وأكد قائد الثورة أن العدوان الإسرائيلي في غزة لم يسبق له أن استمر لمدة طويلة مثل هذه المرة، وأنه يتسم بمستوى إجرامي لا مثيل له وعلى نطاق محدود. وأشاد بصمود المجاهدين والأهالي في غزة واصفًا إياه بأنه منقطع النظير.
وأوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة اليوم، عن اخر مستجدات العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة. ان العدوان الإسرائيلي قد استمر لمدة زمنية طويلة وبمستوى إجرام لم يشهده التاريخ العربي الإسرائيلي من قبل.
وأضاف ان أعداد الجرحى في غزة تشكل نسبة مئوية من سكانها، وهو ما لا يوجد له مثيل في الأحداث العالمية.
مؤكداً مواجهة المجاهدين في غزة والأهالي العدوان الهمجي بصمود ومقاومة غير مسبوقة.
ولفت السيد الحوثي الى عدم وجود جيوش عربية تعاونت بنفس صمود المجاهدين في غزة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. مؤكداً ان صمود المجاهدين والأهالي في غزة أجبر العدو على إعادة النظر في أهدافه وفشل في كسر إرادتهم وتحطيم روحهم المعنوية.
وأشار قائد الثورة الى تكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة بلغت آلاف القتلى والجرحى، وواجه بفشل تام في تحقيق أهدافه. وأن العدوان الإسرائيلي أثر بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي رغم الدعم المالي والعسكري الأمريكي والغربي.
وأكد ان المسلمون مطالبون بدعم الشعب الفلسطيني في ظل معاناتهم ومظلوميتهم، وأن الدعم المناسب من المسلمين يمكن أن يغير المعادلة بشكل كامل.
وأشار السيد القائد الى ان العدوان الإسرائيلي يستمر بشكل يومي ويعكس نزعة عدوانية وحقد وتوحش وإفلاس أخلاقي. وان المؤسسات الدولية تشاهد ما يجري في فلسطين ولكنها لم تتخذ موقفًا عمليًا تجاه ذلك.
وأوضح ان القرارات الأمريكية والغربية لم تتخذ إجراءات تجاه العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد قائد الثورة أن العبارات التي تصدر في تصريحات المؤسسات الدولية لا ترقى إلى التوصيف الحقيقي لما يحدث في غزة. وأشار إلى أن السبب الأساسي والرئيس في استمرار الإجرام الصهيوني هو الموقف الأمريكي، حيث يصر الأمريكي على أن تبقى غزة في حالة حصار تام وأن يظل معبر رفح مغلقًا معظم الوقت.
اصرار أمريكي على استمرار المجازر
وأوضح السيد القائد أن الأمريكي يصر على منع تدفق المساعدات والاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني في غزة، وفي الوقت نفسه يسعى لضمان وصول الإمدادات إلى الإسرائيليين. وأشار إلى أن الأمريكي يرسل ضباطه للمشاركة في إدارة الإجرام الصهيوني ضد أهل غزة.
وأكد أن الأمريكي يساهم بشكل مباشر في تجويع الشعب الفلسطيني، لاسيما من خلال منع وصول الدواء والغذاء لأهالي غزة. وأضاف أن التصعيد الأمريكي ضد بلده يكلفه الكثير اقتصاديًا وله نتائج سلبية في توسيع الصراع وزيادة التوتر في المنطقة.
وأشار السيد عبد الملك الحوثي إلى أن الأمريكي يتجاهل تهديد الملاحة الدولية وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة معركة، ولا يهتم بوصول الغذاء والدواء إلى أهالي غزة. وأكد أنه منذ بداية أحداث البحر، رفض الأمريكي معادلة منصفة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وأعرب القائد الحوثي عن المسؤولية الكبيرة الملقاة على أمتنا الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وأشار إلى أن موقف الشعب اليمني نابع من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية، ومن هويته الإيمانية.
وأكد السيد عبد الملك الحوثي أن معركة الشعب اليمني لدعم الشعب الفلسطيني ليست معركة منفصلة أو جانبية كما يحاول الأمريكي أن يصورها.
استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل
وأشار قائد الثورة إلى أنه ليست هناك معركة في البحر الأحمر من أجل الملاحة الدولية، ولكن هناك معركة لدعم الشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان الأمريكي والإجرام الصهيوني.
