شكك أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين في استراتيجية الرئيس جو بايدن للتعامل مع الهجمات اليمنية في البحر الأحمر. وهذا ما أعاد الجدل مجدداً حول ضرورة الحصول على تفويض من الكونغرس، إلى الواجهة. اذ ان هذه المعضلة القانونية باتت أشبه بساحة تصفية حسابات بين الحزبين مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي.
مع بدء القوات المسلحة اليمنية أولى ضرباتها في البحر الأحمر بما يتوافق مع إعلانها اطباق الحصار البحري على مختلف واردات كيان الاحتلال حتى رفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بعد أن وصلت بالشعب الفلسطيني إلى المجاعة، اتخذت الإدارة الأميركية قراراً بالتدخل العسكري المباشر بزعم “حماية الملاحة الدولية”، ونفذت ضربات شبه يومية على أهداف قالت أنها كانت تستخدم في تنفيذ الهجمات اليمنية على السفن ومنها مرابض صواريخ ومخازن أسلحة، على رغم تأكيد مسؤولين اميركيين وغربيين عدم جدوى هذه الهجمات، وهذا ما أكده الميدان أيضاً.
السناتور الديمقراطي تيم كين أشار خلال جلسة استماع بالكونغرس مع مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية إن لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وأيضًا بشأن تأثيرها. وقال “في محاولة إعادة الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات الـ 400 ضربة، أو 800 ضربة، أو 1200 ضربة”. ومشككاً بالاستراتيجية التي ينتهجها بايدن والتي -على ما يبدو- لا تتعارض مع مسار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أضاف كين “أعتقد أنكم ستعيدون إرساء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة، وتقودنا إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقودنا إلى القدرة على مناقشة إمكانية تمديد فترة الهدنة مهما كانت”.
وسخر كين من مزاعم بايدن بأن الضربات ضد اليمن هي “للدفاع عن النفس: “هذه أعمال عدائية، ولا يوجد تفويض من الكونغرس لها. فإن المادة 2 للدفاع عن النفس تعني أنه يمكنك الدفاع عن الأفراد الأمريكيين، والأصول العسكرية الأمريكية، وربما يمكنك الدفاع عن السفن التجارية الأمريكية، ولكن الدفاع عن السفن التجارية للدول الأخرى فهذا غير منطقي”. وأضاف “هذا ليس دفاعًا عن النفس بموجب المادة الثانية من الدستور، ولا يمكن للرئيس أن يجعله دفاعًا عن النفس من خلال وصف دولة أخرى بأنها شريكة. إذا كنت تدافع عن السفن التجارية لدول أخرى، فمن المضحك من وجهة نظري أن نطلق على ذلك دفاعًا عن النفس”.
من جهته، هاجم السناتور كريس ميرفي الذي يرأس لجنة التحقيق، بايدن.. وقال خلال مناقشة “الاستراتيجية” الأميركية في البحر الأحمر، “يبدو لي انها الحرب بكل ما للكلمة من معنى دستوري: لقد شاركنا في جولات متعددة من الضربات، ولدينا عدد محدود من القوات على الأرض، وسقطنا ضحايا، ولدينا أسرى… أواجه صعوبة في فهم لماذا لا يتطلب هذا تفويضًا تقليديًا بالحرب من الكونغرس”.
واتخذ مدير التحرير فيThe American Conservative جود روسو، منحنى آخر في التصويب على الإدارة الأميركية في تجاوزها للكونغرس. وقال مخاطباً المواطنين الاميركيين أنه “منذ بدء العمليات الانتقامية، ضربت الولايات المتحدة 230 هدفًا في اليمن. هذه ليست مجرد 230 ضربة ضد الحوثيين أو أي شخص نحاول تقليص حجمه هناك. إنها 230 ضربة ضد حقوقك كمواطن، وضد فكرة أن يكون لموظفك العام المنتخب حسب الأصول رأي في مسائل السلام والحرب”.
وكان المراسل والمعلق العسكري لـ” وللا” العبري، أمير بوهبوط، قال في معرض حديثه التقليل من جدوى العمليات العسكرية الأميركية ضد اليمن أن “من يستهين بالحوثيين وتنظيمهم العسكري لا يفهم الصورة العامة… هذا جيش جاد ومنظم، وله نقاط قوة لا تتجلى فقط في صواريخ كروز أو صواريخ من الساحل”.