قُتل مستوطن وأصيب سبعة آخرين بجروح مختلفة في مدينة صفد المحتلة، صباح اليوم الأربعاء، جراء سقوط صواريخ أطلقت من جنوبي لبنان.
“ما حدث في صفد لم نرَ مثله منذ اندلاع الحرب، وهو حدث استثنائي مع إطلاق الصواريخ نحو منطقة بعيدة نسبياً عن الحدود”، وفق الإعلام الإسرائيلي الذي أشار إلى أن “لا أماكن محصنة لـ50% من سكان المستوطنات، حيث دوت صفارات الإنذار منذ قليل”. هكذا وصف الاعلام العبري الحدث.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلا عن الإسعاف الإسرائيلي إنّ “سبعة مستوطنين أصيبوا جراء إطلاق الصواريخ الأخيرة من لبنان على الجليل الأعلى”. وأفادت وسائل إعلام عبرية بالعثور على مستوطن قتيل بين الركام بسبب الرشقة الصاروخية التي تعرضت لها صفد ومحيطها.
وكانت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي قد أكدت “تفعيل صفارات الإنذار في جميع مناطق الجليل الأعلى وصفد”. كما دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات “رمات دالتون، وبيرية، وبار يوهاي، جيش، وغوش حلب، ودالتون، كفار وشماي، وكيرم بن زميرة، وميرون، ومركز ماروم جليل الإقليمي، ونتوا، وسابسوفا، وكفر حوشن، وتيفوكا”.
إطلاق نار استثنائي وقاسٍ من لبنان
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّ صفارات الإنذار دوّت في عدد كبير من مستوطنات الشمال، من بينها “نتوعا” والجليل الأعلى وصفد، وسُمع دوي انفجارات عديدة. وقال: “جرى إطلاق نار استثنائي وقاسٍ من لبنان نحو منطقة صفد وميرون والمنارة”، وهما وفق الوصف الإسرائيلي “منطقتان استراتيجيتان من ناحية حزب الله”.
ولفت إلى أنّ صاروخاً سقط أيضاً “مباشرة قرب قيادة المنطقة الشمالية، وفي المنطقة الصناعية في صفد، وفي عدّة مناطق من غلاف مدينة”. ولفت أيضاً إلى أنّ حزب الله استخدم صواريخ دقيقة في صلية الصواريخ في اتجاه صفد، مشدداً على أنّ “القبة الحديدية لم تنجح في اعتراض كل الصواريخ”.
وشدّد على أنّ مدى إطلاق الصواريخ هذه المرة كان “أوسع من السابق”، والعملية تشير إلى أنّ هناك “ارتقاء تدريجياً في مستوى إطلاق الصواريخ من قبله”، مؤكداً أنّ “الحدث في الشمال اليوم يُعرف في إسرائيل بأنه الأخطر منذ اندلاع الحرب عند الحدود مع لبنان”.
وأفادت “القناة 14” العبرية بوقوع إصابات في صفوف المستوطنين بعد إصابة مبنى بشكل مباشر في صفد جراء الصواريخ التي أطلقت من لبنان. بدورها، لفتت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أنّ “ما لا يقل عن 8 صواريخ استهدفت صفد والجليل الأعلى شمالَي إسرائيل، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن جزء من صفد”.
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مركز “زيف” الطبي في صفد أنّ “فرقه استقبلت عددًا من الإصابات نتيجة لسقوط الصواريخ”.
“تل أبيب” استسلمت لحزب الله
بدوره، قال رئيس المجلس الإقليمي “ماتي أشير” ورئيس منتدى خط المواجهة، موشيه دافيدوفيتش، إنّ “حزب الله يبصق على إسرائيل، ونحن نظن أنّ المطر يهطل”، وذلك عقب إطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه أهداف عسكرية إسرائيلية شمالي فلسطين المحتلة.
وفي تصريحات إذاعية، أضاف دافيدوفيتش: “نحن نعيش في مملكة نصر الله، نحن نعيش في مملكة حزب الله، الذي يحدد الوتيرة في الشمال”. كما دعا دافيدوفيتش حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ورئيسها بنيامين نتنياهو، إلى الاستيقاظ، مؤكّداً أنّه “ليس هناك شمال من دون أمن”.
بدوره، علّق رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، على إطلاق الصواريخ على صفد، قائلاً إنّ “الخط الأحمر تحوّل إلى علم أبيض، إذ إنّ كابينت الحرب استسلم لحزب الله”. أمّا رئيس أركان قيادة المنطقة الشمالية سابقاً، اللواء احتياط أشير بن لولو، فقال: “لم يكن وضعنا سيئاً إلى هذه الدرجة في الشمال”، حيث “يتضح أنّ التوصية الأسطورية: غادر، لا تفعل أي شيء، دعوا الصواريخ تصدأ، لم تعمل هذه المرة”.
صفد غير محصنة
وفي هذا السياق، أكّد رئيس بلدية صفد في مقابلة مع إذاعة “جيش” الإسرائيلي، أنّ “نسبة عالية من المناطق في صفد غير محصنة”، مشدداً على “وجوب تقديم حلول لهذا الأمر، فإذا تطلب الأمر سنقوم بالتحضيرات لإخلاء المنطقة”.
وأتى استهداف صفد بعدما أكّد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أمس الثلاثاء، أنّ “التهديد والتهويل وحتى شنّ الحرب” لن يوقف الجبهة الجنوبية، وأن “توقفها مرتبط فقط بتوقف العدوان على غزة”.
وذكر الإعلام الإسرائيلي، في هذا الخصوص، أنّ رد نصر الله على كل مبادرات الوساطة أمس، “لم يكن بالكلمات فحسب، بل بالأفعال أيضاً”.
ومنذ أكثر من 4 أشهر، تشهد الحدود اللبنانية الفلسطينية توترًا وتبادل لإطلاق النار بوتيرة يومية، على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي يُشن بدعم مطلق من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.