دخلت القوات المسلحة اليمنية في استنفار كبير بعد عملية طوفان الأقصى وما تلاها من أحداث على الساحة الفلسطينية والعربية واليمنية. وإلى جانب المشاركة العسكرية عن طريق القوات الصاروخية والطيران المسير في قصف “أم الرشراش” تسجل القوات البحرية انتصاراً كبيراً في ملحمة الصمود والمواجهة مع ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وهي بطولات أذهلت العدو والصديق وجعلت اليمن يتبوأ مكانته الكبيرة في المنطقة.
ولم يتوقف نشاط القوات المسلحة عند هذا الحد، بل دخلت في تعبئة كاملة، وشهدت دورات قتالية، وعروضاً عسكرية، ومسير لوحدات من مختلف الفصائل، إضافة إلى مناورات متعددة، تثبت مدى جاهزية القوات المسلحة اليمنية لخوض غمار المواجهة مع الأعداء سواء في البر أو البحر أو في أي نقطة كانت.
وأوضح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- أن عدد المناورات العسكرية التي تم تنفيذها تزامناً مع عملية طوفان الأقصى بلغت 566 مناورة، مؤكداً أن التعبئة بالإعداد والتجهيز العسكري، مسألة في غاية الأهمية، وهي تقلق العدو، ولها تأثيرها وأهميتها الإيمانية لمن يريد الجهاد في سبيل الله. وقال أن التعبئة العسكرية في مسار نشط، مضيفا أن الشعب اليمني مسلّح ومقاتل بالفطرة وبالتجربة وهذه نعمة كبيرة، وزمننا يحتاج لأن تكون الشعوب قوية لتدافع عن نفسها”.
وكتأكيد على مدى الجهوزية والاستعداد نفذت قوات كتائب الدعم والإسناد في 30 أكتوبر 2023م مناورة عسكرية بعنوان (طوفان الأقصى)، كما أقامت قيادة الشرطة العسكرية ” لواء البدر”، بمحافظة صعدة حفلاً ختامياً ومناورة عسكرية، بمناسبة تخرج دفعة “طوفان الأقصى”، دورة أشداء على الكفاء رحماء بينهم في 4 نوفمبر 2023م.
وتم خلال المناورة العسكرية، رفع العلمين اليمني والفلسطيني، للتأكيد على ارتباط قضية ومظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني وتعرضهما لعدوان وحصار من قبل التحالف الأمريكي الصهيوني وأدواتهما السعودية والإمارات بدعم غربي، وارتكابهم لمجازر يندى لها جبين الإنسانية في اليمن وفلسطين.
وفي 14 نوفمبر 2023م، نفذت قيادات اللواء 3 واللواء 415 واللواء 191 حرس حدود اليوم مناورة عسكرية تحمل اسم “طوفان الأقصى”، بمناسبة تخرج كتائب من منتسبيها من دورات قوات خاصة. وأثناء المناورة، شارك الطيران المسير في قصف الأهداف المرسومة للعدو، فيما دكت القوة الصاروخية مواقع العدو الافتراضية، وقامت حينها المدفعية بتمشيط مواقع العدو الصهيوني الافتراضية من عدة مسارات ومساحة جغرافية كبيرة في الجبال والثكنات العسكرية والوديان.
وفي 13 يناير 2024م أقام محور البقع في المنطقة العسكرية السادسة -اللواء 141 مشاة- مناورة عسكرية تحت شعار “جاهزون لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”. وشارك في المناورة عدد من الوحدات العسكرية منها سلاح الجو المسير ووحدات ضد الدروع والقناصة والهندسة والمدفعية وسلاح المدرعات وقوات المشاة والاتصالات العسكرية ووحدة المهام النوعية.
وفي 20 يناير 2024، نفذت في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، مناورة عسكرية بمناسبة تخريج الدفعة الثانية من مراكز “طوفان الأقصى” من قوات التعبئة العامة في عزلة الحدب وربع بني قيس بالمديرية، وأكدت جهوزية هذه الدفع الشعبية للمشاركة في معركة الجهاد المقدس إلى جانب المقاومة الفلسطينية حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني، ومواجهة العدوان البريطاني الأمريكي على اليمن تحت شعار “لستم وحدكم”.
