أجلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الإثنين، أولى جلسات محاكمة 5 متهمين بقتل اللواء حسن العبيدي، القائد العسكري اليمني داخل شقته في بولاق الدكرور مع سبق الإصرار والترصد المقترن بالسرقة بالإكراه وهتك العرض وإخفاء المسروقات، إلى جلسة 6 مارس الجارى، للاستعداد للمرافعة.
التخطيط للجريمة بدأ بـ لقاء بين «العبيدى» مع المتهمة الأولى
بدأت الجلسة بسماع تلاوة وكيل النيابة العامة، أمر إحالة المتهمين، إذ قال إن المتهمة الأولى «إسراء. ص»، دون عمل، بتاريخ 13 فبراير الماضى وحال تنزهها بكورنيش النيل بدائرة قسم شرطة قصر النيل تصادف مرور المجنى عليه بالسيارة قيادته والتى تبين أنها مستأجرة وقام بالتهدئة بجوارها وتجاذبا أطراف الحديث ونشأت علاقة صداقة فيما بينهما، واستقلت السيارة إلى جواره وتبادلا أرقام الهواتف الخلوية واتفقا على أن يقوم المجنى عليه باستضافتها بمسكنه في منطقة فيصل دائرة قسم شرطة بولاق الدكرور بالشقة ملكه محل الحادث، وذلك على أن تقوم بإحضار فتاة أخرى بصحبتها وتحدد موعد اللقاء بتاريخ 15 فبراير الماضى ونظرًا لانشغاله بموعد مع أصدقائه قام بإنزالها من السيارة وعقب ذلك عادت لمسكنها الكائن بمنطقة إمبابة وقصة ما حدث على صديقها والتى تربطه بها علاقة غير شرعية المتهم «رمضان.م»، 29 سنة، سائق، واتفقا سويًا على الاستعانة بمشاركة شقيقتها من الأم المتهمة «سهير.ع»، 17 سنة، وكذا صديق الأخيرة والمتزوج منها عرفيًا دون توثيق من المتهم «عبدالرحمن.أ»، 19 سنة، خراط.
وحسب النيابة: «يوم 15 فبراير الماضى توجهت المتهمة «إسراء» وصديقها المتهم «رمضان»، إلى مسكن شقيقتها المتهمة «سهير»، وصديقها المتهم «رمضان»، بالشقة سكن والد المتهمة «سهير»، بمنطقة المنيب، وعرضا عليهما الأمر واتفقوا جميعًا على التوجه إلى مسكن المجنى عليه وصعود المتهمتين إلى مسكنه وعقب ذلك يتم وضع أقراص دوائية مخدرة في كوب من العصير على أن تقوم المتهمة «إسراء» بإعطائه له لاحتسائه وفي حالة فقد اتزانه يتم صعود المتهمين للشقة والتعدي على المجنى عليه وسرقة متعلقاته وما بحوزته من أموال وتفتيش الشقة وسرقتها وفي سبيل ذلك قامت المتهمة «إسراء» بالاتصال الهاتفى بالمجنى عليه وإخباره باستعدادها وشقيقتها للنزول في الطريق لمسكنه وطلبت منه إرسال «لوكيشن» عبر الهاتف لسهولة الوصول
وقام المتهم «رمضان» باصطحاب سلاح أبيض «مطواة» وقام بإخفائه بين طيات ملابسه تمهيدًا لاستخدامه في التعدى على المجنى عليه وترهيبه لسرقته كرهًا عنه بمشاركة باقي المتهمين وفي التوقيت المحدد ترجل المتهمين من شقة المنيب وقامت المتهمتان باستقلال تاكسي أجرة وأعقبهما المتهمان واستقلا سيارة ميكروباص من أعلى الطريق الدائري وصولًا لمحل الواقعة، وانتظرا على مقهى بجوار العقار محل الحادث وحال وصول المتهمتين قام المجني عليه بالنزول واستقبالهما بمدخل العقار واصطحابهما للشقة سكنه بالطابق الـ12 وذلك بعد منتصف الليل من يوم 16 فبراير الماضي».
هتكوا عرضه بالقوة
وأضافت النيابة: «قامت المتهمتان بأدوارهما المتفق عليهما حيث تواجدت المتهمة (سهير.ع)، تتجاذب أطراف الحديث بجوار المجني عليه وفي تلك الأثناء قامت المتهمة (إسراء.ص)، بوضع قرص ونصف من عقار دوائى منوم «كلوزابكس» وقامت بإذابته بكوب من عصير البرتقال وأضافت إليه بعض العصائر الأخرى منها مشروب لزجاجة مدون عليها آي دي 10% وأثناء احتساء المجني عليه للمشروب طلبت منه المتهمة (إسراء) مفاتيح الشقة والشفرة الخاصة بالمصعد لرغبتها في النزول لمحل سوبر ماركت بجوار العقار وشراء بعض الأغراض وحال نزولها قامت بالاتصال بالمتهمين (رمضان)، و(عبدالرحمن) للتقابل بمدخل العقار
وقامت بفتح بوابة العقار وفي تلك الأثناء دلف المتهمان للداخل وترجلا رفقة المتهمة للمصعد الكهربائي واتفقا المتهمان بالمصعد على التخلص من المجني عليه في حال مقاومته لهم أثناء دخولهما لمسكنه وقامت بفتح باب الشقة وتتبعها المتهم (رمضان)، وأعقبته المتهمة في الدلوف للشقة ثم المتهم (عبدالرحمن) وما إن شاهدهما المجني عليه وانتابته حالة من الفزع والخوف وحاول الصياح والنداء على شقيقه وأصدقائه المقيمين بذات العقار سكنه محل الحادث فأنهالا عليه ضربًا وحاولا كتم فاهه مستخدمان في ذلك قطع من القماش».
