صعدت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، من ضغوطها على حليفتها الرئيسة في الشرق الأوسط إسرائيل.. يتزامن ذلك مع تصاعد وتيرة العمليات ضد القوات والبوارج الأمريكية في المنطقة وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة إقليميا.
ونقلت وسائل اعلام أمريكية عن مسؤولين في البيت الأبيض حديثهم عن ضغط إدارة بايدن على حكومة الاحتلال للسير بصفقة مع المقاومة الفلسطينية تتضمن وقف شامل لإطلاق النار.
وكان المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي اكد في مؤتمر صحفي ان بلاده ترى اطارا لإبرام اتفاق جيد بخصوص اطلاق سراح الأسرى. وأشارت المصادر إلى أن من بين خيارات بايدن استخدام الأسلحة كورقة ضغط على الاحتلال.
ويتزامن الحديث الأمريكي عن ضغط على حكومة الاحتلال بشان المضي بصفقة الأسرى عشية حراك دولي واقليمي يقوده رئيس الاستخبارات الأمريكية الذي ترأس اجتماع على مستوى رؤساء الاستخبارات في مصر وقطر إضافة إلى الموساد في باريس وتوصل فيه إلى اطار جديد سلم توا للمقاومة الفلسطينية.
والحراك الأمريكي على جبهة الاتفاق بغزة يأتي عقب تصاعد خطير ضد مصالحها في المنطقة اخرها سقوط نحو 40 قتيل وجريح في صفوف قواتها المتمركزة بالأردن والتي تم استهدافها بطائرة مسيرة إضافة إلى اعلان اليمن استهداف سفينة حربية في خليج عدن خلال تقديمها الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية.
وتخشى أمريكا بأن تكون العمليات الأخيرة ضمن مسار لتوسيع العمليات ضد مصالحها في المنطقة وهو ما يدفعها بحسب خبراء للسير بوقف حرب غزة التي باتت إدارة بايدن، وفق وسائل اعلام أمريكية، ترى فيها سببا بالتوترات في المنطقة وتنذر بحرب إقليمية.
المقاومة تحسم قرارها بشان الصفقة الجديدة
بدورها، حسمت المقاومة الفلسطينية، قرارها بشأن الصفقة الجديدة لتبادل الأسرى.. تزامن ذلك مع تسلمها رسميا صيغة استخباراتية أمريكية – قطرية-مصرية تتضمن هدنة مؤقتة.
واكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو ان الحركة تريد وقف اطلاق شامل وكامل في غزة وليس هدنة مؤقتة. واشار النونو في تصريح صحفي إلى أن الحديث عن بقية التفاصيل بما في ذلك الأسرى سيأتي لاحقا.
وتأتي تصريحات النونو عشية تقارير إعلامية عن تسليم الاستخبارات المصرية حركة حماس مسودة اتفاق جديد تم صياغته على مستوى رؤساء الاستخبارات بأمريكا والاحتلال وقطر ومصر باجتماع مطلع الأسبوع بالعاصمة الفرنسية.
وبحسب مصادر دبلوماسية فغن الصيغة الجديدة تتضمن اطلاق ما بين 100- 300 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي إضافة إلى زيادة دخول المساعدات ووقف الحرب لمدة تتراوح بين شهر وشهرين فقط.
وتشير الصيغة إلى محاولة صائغيها انقاذ حكومة الاحتلال التي تواجه ضغوط داخلية لفشلها بإطلاق الاسرى عسكريا ومنح الاحتلال فرصة لالتقاط انقاس قواته في غزة وإعادة ترتيب صفوفها لمرحلة جديدة من التدمير والقتل والحصار.