قالت الخارجية الأمريكية في بيان، نشر على منصة إكس: “دخل اليوم (أمس الجمعة 16 فبراير) حيز التنفيذ تصنيف جماعة أنصار الله الحوثيون كجماعة إرهابية دولية، ردا على هجماتها المستمرة على السفن في البحر الأحمر”.
-لا نكشف سرا، ان قلنا ان “قائمة الإرهـاب الأمريكية، هي قائمة تم تفصيلها على مقاييس “اسرائيلية” بحتة، بل ان هذه القائمة وضعت من اجل حماية “اسرائيل” حصرا، ضد اي جهة يمكن ان يعرض وجودها المزيف للخطر، فلا تجد من اثر لاي نظام او حركة او حزب او شخصية او منظمة او شركة او اي جهة اخرى، مهما ارتكبت من فظاعات، في هذه القائمة، لان هذه الجهات اما انها ترتبط بـ”اسرائيل” بعلاقات جيدة، او انها تغض الطرف عن ارهابها وجرائمها، كما هو موقفها الان من الابادة الجماعية التي تنفذها “اسرائيل” في غزة.
-التعامل الامريكي مع “مقولة الإرهـاب” ، بات موضوعا للتندر والسخرية، فـ”الإرهاب” وفقا للتعريف الامريكي، هو كل عمل مقاوم يمكن ان يستهدف وجودين غير شرعيين في المنطقة، الاول الوجود المزيف للكيان الاسرائيلي، والوجود غير الشرعي والمفروض بالقوة رغم ارادة الشعوب وحكوماتها، وهو الوجود الامريكي المتمثل بالقواعد السرطانية المنتشرة في سوريا والعراق وبعض البلدان الاخرى، فكل من يناهض هذين الوجودين هو “ارهابي”، والفعل المقاوم الذي يقوم بها هو “ارهاب”.
-على مدى العقود الطويلة الماضية راينا كيف أدخلت امريكا وأخرجت جهات من قائمتها للإرهاب، وفقا لمواقف هذه الجهات من “اسرائيل”، او من الوجود الامريكي غير الشرعي في المنطقة ومن سياستها الداعمة لـ”اسرائيل”، ولا حاجة لنا لذكر نماذج بهذا الشأن، فهي كثيرة بدءا بمنظمة التحرير الفلسطينية وانتهاء بالسودان.
-اللافت ان امريكا عادة ما تستعين بأكاذيب مضحكة، عندما تقرر ادخال او اخراج، من يناهضون او يدعمون “اسرائيل”، الى او من “قائمتها” المطاطية لـ”الإرهـاب”، وان قرارها الاخير بشأن حركة انصار الله اليمنية ليس استثناء، حيث ذكر بيان الخارجية الامريكية ان قرار ادارج حركة انصارالله في “قائمة الإرهاب” الامريكية جاء “ردا على هجماتها المستمرة على السفن المدنية في البحر الأحمر”.
بينما العالم اجمع يعلم، ان امريكا تكذب، فالقوات المسلحة اليمنية، لم تهدد يوما اي سفينة في البحر الاحمر، رغم تعرض اليمن لعدوان من التحالف العربي المدعوم امريكيا وغربيا، على مدى اكثر من 9 سنوات، لذا فان كذبة امريكا عن “هجمات اليمن على السفن المدنية في البحر الاحمر” لا تنطلي على احد، فمنطقة البحر الاحمر لم تشهد اي توتر الا بعد تكثيف امريكا وبريطانيا من تواجدهما العسكري وعدوانهما على اليمن، لمنع اليمنيين من الضغط على الكيان الاسرائيلي لوقف عدوانه الوحشي على اطفال ونساء غزة.
-مئات السفن تدخل وتخرج من البحر الاحمر دون ان يهددها اي شيء، والسبب ، انها لا تشارك في امداد الكيان الاسرائيلي، يما يعينه على مواصلة عملية الابادة التي ينفذها امام مرآى ومسمع العالم اجمع، وخاصة “العالم الغربي الذي يدعي التحضر ورفع راية حقوق الانسان”.
-الشيء الذي فات امريكا، هو ان هناك شعوبا لا ترضخ للغة الغطرسة، فعبارات هذه اللغة لا وجود لها في قاموس هذه الشعوب، ومنها الشعب اليمني، الذي تعتقد امريكا ان بامكانها ان تدفع هذا الشعب المتشبع بالثقافة القرانية، ان يتنازل عن مبادئه وقيمة، ويترك رقاب اهالي غزة تحت السكين الاسرائيلي، بمجرد ان امريكا وضعته على “قائمة ارهابها”. لكن هذا الشعب رد بطريقته الخاصة على القرار الامريكي، عندما استهدف بالتزامن معه سفينة بريطانية بعدد من الصواريخ، التي اصابت هدفها بدقة.
-اخيرا ننقل تعليق رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، على القرار الامريكي، والذي يعكس موقف الشعب اليمني الابي، حيث قال عبر حسابه على موقع “إكس”: “ليس اليمن في موقف المساندة لغزة، بالذي يتأثر بقرار فيتراجع عن موقف مبدئي وإيماني وإنساني. هي أمريكا من تشجع وتدعم وتساند الإرهاب العالمي بدعمها “إسرائيل” ومجيئها إلى بحارنا والاعتداء على أراضينا، ولسنا نحن من ذهب إلى شواطئها وسواحلها.. وإن كانت قد ألفت واعتادت على استكانة عدد من الأنظمة لسياستها الاستعلائية والإرهابية فذلك لن يكون لها مع اليمن.. إن اليمن مستمر في إسناد غزة بكل الوسائل المتاحة ومستمر في منع السفن الإسرائيلية والمتجهة للموانئ المحتلة حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة”.