وفي 27 يناير 2024، و سيراً على درب الأقصى، نفذت المنطقة العسكرية المركزية مناورة ضد الدروع وتخرج دفعة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وتحاكي المناورة الهجوم على مستوطنات إسرائيلية وعربات أمريكية مدرعة لتؤكد في فصول لفلسطين” لستم وحدكم”، كما نفذت في 3 فبراير 2024م قوات الاحتياطي المركزي التابعة للقوات المسلحة اليمنية مناورة عسكرية (اليمن سند فلسطين) وتحاكي المناورة الهجوم على مستوطنات إسرائيلية، ضمن الجهوزية والاستعداد لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وفي تاريخ 4 فبراير 2024م، نفذت مناورة عسكرية بمديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء وعرض لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة دفعة الشهيد القائد ضمن أنشطة التعبئة العامة للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعما لمقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني.
ودعماً لفلسطين وتزامناً مع مناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي وبحضور شعبي واسع، شهدت مديرية صباح بمحافظة البيضاء مناورة عسكرية، وعرضاً لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة في 8 فبراير 2024، وذلك ضمن أنشطة التعبئة العامة، والتي أكدت على الجهوزية التامة والعالية لمواجهة العدو الأمريكي البريطاني.
الرسائل والدلالات
أعلاه نماذج محدودة من هذه المناورات، وهي كثيرة بطبيعة الحال، ولا تزال مختلف الوحدات العسكرية في القوات المسلحة اليمنية تنفذ المناورات العسكرية، لتؤكد أن الشعب اليمني يعد العدة، وهو في أتم الاستعداد لمواجهة قوى الاستكبار العالمي، وتقديم التضحيات في سبيل الانتصار للأقصى وغزة ودعماً للمقاومة الباسلة.
وتحمل هذه المناورات الكثير من الرسائل والدلالات للعدو والاستعداد والجهوزية العالية للدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله ومواجهة العدو وإفشال مخططات الأعداء، ومشاركة أحرار الأمة في تحرير المقدسات بما فيها الأقصى الشريف.
وفي هذا الشأن يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان إن سلسلة المناورات التي تجريها وحدات قواتنا المسلحة في هذه المرحلة تأتي استجابة لتوجيهات قيادة الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى- وضمن الاستراتيجية التي وضعها لإسناد ونصرة المقاومة في غزة التي تخوض معركة ملحمية ضد كيان العدو الصهيوني.
ويؤكد عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن المناورات العسكرية التي تنفذها الوحدات العسكرية لقواتنا المسلحة هي جزء من مستوى رفع الجاهزية والاستعداد لدى قواتنا المسلحة، وجانب من تعزيز المهارات والقدرات القتالية للمجاهدين التي تختص بمحاكاة اجتياح مواقع ومستوطنات صهيونية افتراضية، موضحا أنها تركز على أن تكون بهذا الشكل كي تكون رسالة واضحة ضد كيان العدو الصهيوني، ومسار تأكيد على أن اليمن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة، ماضية في نصرة غزة والمقاومة ومواجهة كيان العدو، بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
ويضيف عثمان: “لقد قدمت المناورات حالة الاستعداد الكامل لفرق ضاربة من المجاهدين، الذين تم تأهيلهم وتدريبهم بمستويات عالية من فنون الحرب الحديثة، وقدمت نموذجاً جديداً لهوية المقاتل اليمني الذي أصبح يعتمد في عقيدته وتدريباته وتكتيكاته القتالية على كيفية مواجهة كيان العدو الصهيوني، والاستعداد لخوض الحرب المفتوحة والمباشرة ضده.
ويؤكد أن قواتنا المسلحة وهي تنفذ أفتك العمليات الهجومية ضد سفن العدو الصهيوني، في البحر الأحمر، وتمنعها من المرور، في الوقت نفسه مستمرة في رفع الكفاءة القتالية والتعبئة العامة لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، التي أصبحت اليوم محور تحرك قواتنا المسلحة، في هذه المرحلة، وما بعدها، حتى تحرير فلسطين، وإزالة كيان العدو الصهيوني المجرم.