في ضؤء المعطيات الراهنة والمستجدات على الساحة في خضم معركة الدفاع المقدس التي يخوضها الشعب اليمني وقواته المسلحة في التنكيل بالهيمنة الأمريكية والبريطانية على البحار، أستشعر فيها الأمريكي والبريطاني بالهزائم والخسائر العسكرية والاقتصادية غير المسبوقة، حيث بلغت سفن العدو المستهدفة في البحر أكثر من 54 سفينة، وحيث تقف اليوم تلك الدول ومعظم الدول الأوروبية موقف الفاشل والمهزوز في صد الضربات العسكرية اليمنية والتي أصبحت نموذجاً ومحط إعجاب كل الأحرار في العالم.
العميد عبدالله بن عامر – نائب مدير التوجيه المعنوي للقوات المسلحة “تحدث في حوار صحفي أجرته معه صحيفة ” لا” الثلاثاء 27/ فبراير 2024م، حول هذه المواضيع “ثبات الموقف اليمني تجاه غزة، وتصاعد عمليات القوات البحرية اليمنية ضد العدو الصهيو – أمريكي، وتحدث عن فشل أمريكا في حماية بوارجها وسفنها وعن أوراق أمريكا الفاشلة، وتحدث عن الالتفاف والتأييد الشعبي حول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي غير المسبوق”.
يقول العميد عبدالله بن عامر: أن الإصرار الأمريكي البريطاني على شن عدوانهما على اليمن رغم الإقرار بفشله يعود إلى عدة أسباب منها محاولة الحفاظ على صورة أمريكا أمام العالم، وعلى هيمنتها في المنطقة وكذا على نفوذها العالمي .. مضيفاً أن هذا النفوذ وهذه الهيمنة تقوم أساساً على استراتيجيات تقدم الولايات المتحدة على أنها دولة بحرية وتسيطر على البحار والممرات المائية وعندما تجد هذه القوة الكبرى من يتصدى لها وفي منطقة استراتيجية بالنسبة لها فبالتأكيد أنها لن تتراجع بسهولة لأنها تخشى من تبعات الموقف اليمني وتداعياته ليس على المستوى الإقليمي فقط بل وعلى المستوى الدولي.
فهذا الموقف يمثل ظاهرة لم تعهدها الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تخشى من انتقال هذا النموذج لاسيما وهناك تأييد شعبي عالمي للموقف اليمني وكذلك تخشى من نتائج هذه المواجهة كون التحرك اليمني سوف يشجع المنافسين الدوليين لواشنطن على توظيف ما يجري لصالحهم وأتحدث هنا عن الصين وروسيا، وبالتالي اتجهت واشنطن إلى العدوان على اليمن كونها تعتقد أن هذا العدوان سوف يردع اليمنيين لكنها تفشل في ذلك باعترافها وإقرارها”. واشار بن عامر: إلى سبب آخر يأتي من باب الوفاء لإسرائيل ودافع لأمريكا وبريطانيا لمواصلة عدوانهما على اليمن رغم إقرارهما بفشل مخططهما.
وهناك سبب آخر وهو سبب مهم أن الولايات المتحدة وخلال تاريخها ملتزمة للكيان الصهيوني بالحماية وبالتالي فإن ما يحدث في البحرين الأحمر والعربي يؤثر على الصهيوني اقتصادياً وهو من قدم نفسه خلال عقود كقوة بحرية مهمة في البحر الأحمر وهنا نجد أن الولايات المتحدة سارعت إلى حماية المصالح الإسرائيلية بحكم هذا الالتزام وكانت منذ اليوم الأول تقول للإسرائيلي بأنها سوف تتكفل بجبهة اليمن وعليه التركيز على غزة” ويمكن الحديث عن سبب إضافي فالأمريكي يخشى من تراجع هيمنته في هذه المنطقة المهمة كونه يعتقد أن عدم ردع اليمن سوف يشجع اليمنيين على فرض نفوذهم الطبيعي والمتوقع على هذه المنطقة وهو من عمل على إبعاد اليمن عن حقيقته الجغرافية والتاريخية طوال العقود الماضية.
وبالتالي يخشى من الحضور اليمني ويخشى كما قلنا من توجه دول أخرى إلى فرض حضورها وبالتأكيد فإنه يقرأ مثل هذه التداعيات جيداً لاسيما على المستوى الاستراتيجي وهناك على مستوى ما يجري في غزة فالأمريكي لا يريد أن يتوقف العدوان أو يرفع الحصار على القطاع لأسباب عدة من ضمنها أنه لا يريد أن يكون للموقف اليمني أية نتائج عملية على هذا الصعيد رغم أن العمليات اليمنية مؤثرة على الإسرائيلي لكن هو يحاول تقديم البدائل حتى يحاول التقليل من فاعلية التحرك اليمني وباختصار شديد فإن الأمريكي لا يريد أن يكون هناك نموذج عربي إسلامي ناجح في مساندة فلسطين وفي مواجهة الهيمنة الأمريكية”.
