أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن المقاومة “تراقب كل التطورات في المنطقة، وأن كل الاحتمالات مفتوحة”، مضيفاً “نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة”.
وفي كلمته خلال اليوم الثلاثاء خلال الاحتفال التكريمي الذي يقيمه حزب الله للجرحى والأسرى المقاومين في “يوم الجريح المقاوم”، أكد السيد نصرالله أنه “عندما يقف العدوان على غزة سيقف اطلاق النار في الجنوب”، متابعاً أنه “عندما يقف اطلاق النار في غزة ويقوم العدو الصهيوني بأي عمل سنعود للعمل على القواعد والمعادلات التي كانت قائمة، فالمقاومة عملها ردع العدو وستكون ردودنا متناسبة”.
وهنا أعلن السيد نصرالله أن “من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك، ومن يتصور أن المقاومة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك هو مشتبه ومخطئ تماماً ويبني على حسابات خاطئة”، مشدداً على أن “المقاومة اليوم أشد يقيناً وأقوى عزماً لمواجهة العدو في أي مستوى من مستويات المواجهة”.
كما أكد الأمين العام لحزب الله أنه وبعد 130 يوماً على العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، نشهد “فشلاً للعدو الاسرائيلي العاجز عن تحقيق الأهداف”، مقابل “الصمود الأسطوري للمقاومين في غزة، والبطولات التي تصل الى حد الاعجاز، والصبر الذي لا مثيل له في التاريخ”. وتابع السيد بأن ذلك يتزامن مع “129 يومًا من الدعم والاسناد والتضامن من دول محور المقاومة والعديد من شعوب العالم”. وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لحزب الله أن “ما يجري في غزة يجب أن يهز ضمير كل الناس في العالم، ويجب أن يستشعروا المسؤولية تجاه هذا العدوان والكارثة الانسانية”.
إلى ذلك، أشار السيد نصر الله إلى أن العدو يقاتل في الجبهة الجنوبية اللبنانية “ضمن حدود وضوابط”، موضحاً أن “هذه التجربة ثبتت موازين الردع واثبتت أن لبنان لديه قوة ردع، ولكن هناك جو كبير من التهويل قد يصل إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة”، مشيراً في هذا إلى “تخويف أهالي القرى الجنوبية الحدودية عبر الاتصال بهم ودعوتهم الى اخلاء المنازل وزرع البلبلة خدمة للعدو”.
وهنا أعلن الأمين العام لحزب الله أن “كل الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية لها هدف واحد هو أمن “اسرائيل” وحمايتها ووقف اطلاق النار على المواقع الصهيونية، وإعادة الـ 100 ألف مستوطن إلى المستوطنات”، مضيفاً أن هذه الوفود الغربية “تتبنى بالمطلق الورقة الاسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان”، وأنها “لا تتناول في اوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة أو الاعتداءات الصهيونية على لبنان والاراضي المحتلة فيه”.
وفي هذا السياق، قال السيد نصر الله إن “هذه الوفود القادمة الى لبنان تحاول التهويل علينا”، مؤكداً أن “هذا لم يجد نفعاً، وأن المكاسب السياسية التي يلوح بها لا يمكن أن تؤثر على موقفنا ولن تؤدي الى وقف هذه الجبهة”. وأعلن أن “الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومشاركة وتضامن لاضعاف العدو الصهيوني واقتصاده وأمنه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة”، مؤكداً أنه “حتى شنّ الحرب لن يوقف هذه الجبهة”.
وفي هذا الاطار، أكد الأمين العام لحزب الله أن “العدو ليس في موقع فرض الشروط على لبنان”، داعياً “الموقف الرسمي اللبناني إلى وضع شروط جديدة على القرار 1701 لا تطبيقه”، موضحاً أن “لبنان في موقع القوي ومن يفرض الشروط والعدو هو المأزوم”.
ما نقوم به في الجبهة الجنوبية مسؤولية أخلاقية ودينية ووطنية… والأطراف التي تجادل في جدوى المقاومة ميؤوس منها
وفي سياق الحديث عن جبهة جنوب لبنان، قال السيد نصر الله إن ما نراه اليوم هناك “هو بالدرجة الأولى استجابة صادقة للمسؤولية الايمانية والأخلاقية والدينية”، متابعاً أن “ما نقوم فيه في جبهتنا اللبنانية هو كذلك مسؤولية وطنية بالدرجة الاولى لمنع انتصار “اسرائيل””.
ولفت سيد المقاومة إلى أن “وجود “اسرائيل” مصيبة لكل المنطقة”، موضحاً في الوقت نفسه أن ” “اسرائيل” القوية كانت خطراً، أما الخائفة والمردوعة فتشكل حالة أقل خطراً وضرراً على شعوب المنطقة”. وهنا أكد السيد نصر الله أنه “أمام ما يجري في غزة، المصلحة الوطنية اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية تقتضي بخروج “اسرائيل” من هذه المعركة مهزومة ومنكسرة”.
