مقالات مشابهة

من حبوب المساعدات إلى كارثة الأحمر.. تخبط أمريكي لتغطية اخفاقه في اليمن

مع دخول الشهر الثاني من العدوان الأمريكي – البريطاني على اليمن، بدأت الولايات المتحدة حملة دعائية جديدة ضد البلد الذي يتعرض لحرب وحصار منذ العام 2015، فما ابعاد الحملة الجديدة؟

في الحادي عشر من يناير، بدأت أمريكا وبريطانيا هجوم واسع على اليمن بعد أسابيع من التلويح بالتصعيد تارة بتشكيل تحالف “حارس الازدهار” وأخرى ” الردع”.. حتى اليوم شنت أمريكا وبريطانيا مئات الغارات على المدن اليمنية من اقصى الشمال إلى الوسط مرورا بالغرب والجنوب.

جميع هذه الخطوات التي نفذت بالتوازي مع حرب اقتصادية ودبلوماسية وسياسية وصلت حد إيقاف مفاوضات السلام بين اليمن والسعودية، فشلت في تحقيق الأجندة الأمريكية بوقف العمليات اليمنية التي اقتصرت في بدايتها على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها وحتى المتجهة إلى موانئها.

بعد نحو شهر من الغارات التي سخرت لها أمريكا، وفق بيان للقيادة المركزية، نحو 27 طائرة و19 بارجة وغواصتين إلى جانب حاملة الطائرات ايزنهاور، وجدت أمريكا وبريطانيا نفسهما امام واقع جديد بدأت صنعاء تشكله وفقا لتوجهها القائم على نصرة غزة .

هذا الوضع بدأ باستهداف السفن التجارية ووصل إلى البوارج العسكرية، ولم تقتصر هجماته على الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة بل اتسع مع قرار القوات اليمنية الدفع بالغواصات المسيرة والزوارق العسكرية وهذه جزء من استراتيجية تصعيدية تنتهجها صنعاء وبرزت خلال الايام الأخيرة من خلال توسيع المواجهة كما ونوعا وفق ما قاله قائد حركة انصار الله “الحوثيين”.

لم تعد أمريكا قادرة على التضليل بشان نجاح عملياتها في وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وقد اصبح العالم على مشاهد يومية من الهجمات الأكبر تدمرا والاعنف، تحاول القيادة المركزية للقوات الامريكية احتوائه ببيانات تحاول اختزال فيها حجم ما تم اعتراضه كما تزعم، ولم يعد بمقدورها كما يؤكد مسؤولين بإدارة بايدن لقناة السي ان ان الاستمرار بالغارات والقصف الصاروخي الذي يكلف ثمنا باهظا، وهي تدرس ، وفق القناة خيارات عدة بديلة، ابرزها تحريضا اليمنيين ضد من يصفونهم بـ”الحوثيين”.

وتلك الحملة التحريضية بداتها الإدارة الامريكية مبكرا عبر تسويق مزاعم ابرزها استهداف سفينة حبوب في خليج عدن كانت متجهة لميناء عدن ليتضح لاحقا انها اعلاف حيونات، لكن إدارة بايدن لم تتوقف عن هذه الكذبة التي فضحت بلمح البصر، بل اتجهت لتوسع مزاعم جديدة حول كارثة بيئية في البحر الأحمر جراء اغراق “الحوثيين” سفينة بريطانية اتضح لاحقا انها لا تزال جانحة وتقترب من سواحل جزيرة حنيش.

تتعدد أنواع الدعاية الامريكية والهدف كما يقول مسؤولي إدارة بايدن تحريض اليمنيين، لكن تلك المزاعم سرعان ما تبددها صور حلفاء أمريكا وتفضحها الأقمار الصناعية التي انتجتها أمريكا للمساعدة بتسويق مزاعمها وقد ظهرت السفينة وهي تبحر صوب السواحل اليمنية في حين ان الصور تظهر تدمير المحرك فقط.

قد تنجح أمريكا بتسويق مزاعمها لبرهة، لكنها من المستحيل اقناع اليمنيين بأن نشرها بوارجها وطائراتها وحشدها التحالفات البحرية لأجل خاطرهم، وانها بكل هذه الحملات سواء عسكريا او دعائيا لا تسعى لاخضاع اليمن لاجندتها في حماية إسرائيل.