشبوة ومع الأخوة في الاصلاح ومع كل المكونات والأحزاب السياسية اليمنية وفقا لما تقتضيه المصلحة الوطنية وتغليب المصالح الفئوية والتقدم للمستقبل وتجاوز الماضي وطي صفحته وبالحرص الوطني الذي يتخطى كل القيود والمصالح الضيقة وبمسؤولية وطنية مطلقة في حوارات وطنية حقيقية.
وأضاف انه في صنعاء تكون هذه الحوارات الداخلية بارادة وطنية ومشاركة فاعلة ويكون سقفها الوطن والثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن وتحت مظلة سماحة السيد القائد يحفظه الله قائد الثورة وإغلاق كل الأبواب أمام الوصاية والهيمنة الخارجية والوقوف صفا واحدا أمام التحديات والمخاطر ومشاريع الاستعمار والأطماع الغربية والخارجية والانتصار لليمن باجماع وطني وبشراكة وطنية تجسد فيها التعاون والإخاء والتقدم والعمل الدؤوب في صناعة المستقبل وبناء الدولة اليمنية الجامعة والضامنة لكل اليمنيين.