تتواصل الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات عدو الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم 142 لطوفان الأقصى، في مختلف محاور القتال في قطاع غزة، خصوصاً في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزّة، حيث أكّدت مصادر فلسطينية أنّ البلدة تشهد اشتباكاتٍ عنيفة وسط قصفٍ مدفعي إسرائيلي مكثّف. وفي حي الزيتون أيضاً، جنوبي شرقي مدينة غزّة، تستمر المعارك الضارية التي تخوضها المقاومة ضدّ “جيش” الاحتلال، الذي نسف عدداً من الأحياء السكنية في المنطقة.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بياناتٍ مقتضبة، عن عمليات عدة نفّذتها اليوم، إذ أكّدت قصفها تمركزاً لجنود الاحتلال في محيط بوابة “أبو أبسل”، شرقي خان يونس، وذلك بوابل من قذائف “الهاون” النظامي، عيار 60 ملم. أما جنوبي حي الزيتون، وتحديداً في محيط صالة النجوم، فتمكّن مجاهدو سرايا القدس من قنص جندي إسرائيلي، بينما استهدفوا جنود الاحتلال المتمركزين في “قلبة 22″، شرقي المقبرة الشرقية في جباليا، شمالي القطاع، بصاروخ “107” موجّه، موقعين إياهم بين قتيل ومصاب.
في غضون ذلك، نشر الإعلام العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد من التحام مجاهدي “القسّام” بآليات الاحتلال وجنوده، عند محاور مدينة خان يونس، جنوبي القطاع. بدورها، أكّدت كتائب شهداء الأقصى، قصفها تجمّعاتٍ لآليات الاحتلال وجنوده، جنوبي حي الزيتون، بصواريخ قصيرة المدى من نوع “107”.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى تنفيذ مقاتليها 16 مهمةً خلال الساعات الـ24 الماضية، شملت خوض اشتباكاتٍ ضارية مع “الجيش” الإسرائيلي، واستهداف تجمّعات آلياته بقذائف “الهاون”، عند مختلف محاور القتال في القطاع. كما تضمّنت هذه العمليات تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند إسرائيلية، في وسط مدينة خان يونس، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والمصابين في صفوف قوات الاحتلال.
من جانبها، أكّدت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، خوضها اشتباكاتٍ ضاريةً مع آليات الاحتلال وجنوده، في حي الزيتون، وذلك باستخدام الأسلحة المناسبة والمتنوّعة. وفي وقت سابق اليوم، نشرت كتائب المجاهدين مشاهد توثّق العملية النوعية المشتركة مع سرايا القدس، والتي استهدفتا فيها 6 جنود إسرائيليين، كانوا يعتلون آلياتهم في محيط أبراج طيبة، غربي مدينة خان يونس.
تصدي لقوات تقتحم جنين
هذا وخاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة، اليوم، مع قوةٍ إسرائيلية خاصة تابعة لـ”جيش” الاحتلال، تسلّلت إلى مخيم جنين، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية فلسطينية في الضفة الغربية. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى أنّ فصائل المقاومة خاضت اشتباكاتٍ بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، في محيط منزلٍ حاصرته القوة الإسرائيلية الخاصة في منطقة حرش السعادة غربي جنين، شمالي الضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بتعزيزاتٍ عسكرية إلى منطقة الاشتباكات في حرش السعادة بجنين، قبل أن تنسحب من المخيم تحت وطأة الاشتباكات. ومن جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ طواقمه تعاملت مع إصابتين من جرّاء اعتداء بالضرب خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين، مشيراً إلى أنه تمّ نقل المصابين إلى المستشفى.
وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، قرى وبلدات عدة في محافظة رام الله والبيرة، وأغلقت المدخل الرئيسي لبلدة سنجل شمالي رام الله، وسط الضفة الغربية. وأفادت مصادر أمنية محلية بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت قرى وبلدات عين يبرود، وبيتين، ودير دبوان شرق رام الله، وقريتي بلعين وخربثا بني حارث غربا، من دون أن يبلّغ عن اعتقالات أو إصابات حتى اللحظة، مضيفةً أنّ قوات الاحتلال أغلقت بوابة المدخل الرئيسي لبلدة سنجل، وأعاقت حركة المواطنين.
خسائر فادحة في صفوف الاحتلال
وفي وقت سابق اليوم، أكّد مصدر في المقاومة الفلسطينية من حي الزيتون، تكبيد الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، مشدداً على أنّ المقاومين ما زالوا ينتشرون عند كل محاور القتال. وأشار المصدر إلى انسحاب دبابات الاحتلال من محيط مسجد الإمام علي وجامعة غزّة، في اتجاه شارع صلاح الدين وسط حي الزيتون.
وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في القطاع، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ “الجيش” الإسرائيلي، اليوم، بمقتل جنديّين إضافيين في صفوفه، أحدهما تابع للواء “غفعاتي”، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية.
وعند الصباح أيضاً، أقرّ “جيش” الاحتلال بمقتل رقيب أول من لواء “غفعاتي”، جنوبي القطاع، معلناً إصابة ضابط وجنديين من اللواء نفسه بجروح. وبهذا، يرتفع عدد قتلى “الجيش” الإسرائيلي المعترف بهم إلى 580، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينهم 241 سقطوا في المعارك البرية داخل غزّة.