قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، إن أي مرونة تبديها الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار “حرصاً على دماء شعبنا ولوضع حد لآلامه الكبيرة وتضحياته الجِسام في حرب الإبادة الوحشية ضده؛ يوازيها استعدادُ للدفاع عن شعبنا”، مؤكدا للصهاينة والأمريكان أن ما عجزتم عن فرضه بالميدان لن تأخذوه بمكائد السياسة.
وأضاف هنية في كلمة ألقاها ضمن فعالية مؤسسة القدس الدولية في بيروت، اليوم الأربعاء، أن “المقاومة ستبقى أمينة على التضحيات، حريصة على مراكمة نتائجها والبناء عليها حتى يندحر الاحتلال، متمسكة بثوابت شعبها وأمتها”. وأشار إلى أن التهديد بارتكاب مجازر جديدة في رفح “يجدد التأكيد على طبيعة هذا العدو بجيشه النازي الذي يمثل أحد أحطّ الجيوش النظامية التي عرفتها البشرية في تاريخها حين يعلن المجازر وقتل المدنيين استراتيجية للحرب”.
وأكد على أن من واجب الأمة العربية والإسلامية، ومن واجب الأشقاء في دول الطوق في جوار فلسطين المحتلة أن يبادروا إلى كسر مؤامرة التجويع عن شمال قطاع غزة، موجهًا شكره لكل مبادرة لإغاثة سكان محافظتي غزة والشمال، ومؤكدّا أن الواجب أكبر بكثير، وعلى ضرورة الوصول إلى جسور مساعدات مستدامة وناجعة ومؤثرة تنهي معاناتهم وترقى بالفعل من اللفتات الرمزية إلى إنقاذهم من براثن مؤامرة التجويع ومنع العلاج.
وفي إطار حديثه عن استمرار المقاومة في معركتها، قال هنية: “المقاومة الفلسطينية الباسلة تقاتل بأنبل وأسمى ما عرفه التاريخ من مآثر الثبات على الحق والتحدي والقتال في أحلك ظروف اختلال موازين القوى”. وأشار إلى أن المقاومة اليوم تجابه المحتل بأشد المعارك ضراوة حينما حاول اختبار نتائج عمليته البرية فتوغل في محاور مدينة غزة التي سبق أن احتلها على مدى أكثر من ثمانين يوماً.
وأردف: “لقد قابل شعبنا الثابت المرابط هذا العدوان بإرادة وعزم لا تلين، وتضحية سطرت الملاحم وما تزال تُفشل مخططات التهجير حيث ما زال نحو 700 ألف من مرابطي شعبنا الأبطال ثابتين في أرضهم في شمال غزة رغم كل ألوان القتل والترهيب”. ووجّه هنية، حديثه للعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة “شريكته في العدوان”، بأن ما عجزوا عن فرضه في الميدان لن يأخذوه بمكائد السياسة، كائناً ما كانت أشكال التحايل والضغوط التي يوظفونها، وفق قوله.
وقال: “يتوهم المحتل اليوم أن بإمكانه أن يفرغ معركة طوفان الأقصى من معناها بالمزيد من التغول على الأقصى بعدها، كما يتوهم أنه بذلك يبالغ في نكايته فإنه يؤسس من جديد لمعارك قادمة يكون الأقصى عنوانها، ويحوّل المسجد الأقصى بيديه إلى عنوانٍ لاستنزاف قوته ولاستنهاض قوى التحرير في أمتنا وقوى العدالة والحرية في العالم أجمع”.