باستثناء الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي، أكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية عبد الملك العجري أن بلاده مستعدة للتعاون مع الدول المعنية لضمان أمن حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وقال العضو البارز في حركة أنصار الله اليمنية أنه يجب على حكومة صنعاء والبحرية اليمنية التعاون مع جميع الدول المهتمة لضمان سلامة المرور.
وتلعب السفن دورًا في نزع فتيل المساعي الأمريكية لجر المواجهات إلى البحر الأحمر، ورغم الترهيب والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لتغيير المسار عبر البحر الأحمر، إلا أن عشرات السفن مرت عبر البحر الأحمر بسلام، في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه صنعاء للمقاومة الفلسطينية في غزة من خلال منع أي سفن داعمة للإرهاب الإسرائيلية من التوجه إلى فلسطين المحتلة.
دعم للشعب الفلسطيني
دعماً للأمة الفلسطينية وبهدف إجبار النظام العنصري الصهيوني على وقف عدوانه وهجماته على غزة، قامت صنعاء بمنع مرور السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة، وأكد المتحدث باسم حركة أنصار الله اليمنية محمد عبد السلام، عبر صفحته الرسمية على التلغرام أن على أمريكا أيضاً أن تتوقف عن الهروب من مسؤوليتها في وقف الهجوم على غزة، مع التأكيد مرة أخرى على أن اليمن متمسك بمبدأ الدفاع عن النفس ولن يسمح أبداً بانتهاك سيادته ولن يغض الطرف أبداً عن أي عدوان على اليمن.
وأمام المساعي الواضحة التي تبذلها الولايات المتحدة لتشتيت الرأي العام فيما يتعلق بالأحداث الجارية في البحر الأحمر وما تقوم به واشنطن من خلق الأزمة وفرض تبعاتها على اليمن، فإن صنعاء تؤكد مرة أخرى أن السفن التي نستهدفها هي سفن إسرائيلية، أو السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.
وإن الهجوم على هذه السفن يأتي من أجل دعم الشعب الفلسطيني والضغط على “إسرائيل” لوقف هجماتها العدوانية والفاشية على قطاع غزة، ومع بدء الهجوم الغاشم للنظام الصهيوني على قطاع غزة في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واستهدافه المستمر للمناطق السكنية والمراكز الطبية والتعليمية في هذه المنطقة، أعلن الجيش اليمني وأنصار الله أنه دعماً للأمة الفلسطينية، واستهداف سفن النظام الصهيوني والسفن التي تحمل البضائع إليه والمتجهة إلى الأراضي المحتلة.
لكن السفن الأخرى حرة في الإبحار وهي آمنة، وبكل وضوح وبجرأة لا مثيل لها، أعلن المتحدث باسم حركة أنصار الله عن موقف اليمن الحازم في مواصلة عملياتها في البحر الأحمر ضد النظام الصهيوني، وأكد المتحدث على أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو حماية “إسرائيل”، وليس العالم بأسره، وقد رفض المتحدث الرسمي، محمد عبدالسلام، العدوان الأمريكي على المدن اليمنية، واصفاً إياه بأنه غير مبرر.
ولا شك أن القوات المسلحة اليمنية تستهدف بشكل خاص السفن الإسرائيلية أو السفن التي تتجه نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة، ولكن دخول الولايات المتحدة في هذا الصراع أدى إلى تفاقم التوترات وتصاعد الهجمات الأمريكية غير المبررة، ما زاد من حدة الأزمة في ظل تمسك اليمن بالدفاع عن فلسطين والمطالبة بوقف حرب الكيان على غزة، وإن القرار اليمني بدعم الشعب الفلسطيني هو قرار مستقل.
مع التأكيد أن اليمن اتخذ هذا القرار بعد ضغوط شعبية كبيرة لدعم الشعب الفلسطيني والتصدي لعدوان النظام الصهيوني، كما أن اليمن لا يسعى إلى تصعيد التوترات، وقد وضع قواعد صراع لم تسفر عن أي إراقة دم أو أضرار مادية كبيرة، وإن استمرار اليمن في الرد على أي عدوان والتمسك بموقفه في منع حركة السفن الإسرائيلية نحو فلسطين المحتلة، حتى تتوقف الهجمات الأمريكية والعدوان الصهيوني على غزة.
موقف يمني ضد الكيان فقط
يظل الموقف اليمني ثابتًا وقويًا في التصدي لعدوان الكيان الإسرائيلي، وتُعتبر صنعاء نموذجًا للدول التي تسعى إلى استقرار المنطقة وترفض خلق التوتر، اليمن يعتبر أيضًا من الدول التي تؤكد على عدم توسيع نطاق الحرب، ما دامت السعودية والإمارات ملتزمتين بهذا المبدأ، فإنهما خارج نطاق الصراع، ومحمد عبدالسلام طالب السعودية والإمارات بتعديل مواقفهما لتتناسب مع رفض عسكرة البحر الأحمر أو وجود القوات العسكرية في المنطقة، وأكد أن أي دولة في منطقة البحر الأحمر لم تشارك في التحالف الأمريكي تتعرض للتهديد، حيث جلب الغرب هذا التحالف إلى المنطقة، ويُعتبر تهديدًا لجميع الدول.