وفي هذا السياق، تطرق السيد نصر الله إلى أن “هناك من يقول عبارات مهينة لكل التضحيات التي يتم تقديمها في مواجهة العدو”، وأن “هناك أطراف تطلق أحكاماً مسبقة اياً تكن الانجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه انجاز وهمي”، واصفاً هذه الأطراف بأنه ” ينطبق عليهم قول صمٌ بكمٌ عُميٌ أياً كان النقاش معهم”. وتابع السيد نصرالله أن “هذه الفئة التي تدّعي أن القانون الدولي يحمينا، وتجادل في جدوى المقاومة ميؤوس منها”.
في الوقت نفسه، شدد الأمين العام لحزب الله أن “السجال يجب أن لا يتحول الى نزاع طائفي لأن ذلك مصلحة اسرائيلية”، موضحاً أن “الانقسام حيال “اسرائيل” موجود في لبنان منذ نشوء كيان الاحتلال وهناك شهداء مسيحيون ومسلمون في مواجهته”.
وهنا أكد سيد المقاومة أن “من يتحمل العبئ بالدرجة الأولى في الجبهة الجنوبية هم أهل القرى الحدودية ويتضامن معهم باقي لبنان”، وأن “عدداً كبيراً من الشهداء هم من أبناء القرى الحدودية الأمامية”، معلناً أن “أغلبية اهالي القرى الحدودية في الجنوب هذه إرادتها وخيارها وهي لا تحتضن المقاومة فقط، بل تمارس فعل المقاومة”. وأضاف السيد نصرالله أن “أهل القرى الأمامية والجنوب هم الجزء الأكبر في لبنان الذي عانى من وجود “اسرائيل” والكيان الغاصب، وشهدوا أن الذي يستعيد ارضهم ويحمي كرامتهم وأرزاقهم هي المقاومة لذلك كانوا هم المقاومة”.
وأعلن السيد أن البيوت التي تدمر في الجنوب “سيعاد بناؤها أحسن مما كانت”، قائلاً إن “أهل القرى الحدودية قدموا بيوتهم للمقاومة رغم علمهم بأنها ستدمر”. وفي هذا الاطار، أكد السيد نصرالله أن “قوة المقاومة في الجنوب هو في هذا الاحتضان الشعبي والكبير ونحن نستند على هذه الجبال الشامخة والارادات الصلبة”.
الخلوي هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة
هذا وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى “تقديم معلومات بالمجان للعدو الصهيوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، لافتاً إلى أنه “لا يجوز القيام بذلك، خصوصاً أن العدو يبحث عن هذه المعلومات”، ومؤكداً على ضرورة “الانتباه إلى ما يُشاع في مواقع التواصل بهدف تخويف الناس والمس بإراداتهم”.
وفي السياق، شدد السيد نصرالله أن “الهاتف الخلوي هو جهاز تنصت”، مطالبًا “اخواننا في القرى الحدودية وفي كل الجنوب لا سيما المقاتلين وعائلاتهم الاستغناء عن هواتفهم الخلوية من أجل حفظ وسلامة دماء وكرامات الناس”، مؤكداً أن “الخلوي هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ومميتة”.
وأوضح السيد أن “الاسرائيلي ليس بحاجة لزرع العملاء على الطرقات، فالكاميرات الموصولة على الانترنت تراقب كل الطرقات”، مشيراً إلى وجوب “قطع هذه الكاميرات عن الانترنت، لأن التساهل في هذا الموضوع يساهم في المزيد من الشهداء والخسائر وكشف الجبهة للعدو”.
ما يعيشه محور المقاومة اليوم هو ببركة الثورة الإسلامية في ايران
من جهة ثانية، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “ما يعيشه محور المقاومة اليوم من مواقع قوة، إنما هو ببركة الثورة الاسلامية في ايران التي انتصرت في مثل هذه الأيام”.
وقال السيد نصر الله “نحيي اليوم مناسبة يوم الجريح، أي يوم جرحى المقاومة وهم الشريحة الغالية من المضحين”، مضيفاً أن “المناسبة الثانية لها علاقة بأسرى المقاومة الذين عانوا من أيام طويلة في السجون”، لافتاً إلى أنه “لدينا عدد من الملفات ما زالت عالقة مع العدو على سبيل المثال ملف الأسير يحي سكاف”. وفي السياق، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن “أسرانا اليوم بحمد الله كلهم تحرروا ببركة تضحيات المقاومة”.
وفي هذه المناسبة، أكد السيد نصر الله أن “هذه الجراح والدماء صنعت لشعبنا ولوطننا الكثير من الانجازات الحقيقية”، مشيراً إلى أن “مسؤوليتنا الحفاظ على هذه الانجازات”، وأن “الجرحى والأسرى هم أولى الناس بالحفاظ على الانجازات، لأنهم شركاء بذلك والمقاومة هي جزء من وجودهم وكرامتهم”.
هذا وبارك السيد نصر الله “للإخوان في الحرس الثوري في إيران يومهم وعيدهم”، قائلاً إنهم “بحق ومنذ البداية السند الحقيقي والداعم القوي لكل حركات المقاومة”.