عاودت الامارات، التصعيد في سقطرى ضد حليفتها في العدوان على اليمن، السعودية بالتزامن مع ترتيبات نهائية لتفكك فصائلها جنوب اليمن. تحالف الرئيس الإماراتي محمد بن زايد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على التدخل العسكري في اليمن والذي خلف آلاف القتلى والجرحى علاوة عن ملايين النازحين داخل البلاد وخارجها.
وعلى الرغم من إعلان الإمارات بعد سنوات من حصار أبناء اليمن حتى ماتوا جوعاً، الانسحاب من تلك الأراضي إلا أنها تستمر في تنفيذ مخطط خبيث بالبلد الغني بالموارد والثروات. لذلك تحولت الوضع بين بن زايد وبن سلمان (محور الشر) من صفة الاتحاد والتحالف إلى الاختصام والانقسام بسبب أطماع الرجلين في المنطقة والذين يحاولان بسط السيطرة على النفوذ.
وبعيداً عن التدمير الكلي لليمن الذي يسير إلى الانقسام بفعل مؤامرات الدولتين فإن جزيرة سقطرى اليمنية تشهد تطورات كبيرة قد تصل إلى حرب جديدة ولكن بين القوات السعودية والقوات الإماراتية ومرتزقتها وحلفائها.
التنافس السعودي الإماراتي
هذا وكشفت مصادر عن تصعيد إقليمي جديد قامت به دولة الإمارات في جزيرة سقطرى التي تسيطر عليها، حيث قامت الميليشيات المدعومة من أبوظبي بالسيطرة على معسكر اللواء الأول مشاة البحرية في الجزيرة واعتقلت قادته العسكريين الموالين للحكومة والمجلس الرئاسي والمدعومين من الرياض.
وتشير المصادر إلى اختفاء العميد علي عمر كفايين قائد اللواء الأول بحري، ومنع الضباط السقطريين من دخول المعسكر، حيث سيطر نحو 150 جنديا على اللواء وبدأوا في طرد القوات السعودية بالمنطقة. كما أوعزت الإمارات إلى حلفائها من أجل نصب مخيمات اعتصام قرب مقر قوات الواجب السعودية (808) في مدينة حديبو عاصمة سقطرى، فيما ردت القوات السعودية التي تدير مطار سقطرى، بمنع هبوط طائرة إماراتية في المطار وهو ما ينبئ بنشوب حرب جديدة في الجزيرة.
ودفع الحاكم الاماراتي لجزيرة سقطرى بتظاهرات تطالب برحيل القوات السعودية من مطار الجزيرة. وتزامنت التظاهرات مع اقتحام مليشيات الانتقالي مقر قيادة اللواء الأول مشاة بحري والمتمركز في الجزيرة. وفق مصادر إعلامية. وأوضحت المصادر بان قوة تضم عشرات المسلحين وصلت من عدن قبل يومين واستولت على مقر القيادة الرئيسية للواء في سقطرى.
وتأتي هذه التحركات عقب يوم على منع القوات السعودية طائرة إماراتية من الهبوط على الجزيرة. والتصعيد في سقطرى جزء من مسار تصعيدي للانتقالي برز في المحافظات الشرقية خلال اليومين الماضيين وتحديدا في محافظتي المهرة وحضرموت.
كما تتزامن مع تصريحات لوزير الدفاع في حكومة المرتزقة، محسن الداعري، كشف فيها عن استكمال الترتيبات النهائية لإخضاع كافة الفصائل الجنوبية لإدارة وزارة الدفاع. وتوقع الداعري في تصريح صحفي بان يصدر قرار رئاسي بالدمج خلال الايام المقبلة. ومن شان قرار الدمج تفكك القوة العسكرية لاتباع الامارات ونسف ما تبقى من مراكز نفوذ لابوظبي جنوب البلاد وهو خيار ترفضه الامارات وتحاول التفاوض حول المكاسب أولا.
سحق أبناء سقطرى
في الوقت الذي يشتد فيه الصراع بين الإمارات والسعودية على الغنيمة اليمنية يلح السؤال الهام.. أين سكان اليمن وخصوصاً سكان جزيرة سقطرى من ذلك كله وهل لهم دور في هذا الصراع أم لا؟. قامت دولة الإمارات بشراء ذمم بعض شيوخ القبائل في تلك المنطقة من أجل توطيد حكمها وهم قليل أما البقية وهم السواد الأعظم فقد قامت الإمارات بترحيلهم من المنطقة عبر طرق كثيرة.
أهم طرق الإجلاء هي منع إصدار جواز السفر للسقطريين كذلك قامت بالتحكم في جميع المصادر المالية للجزيرة وضيقت الخناق على السكان الأصليين فلم يبق أمامهم سواء الرضا بالأمر الواقع أو النزوح. الخلاصة أن الصراع الإماراتي السعودي على جزيرة سقطرى مستمر ويهدد بنشوب حرباً في المنطقة، في ظل استمرار سياسة سحق اليمنيين وخاصة سكان سقطرى.