واليمن يتمسك بموقفه الداعم لأمن واستقرار المنطقة، وأنصار الله يؤكدون على دعمهم لأمن واستقرار المنطقة، ويعتبرون أن ردودهم ستكون فقط ضد اعتداءات الولايات المتحدة وبريطانيا، بالنسبة لمشاركة البحرين في التحالف الأمريكي، يُعتبر ذلك دورًا غير مهم، وإذا تم الرد عليه، سيكون استهداف القواعد الأمريكية في البحرين فقط، وأخيرًا، أكد المتحدث باسم أنصار الله على استمرار وقف إطلاق النار بين اليمن والسعودية، وأن هناك علاقات إيجابية مع السلطات السعودية، يتعهدون بالاستمرار في جهود تعزيز هذا الاتفاق والحفاظ على استقرار المنطقة.
والولايات المتحدة شنت هجمات عدة على اليمن، مؤكدة في الوقت نفسه دعمها المستمر لجرائم النظام الصهيوني، وزعم البيت الأبيض أن الصواريخ اليمنية المضادة للسفن تم تدميرها في هذه الهجمات، وأن الهجمات الأمريكية قللت من قدرة الجيش اليمني على مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وشدد البيت الأبيض على استمرار دعمه لعدوان وجرائم النظام الصهيوني في قطاع غزة تحت مسمى زائف “الدفاع عن النفس”، وفي الوقت نفسه، اعترفت حكومة بايدن بأن أنصار الله لا يزالون يحتفظون بقدرات هجومية، وادعى البيت الأبيض أنه يدعم وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ولكنه يعتقد أن ذلك سيفيد حماس.
ويُظهر الضغط اليمني أهمية كبيرة، حيث يؤثر على اقتصاد “إسرائيل” ويؤثر على صناعة القرار في مجلس حرب العدو، كما يظهر الوضع الحالي أن الاعتبارات الأمريكية تعجز عن إيجاد حل “رادع”، وتقتصر صنعاء حاليًا على إطلاق رسائل تحذير نارية دون التصعيد، كما تعتبر تصوير ما يحدث في البحر الأحمر كتهديد للملاحة الدولية غير مقبول، وذلك بفضل إدارتها المدروسة للمعركة، وفي هذا السياق، نجحت صنعاء في ربط الأيدي الأمريكية ودفعها إلى زاوية واحدة، وهي زاوية الضغط على “تل أبيب” لوقف العدوان على غزة، ما يظهر نجاح أنصار الله في تحديد تأثيرها وتحقيق أهدافها.
وفي سياق آخر، يتبين أن واشنطن تدرك خطرًا محتملًا في المستقبل ينبع من البحر الأحمر، حيث يظهر أن المسؤولين الأمريكيين غير مستعدين للاستسلام أمام التهديد ولديهم الجرأة لاتخاذ خطوات جريئة، ويركز اليمن على كسر الحصار عن غزة، ويتزايد الدعم اليمني للقطاع.
حيث تتجه الصواريخ والمسيرات نحو مواقع جنوب “إسرائيل”، وصنعاء حددت هدفا واضحًا بتوجيه اهتمامها إلى السفن الإسرائيلية فقط، وأكدت بوضوح أمان الممر البحري الاستراتيجي في باب المندب للملاحة الدولية، فيما تظهر واشنطن أمام تحدٍ بحري صعب، حيث تدير الحرب على غزة من خلال دعمها للكيان الإسرائيلي، وتواجه صعوبات في مواجهة التحديات اليمنية.
ولا يمكن فهم ما قوم به اليمنيون سوى أنه تصعيد للإجراءات ضد الكيان الصهيوني تضامنًا مع غزة، حيث أعلنوا عن منع مرور السفن إلى الكيان الصهيوني مهما كانت جنسياتها، باستثناء دخولها لقطاع غزة لتلبية احتياجاته، هذا يأتي بعد نجاحهم في منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي.
ويُظهر القرار اليمني الذي يمنع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني عبر مياهه دعمًا قويًا للشعب الفلسطيني وتضامنًا مع قضيتهم، ويحمل هذا القرار دلالات كبيرة فيما يتعلق بتوقيته، ويؤكد على جاهزية اليمن لاتخاذ الخيارات المناسبة تجاه أي تصعيد من قبل أعداء الأمة، و يأتي هذا القرار بعد فشل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي في تحقيق وقف للعدوان الصهيوني على غزة.
الخلاصة، تُعتبر مواقف القوات المسلحة اليمنية، حول منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، تحديًا صريحًا للغطرسة والاستكبار والإرهاب الصهيوني، ويشيد الجميع بالموقف اليمني وخاصة من قبل الفصائل الفلسطينية، وتُعتبر هذه الخطوة دعمًا لحق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات والاحتلال، ويظهر أن هذا القرار يأتي كرد فعل على فشل مجلس الأمن في تحقيق وقف الحرب، ويعبر عن رفض اليمن لتصعيد العدوان الصهيوني.
ويشير إلى تصاعد التوتر في المنطقة ويسلط الضوء على تأثير الأوضاع في باب المندب على الأمان البحري ومسارات التجارة الدولية، كما يُؤكد القرار اليمني على أهمية وجود ترسانة سلاح قوية لدى أنصار الله، ويُظهر تأثيرهم على الأحداث في المنطقة، ويثير القلق حول إمكانية تصاعد التوتر وتعقيد الأوضاع من قبل واشنطن في حالة حدوث حرب في باب المندب، ويُعتبر القرار دعمًا قويًا للشعب الفلسطيني ورفضًا للسياسات الصهيو-أمريكية.