وتابع ممثل النيابة العامة: «قام المتهم (رمضان) بإشهار السلاح الأبيض المطواة وتهديد المجني عليه لهما مما آثار حفيظتهما في شل حركته وإحكام السيطرة عليه فقام المتهم (رمضان)، بالتعدي عليه بنصل المطواة محدثًا إصابات به بمنطقة الرأس وفروة ومؤخرة الرأس والوجه، وقام المتهم الثاني (عبدالرحمن) بالتعدي على المجني عليه بالضرب بلكمة في أماكن متفرقة من جسده، وقاما المتهمان بتوثيقه بقطع القماش يديه بأرجله مما أفقده التوازن وخارات قواه وسقط أرضًا على وجهه واستمروا في التعدي عليه فقام المتهم (عبدالرحمن) بإنزال بنطاله وتجريده من ملابسه بالجزء السفلى لقهره وإذلاله وقاما بإحداث إصابته الآلية من الجهة اليمنى من الخلف».
وتابعت النيابة: «قامت المتهمتان (إسراء)، و(سهير) بتفتيش الشقة وجمع كافة متعلقات المجني عليه بداخل حقيبتي سفر أحداهما متوسطة الحجم والأخرى صغيرة الحجم وجمعوا بها هواتف خاصة بالمجني عليه بالإضافة للهواتف التي يقوم باستخدامها ومجموعة كبيرة من البرفانات والعطور ومبالغ مالية أجنبية ومصرية وجهاز بلايستيشن والأذرع الخاصة به ومكواه للشعر،
وأثناء قيام المتهمتان بالاستيلاء على متعلقات وأموال المجني عليه، شاهدت المتهمة»إسراء«خزينة حديدة بأرضية غرفة النوم الرئيسية فأخبرت المتهم (رمضان) والذي قام بدوره بسؤال المجني عليه وطلب مفتاحها إلا أنه رفض في البداية فأنهال عليه بالضرب وفي تلك اللحظة أعلى المتهم (رمضان) المطواة للمتهم عبدالرحمن، لمداومة التعدي على المجني عليه لحين فتح الخزينة والاستيلاء على ما بداخلها وبالفعل قام بفتحها والاستيلاء على ما بداخلها من أوراق وعقود خاصة بتملك المجني عليه لوحدات سكنية ومكاتب إدارية وكذا مبلغ مالي قدره 2500 دولار أمريكي».
النيابة تطالب بإعدام المتهمين
وأفادت النيابة العامة بأنه عقب الانتهاء وأثناء تواجدهم بالشقة عثرت المتهمة (إسراء) على مفاتيح تشغيل سيارة ورجحوا أن يكون خاص بسيارة المجني عليه وأعطته للمتهم (رمضان) في محاولة لتجريبه حال نزولهم وفي تلك الأثناء انقطعت أنفاس المجني عليه وتأكدوا من أنه فارق الحياة فتركوه غارقًا في دمائه وأغلقوا باب الشقة وفروا هاربين واستتبعهم المتهم (رمضان)، وبالفعل تمكن من إيجاد السيارة بواسطة الريموت كنترول المتحصل عليه من الشقة محل الحادث.
واستطردت النيابة: «عقب ذلك بلحظات نزل باقي المتهمين حاملين متحصلات الحادث داخل حقائب المجني عليه وقاموا بوضعها بالسيارة وفروا هاربين متوجهين لمنطقة إمبابة محل إقامة المتهمان»إسراء«، و»رمضان«، واعترف الأخير بأنهم أخفوا المسروقات لدى نجلة طليقته وتدعى (آية- المتهمة الخامسة- 24 سنة».
وطالبت النيابة العامة في ختام مرافعتها، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين بالإعدام شنقًا، إذ نسبت للمتهمين من الأول حتى الرابعة أنهم قتلوا المجنى عليه عمدًا مع سبق الإصرار وقد اقترنت تلك الجناية بهتك عرضه بالقوة وسرقة المنقولات والمستندات والمبالغ المالية النقدية المبينة وصفًا، كما نسبت للمتهمة الخامسة أنها أخفت الأشياء المسروقة ومن بينهم الأسلحة النارية.
الدفاع يطالب بحظر النشر
وبسؤال «الجنايات» للمتهمين عما نسب إليهم، قالوا مع وصلة بكاء: «معملتش حاجة»، وأفادت باحثة اجتماعية حضرت أمام المحكمة، إن المتهمة «آية»، و«عبدالرحمن»، أحداث، وضحيتا تفكك أسرى.
وطلب دفاع أسرة المجنى عليه حظر النشر في القضية، ورد القاضى بقوله: «هنشوف الموضوع ده»، فأصدر قراره المتقدم بتأجيل نظر القضية مطالبًا دفاع المتهمين بالاستعداد للمرافعة.