اغرقت الولايات المتحدة، السبت، سفينة “روبيمار” البريطانية التي تقل نحو 41 الف طن من المواد الكيماوية. وأكدت مصادر ملاحية غرق السفينة روبي مار على بعد 18 ميلا من السواحل اليمنية. وكانت السفينة تعرضت في وقت متأخر من مساء الجمعة لغارات أمريكية.
وأفاد ناجين من الغارات بان الغارات نفذتها طائرة أمريكية واستهدفت زوارق صيد بالقرب منها. وقتل في الغارات الأمريكية صيادان يمنيين هما ”علي بن علي مدرد – 38 عاما، موسى طاهر” في حين نجا منها محمد سالم زهير صالح عمر حشاش.
وكانت خلية شكلتها حكومة بن مبارك في وقت سابق زارت السفينة التي تعرضت في الـ18 من الشهر الجاري لقصف أصاب محركها أكدت بان السفينة سليمة وقابلة للقطر. واثار اعلان حكومة بن مبارك الي تزامن مع وصول طارق صالح إلى العاصمة البريطانية لترتيب قطر السفينة الواقعة على مقربة من معقله حفيظة الولايات المتحدة التي كانت تحاول ابتزاز اليمن بورقة السفينة بغية كسر الحصار اليمني على إسرائيل.
والاستهداف الأمريكي للسفينة ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها الإدارة الأمريكية حاليا ضد الشعب اليمني ابرزها التسبب بكارثة بحرية ومحاولة تحميل من تصفهم بـ”الحوثيين” ذلك.
سبب قرار أمريكا اغراق “روبي”
بعد 15 يوما على تركها في البحر الأحمر، قررت أمريكا، أخيرا اغراق السفينة البريطانية “روبي مار”، فما ابعاد الخطوة الامريكية؟ وفي الثامن عشر من فبراير الماضي أصاب هجوم يمني سفينة الأسمدة البريطانية “روبي مار” بينما كانت في طريقها للموانئ الإسرائيلية.. الهجوم كان من العيار الثقيل وأصاب غرفة المحرك، لكن السفينة ظلت عائمة حتى الثاني من مارس، وقد سبق بأيام اعلان لجنة شكلتها حكومة بن مبارك في عدن بأن السفينة سليمة وبعيدة عن الغرق.
حتى وقت سابق اليوم كانت السفينة تبحر صوب السواحل اليمنية وقد أصبحت وفق تقارير إعلامية على بعد 11 ميلا فقط وهذه المسافة كافية لقطر السفينة صوب الموانئ اليمنية، لكن هذا يتناقض تماما مع الرواية الأمريكية التي حرصت منذ اللحظة الأولى لاستهداف السفينة على تسويقها ككارثة بيئية مع انه لم يتسرب سوى القليل من زيوت المحرك فقط.
وتخشى الولايات المتحدة انقاذ السفينة، او سيطرة القوات اليمنية عليها، وحتى لا تصحا على كابوس مشابه لسفينة جلاكسي ليدر، قررت هذه المرة اغراق السفينة قبل وصولها إلى بر الأمان وفي جعبة قادتها استثمار المعانة ليس في وجه اليمن التي تضغط عليها لوقف العمليات اليمنية بل أيضا لابتزاز دول البحر الأحمر ودفعها للانخراط بتحالفها لحماية إسرائيل.
غرقت السفينة “روبي مار” أخيرا، لكن أمريكا لم تحقق هدفها المنشود، فاليمن استأنفت عملياتها البحرية بوتيرة عالية في ظل التقارير التي تحدثت اليوم عن هجوم جديد بالبحر الأحمر، والدول المطلة على البحر الأحمر عرفت المخطط الأمريكية فسارعت بعضها عبر خبرائها لكسف كواليسه بينما التزمت البقية الصمت، وحدها أمريكا وحليفتها بريطانيا الخاسرتان من الكارثة التي لا تختلف عن تلك التي تسببت بها أمريكا وبريطانيا خلال سنوات الحرب على اليمن وبرزت بإلقاء كميات من النفايات السامة في سواحل اليمن ومياهه الإقليمية من الحديدة في الساحل الغربي وحتى سقطرى عند الساحل الشرقي.
كشف دور لطارق بإغراق “روبي مار”
هذا وكشفت مصادر ملاحية في الساحل الغربي لليمن، دور لفصائل طارق صالح، التابعة للإمارات والمتمركزة بالمخا بعملية اغراق السفينة البريطانية “روبي مار”. وأفادت المصادر بأن زوارق تابعة لبحرية طارق نشطت خلال الايام الماضية في محيط السفينة، مشيرة إلى وقوع انفجار بأحد تلك الزوارق قبل أن تقوم بحرية طارق بانتشال من كانوا على متنه وقطر اخر تعرض للعطب.
ولم يعرف دوافع النشاط الذي تصاعدت وتيرته خلال ساعات الليل، وفق المصادر. ورجحت المصادر بان تكون الزوارق قامت بعمليات تخريبية للسفينة التي كانت تقترب من ميناء المخا بهدف اغراقها. وكانت لجنة حكومية أعلنت في وقت سابق الأسبوع الماضي بان السفينة بحالة جيدة وغير معرضة للغرق قبل أن تغرق فجأة.
وتزامنت عمليات اغراق السفينة مع جولة لطارق صالح في بريطانيا منذ أيام. وأفادت صحيفة “الاندبندنت البريطانية” بان طارق صالح الذي التقى أعضاء في البرلمان البريطاني ومسؤولين حكوميين طلب دعم لتصعيد عسكري بري ضد من وصفتهم بـ”الحوثيين” في الساحل الغربي لليمن.
وعقب اللقاءات قال طارق صالح في مقابلة تلفزيونية ان قواته جاهزة للسيطرة على كامل الساحل الغربي عارضا الانضمام لتحالف “حارس الازدهار” الذي شكلته أمريكا لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وكانت وسائل اعلام موالية للتحالف أفادت في وقت سابق عن تلقي طارق دعما بريطانيا للسيطرة على كامل مناطق الساحل الغربي لليمن في إشارة إلى تلقيه ضوء بالتصعيد.
الأسد يكشف ثمن اغراق “روبي مار”
بدوره، المح قيادي في أنصار الله، إلى هوية الجهة التي تقف وراء اغراق السفينة البريطانية “روبي مار”. وافاد عضو المكتب السياسي للحركة، حزام الأسد، في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي إلى الفصائل الموالية للتحالف جنوب الساحل الغربي لليمن.
وكتب الأسد في تغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي “التحركات المشبوهة للمرتزقة قد تكلف اسيادهم الكثير” مجددا التأكيد على ان غزة “غالية عليهم” في إشارة إلى انهم لن يستسلموا في موضع رفع الحصار على غزة. وتأتي تغريدة الأسد عشية اغراق سفينة بريطانية قبالة الساحل الغربي لليمن بينما كانت على مقربة من ميناء المخا الخاضع لسيطرة طارق صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات بالساحل الغربي لليمن.
وتزامن اغراق السفينة مع دفع الإمارات بطارق لزيارة بريطانيا بغية بحث دعم لتصعيد جديد هناك مستغلة حالة الانكسار البريطاني – الأمريكي في مواجهة اليمن. وتسعى الإمارات من خلال التحركات الأخيرة لتأمين سيطرتها على السواحل الغربية لليمن بغية تأمين الحماية لإسرائيل التي تتعرض منذ اشهر لحصار خانق فرضته اليمن.
ويشهد البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي معارك عنيفة فشلت معها بريطانيا وأمريكا بكسر الحصار اليمني ضد الاحتلال الإسرائيلي.