قال العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، إن “التهديدات التي صدرت من صنعاء بقصف عمق الكيان الصهيوني (إسرائيل) إذا ما اجتاحت رفح الفلسطينية، هي تهديدات جدية وجاهزون لتنفيذها”. وقال راشد في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”، الأربعاء، إن “التهديدات والتصريحات ترتبط بشكل رئيسي بما ستقدم عليه “إسرائيل” خلال الأيام القليلة القادمة، حيث يعيش في مدينة رفح اليوم أكثر من مليون ونصف مواطن عربي من أهلها والنازحين من المناطق الأخرى، وما سيحدث حال اجتياح “إسرائيل” لرفح سيكون مأساوي بمعنى الكلمة، ولا يمكن القبول به على المستوى العربي أو العقائدي أو الاجتماعي، وكل ما نملك هو فداء لأمننا العربي”.
وتابع راشد: “يجب أن يتعاون الجميع من أجل لجم هذا الكيان الذي لا يرتدع بقرارات أو بيانات مجلس الأمن أو القرارات الأممية، وبالتالي تلك العنجهية الصهيونية والدعم الأمريكي الذي لا ينقطع، ولكن هناك قلق أمريكي عبرت عنه واشنطن نتيجة لانتهاكها للمواثيق الدولية، ومن قدرتنا على الوصول إلى عمق الكيان الصهيوني سواء عن طريق الأفراد أو الصواريخ المجنحة والمسيرات والتي تحمل في ذاكرتها الأهداف الحساسة داخل إسرائيل”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن “فصائل المقاومة أيضا لديها القدرة على الوصول إلى عمق أو كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء من لبنان أو سوريا والعراق، فالكيان الصهيوني محاصر إذا ما أقدم على عمل جنوني في رفح ضد المدنيين النازحين من كل مناطق القطاع”.
ولفت عزيز راشد، إلى أن “صنعاء لديها استراتيجيات حسب كل وضع ميداني، فهناك ردود متصاعدة ودراسة للموقف العسكري، وأعتقد أن الرد سيكون عسكريا، كما أن هناك تنسيق حتى مع محور المقاومة من أجل القيام بأعمال جماعية، خاصة وأن القادة والمستوطنين في الكيان الصهيوني مجمعين على أن يقوم نتنياهو بالعملية العسكرية في رفح”.
وحول ما إذا كان تأثير العمليات التي يمكن أن تقوم بها صنعاء داخل الأراضي المحتلة قويا كما حدث في البحر الأحمر، يقول راشد إنه “بالفعل سيكون هناك عمل عسكري كبير جدا ضد الكيان وفي أماكن حساسة، وما نقوم به هو من أجل نصرة الدين وإخواننا المستضعفين وهو ما يؤمن به الجميع ويعمل على تنفيذه”.
وعاودت أمريكا وبريطانيا، مساء أمس الثلاثاء، قصفها الجوي على مواقع لجماعة “أنصار الله” اليمنية، في محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن). وأفاد مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة لوكالة “سبوتنيك” بأن مقاتلات أمريكية وبريطانية استهدفت بغارة موقعاً عسكرياً في منطقة رأس عيسى الساحلية بمديرية الصلَّيف شمال مدينة الحديدة. وذكر أن أجواء الحديدة تشهد تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع أمريكية.
ويأتي القصف الجوي عشية تعرض مواقع لـ”أنصار الله” في مديرية التُحَّيتا جنوب مدينة الحديدة إلى غارتين جويتين نفذتهما مقاتلات أمريكية وبريطانية، استهدفت إحداهما رداراً للجماعة. وجاءت الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية لمحافظة الحديدة المطلة على جنوب البحر الأحمر، غداة إعلان “أنصار الله” استهداف سفينة “ستار أيرس” الأمريكية بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة”، مؤكدة أن “الإصابة كانت دقيقة”.
وبدأت أمريكا وبريطانيا في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، تنفيذ هجوم واسع على مواقع “أنصار الله” في مدن يمنية عدة، على خلفية هجمات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي التي تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها، وكذا السفن الأمريكية والبريطانية.
ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تبنت “أنصار الله” استهداف 24 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحرين الأحمر والعربي، رداً على عمليات الجيش الاسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وكانت جماعة “أنصار الله”، أعلنت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و”خيارات عسكرية أخرى” إسناداً لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الاسرائيلي في غزة، حال تدخل أمريكا عسكرياً بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وبين الحين والآخر تعلن جماعة “أنصار الله” أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و”حزب الله” اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.