وفي تعليقه على فشل أمريكا وبريطانيا، ليس فقط في حماية سفن الكيان الصهيوني وإنما في حماية بوارجهما وسفنهما الحربية المعدة أصلا لحماية سفن الكيان الصهيوني، يقول بن عامر: عموماً الأمريكي جاء لحماية السفن الصهيونية وها هو اليوم بحاجة إلى من يحمي سفنه وهذا تأكيد على مستوى الفشل الذي بلغه منذ أن قرر العدوان على اليمن والأمر ذاته بالنسبة للبريطاني وسيكون نفس الأمر بالنسبة لأي دولة تقرر التدخل لصالح الإسرائيلي أو الأمريكي أو البريطاني فبالتأكيد أن المصالح البحرية للدول التي تقرر الانضمام للأمريكي والبريطاني ضد بلادنا سوف تتضرر.
وبشأن توقعاته للاستراتيجيات أو الخطوات القادمة التي قد تلجأ إليها أمريكا لكسر الحصار اليمني على “إسرائيل” بعد فشل عملياتها العسكرية الجوية؟.. قلل العميد بن عامر من تأثير أي خطوة أمريكية تصعيديه قادمة من شأنها زحزحة الموقف اليمني تجاه نصرة فلسطين. وأضاف: ” الأمريكي يتحرك على أكثر من صعيد فهناك تحرك عسكري من خلال العدوان على اليمن وهو عدوان واضح وصريح وكذلك تحركات أخرى كقرار التصنيف وكذلك التهديدات بإعاقة مسار السلام في بلادنا وبالتأكيد إنه قد يُقدم على خطوات معينة في هذا الإطار وليس مستبعداً أن يعمل على تحريك أدواته في الداخل فهذا كان ضمن تهديداته الأولى قبل عدة أشهر”.
وحول احتمالية العدوان البري من خلال الدفع بأدوات الإمارات والسعودية لتحريك الجبهة الداخلية. وتفسيره لتلويح المبعوث الأممي بورقة السلام لإيقاف الهجمات على السفن الصهيونية، وكذا تحركات وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن، والسفير الأمريكي ستيفن فيجين في المنطقة، لقاء المرتزق العليمي ووزير دفاع حكومة الفنادق بمسؤولين أمريكيين، قال: العميد بن عامر “الأمريكي يستخدم عدة أوراق ويعمل على تحريكها تباعاً لكنه ومع كل محاولة يجد المزيد من الإصرار اليمني على استمرار الموقف في مساندة غزة ولهذا انتقل الأمريكي من الترغيب إلى الترهيب والتهديد ثم العدوان والآن يلوح بتفعيل أوراق أخرى كتحريك أدواته في الداخل وذلك بعد أن أخفق في تحريك أدواته في المنطقة ومع ذلك يستمر في المحاولات وهذا ما نتابعه منذ عدة أشهر وكما أخفق في تشكيل تحالف دولي ضد اليمن يبدو أنه سيفشل أيضاً في بقية تحركاته عبر أدواته الإقليمية أو المحلية لأننا أمام موقف شعبي يمني واسع.
وعن دلالات وتداعيات إعادة تصنيف حركة أنصار الله على اللائحة الأمريكية للإرهاب، أكد العميد بن عامر:” أن كل من يقف إلى جانب الحق الفلسطيني وله موقف مؤثر وعملي من أفراد أو كيانات أو دول هو في النهاية في نظر الأمريكي إرهابي سواء قامت الإدارة الأمريكية بتصنيفه علناً اليوم أو غداً” وعلى هذا الأساس فإن الموقف اليمني مؤثر ومتقدم وإلا لما كان هذا التصنيف وفي هذا التوقيت.
وعن الالتفاف الشعبي حول السيد القائد وبالأخص بعد مواقفه البطولية تجاه فلسطين، أكد نائب مدير التوجيه: أن هذا التأييد الشعبي الذي بات يحظى به السيد القائد قد لا يتكرر في زمان ومكان آخر.. مستطرداً: “هذا التأييد الشعبي يعني أننا أمام ظاهرة استثنائية غير مسبوقة فنحن نتابع التظاهرات في كل المحافظات والمديريات والخروج الشعبي الحاشد وهذا بالتأكيد استفتاء واضح وتأكيد على أن الشعب مع هذا التوجه ومع هذه القيادة في مسارها وهي تعبر عن هذا الشعب وتقدم النموذج في التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني وبالتأكيد إن المشهد اليمني الحالي يستحق القراءة والدراسة لاسيما التلاحم بين القيادة والشعب والاستعداد لمواجهة المخاطر لأن هذا الموقف المشرف والتاريخي له اعتبارات دينية وإنسانية وأخلاقية وبالتأكيد فإن اليمنيين جميعاً متحدون في مساندة فلسطين وفي الدفاع عن بلادهم والتصدي للعدوان الأجنبي.
وفي الأخير نؤكد أنه لولا تحرك بعض العرب في مساندة القضية الفلسطينية اليوم لكان العار الذي سيلاحق هذا الجيل أبشع وأكبر ولأصبح العرب مضرباً للمثل ليس في الخضوع والهوان والذل بل وفي الخيانة والعبودية كذلك، لأن ما يجري في غزة من عدوان وحشي لم يحدث في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وبالتالي أصبحت الأمة أمام اختبار حقيقي والذي سينجح في هذا الاختبار هو من وقف عملياً مع المظلومين في غزة. وهنا يمكن القول إن اليمن وكل حركات المقاومة في المنطقة يؤدون واجباً دينياً يقع على عاتق كل الأمة فما يميزهم عن غيرهم أنهم تحركوا حين سكت الآخرون وتقدموا حين تراجع الآخرون.