توقّفت صحيفة روسية عند قضية توحيد أنصار الله اليمنية “الشرق الأوسط” ضدّ الغرب عبر إكمال مشهد المواجهة بين قوى المقاومة نصرة لغزّة في وجه كبرى القوى الدولية.
وافتتح مدير مركز دراسات تركيا الجديدة الروسي “يوري مافاشيف” مقاله بالقول إنّ “لعنة الغرب عمومًا تتلخص في افتقاره إلى الرغبة في فهم الفروق الدقيقة بين المشاكل التي يواجهها العالم، وهكذا، تدخلت الجهات الفاعلة من خارج المنطقة، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مرة أخرى في الشرق الأوسط، وهذه المرة في اليمن، من خلال عملية “حارس الازدهار” ضدّ الحوثيين التابعين لحركة أنصار الله” وفق تعبيره.
وأكد أنّه وعلى الرغم من الفارق الكبير بين الجانبين (الأميركي البريطاني من جهة وصنعاء من جهة أخرى)، “فإن لدى واشنطن والحلفاء فرصة ضئيلة للنجاح”. واستطرد قائلًا “لكي نفهم عمق سوء التقدير الأميركي، فلا بد وأن نعود بثماني سنوات إلى الوراء، عندها جرت المحاولات الأولى لكبح جماح أصحاب مضيق باب المندب”.
وفي تقييمه للعدوان على اليمن عام 2014 الذي شنته السعودية بالإنابة عن أميركا، قالت صحيفة “فزغلياد” الروسية “لم تُحدث الضربات الجوية التي شنّها التحالف باستخدام أسلحة عالية الدقة باهظة الثمن، بما في ذلك الأسلحة الأميركية، تغييرًا نوعيًا في الوضع في مسرح الحرب”، وتابع “حتّى الحصار البحري الذي أدى إلى تجويع اليمنيين لم يغير الوضع أيضًا”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “ردًا على ذلك، قامت أنصار الله بضرب البنية التحتية النفطية في السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل فعّال للغاية”. ودون خوض في تفاصيل تلك الحرب، نوّه الكاتب إلى “الأمر الأساسي من كلّ هذا وهو أنه بعد ثماني سنوات من القتال الدموي الذي لا معنى له، فضّل ممثلو أغنى الدول في المنطقة سحب قواتهم، من خلال بدء محادثات سلام مع الحوثيين”، بحسب زعمه.
ودخل الكاتب الروسي على مستجدات نشاط الحركة بما في ذلك إعلان رفع سلاح البحر الأحمر في وجه “إسرائيل” ومن يدعمها: “بعد إعلان الحوثيين (أنصار الله) الحرب على “إسرائيل” نهاية عام 2023، بدأ الشارع العربي يتعاطف مع هذه الجماعة”، مؤكدًا أنّ “ممالك الخليج تخشى ذلك كالنار في الهشيم بعد أحداث الربيع العربي. وهذا الخوف له ما يبرره – فأعمال أنصار الله المناهضة لـ”إسرائيل” تبدو مهمّة للعالم العربي أيضًا لأن ممالك الخليج فضلت في الواقع التقاعس عن دعم أتباع الدين الفلسطيني” حسب تعبيره.
وشدّدت الصحيفة على أن “أنصار الله هاجموا بشكل واضح السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، ولذلك فمن الخطير للغاية خوض الحرب إلى جانب “الكفار” في الغرب ضدّ أولئك الذين هم في حالة حرب بالفعل مع “إسرائيل”، وهاجمت أنصار الله بتحد السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية”، وتابعت الصحيفة ” لعب دعم إدارة جو بايدن غير المشروط لـ”إسرائيل” ضدّ حماس دورًا حاسمًا تقريبًا هنا، وليس سرًا لجميع المراقبين أن الغطاء الجوي لإسرائيل يتم توفيره من قبل عدة مجموعات حاملات طائرات تابعة للبحرية الأميركية من عدة مياه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ناهيك عن ألفي جنديّ من مشاة البحرية من الوحدة الاستطلاعية السادسة والعشرين”.
ومن باب الإشارة إلى المسجد الذي أوجدته صنعاء على صعيد السلوك السياسي لبعض الدول، قالت الصحيفةا لروسية “حتّى مثل هذا الزعيم الرئيسي في جنوب آسيا، والذي لعقته الولايات المتحدة مؤخرًا، مثل الهند، فضّل الدبلوماسية على القوّة الغاشمة ضدّ اليمن، وأثناء التفاقم، لم يتصل وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار ببايدن أو سوناك، بل ذهب إلى إيران للتوسط لدى أنصار الله للتخفيف المشترك من المشاكل العالمية في المنطقة”.
وتختم “لذلك أصبح الحوثيون (أنصار الله) خط صدع جديد بين الشرق والغرب. ولذلك، عاجلًا أم آجلًا، سيتعين على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا أن يتعامل مع المشاعر الهائلة المعادية للغرب في الدول العربية، خاصة إذا كانت عملية برية، وقد يرغب عشرات، إن لم يكن مئات الآلاف من المتطوعين من الدول العربية، في الانتقام من الغرب بسبب الجرائم الأخيرة في غزّة”.
واستكمالًا للفكرة أعلاه يسأل يوري مافاشيف في نهاية مقالته “من سيمنع هؤلاء المتطوعين من معارضة العالم الإسلاميّ؟ ممالك الخليج؟”، ويجيب “لا بالطبع”.
يُذكر أنّ القوات المسلحة اليمنية أعلنت منذ شهر أكتوبر عام 2023 عن عزمها مساندة غزّة لمواجهة العدوان الإسرائيلي غير المسبوق عليها. وكانت بداية تعبر عن تضامنها عبر استهداف مستوطنة “إيلات” جنوب فلسطين المحتلّة، قبل أن تتوجه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى تصعيد موقفها بإعلان عزمها استهداف السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي مستخدمة سلاح البحر الأحمر.
العدوان الامريكي البريطاني على اليمن