وأعلن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل بوضوح، بهدف توصيل المواد الغذائية للشعب الفلسطيني. وشدد على أن هدفهم هو الضغط لإيصال الدواء والغذاء للشعب الفلسطيني ومنع الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد أن مهما كانت التصعيدات الأمريكية والبريطانية، فإن نتائجها ستكون عكسية ولن تؤثر على قرارهم وموقفهم. وأضاف أنهم يتصدون للتحديات الحربية والقتالية بمهارة وخبرة، وأنهم يطورون قدراتهم العسكرية باستمرار.
200 طائرة مسيرة وأكثر من 50 صاروخ
وعن العمليات العسكرية التضامنية مع غزة، أكد السيد الحوثي أن المعركته مستمرة ومرتبطة بما يحدث في غزة. وكشف أن نتائج العمليات التضامنية أكثر من 200 طائرة مسيرة وأكثر من 50 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا.
وأكد أيضًا أن اليمن سيواصل عملياته حتى يتم تأمين وصول الغذاء والدواء لسكان غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية. وأشار إلى أنه ليس لديهم خيار سوى أن يتحدثوا ويتحركوا ضد الظلم والاعتداءات بناءً على ضميرهم الإنساني وانتماءهم الديني وروابط الأخوة مع الشعب الفلسطيني.
وأعرب السيد الحوثي عن رفضه لمواصلة الولايات المتحدة حماية الإجرام الإسرائيلي وعدم قبولها المعادلة الإنسانية العادلة. وأكد أن معركتهم مستمرة ومرتبطة تمامًا بمعركة غزة، مشيرًا إلى أن الأمريكي يسعى لخداع الجميع.
وقال كلما استمر العدوان على غزة، زادت المسؤولية على الأمة الإسلامية في التحرك بشكل أكبر وأقوى، وأنهم سيظلون مصممين على منع استمرار الظلم والاعتداءات.
الحذر من خطورة التخاذل والتفريط
وأكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أهمية الحركة الجماهيرية وتفادي التخاذل في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة. ووصف الحوثي التخاذل بأنه “زر كبير وأمر خطير جدًا”، داعيًا إلى امتلاك خلفية ثقافية وتاريخية تفهم الصراع مع العدو الصهيوني ودور اللوبي اليهودي الصهيوني.
وأكد الحوثي أهمية التوعية بخطورة التخاذل والتفريط وتبعاتها المترتبة على صمت الشعوب وتقاعسها أمام ما يحدث في غزة. وشدد على أن الشعوب التي تعاني من الكبت الشديد بإمكانها المشاركة في المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية كوسيلة للمقاومة.
دعوات لاستمرار الخروج
ودعى قائد الثورة الشعب اليمني إلى مواصلة الخروج الأسبوعي الحاشد الجماهيري الواسع جداً. داعياً إلى الاحتشاد الكبير والخروج يوم غد الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات. وموضحاً أن الشعب اليمني سيؤكد يوم الغد إن شاء الله للشعب الفلسطيني في غزة أنه ليس لوحده وأنه معهم حتى النصر.
وأشاد الحوثي بالشعب اليمني المسلم، ووصفه بأنه قدم نموذجاً في تحركه الشامل على كافة المستويات. وأشار إلى أن الخروج الجماهيري الأسبوعي للشعب اليمني، بما في ذلك خروجهم في ظروف المطر الغزير في ميدان السبعين، يعكس التزامهم بقضية فلسطين ودعمهم لها.
وأكد الحوثي أن هتافات الشعب اليمني لفلسطين مثل “لستم وحدكم” و”معكم حتى النصر” تعبر عن التزام وولاء الشعب اليمني للقضية الفلسطينية. وأكد أن الشعب اليمني لن يترك غزة وحدها، ولن يظل الناس في منازلهم يتجاهلون ما يجري، بل سيواصل الخروج الجماهيري والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتأتي كلمة قائد الثورة السيد الحوثي كتعبير عن التضامن والدعم للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي استمر لفترة طويلة في قطاع غزة. ويشدد السيد الحوثي على أهمية دعم المسلمين للشعب الفلسطيني ومجاهديه، وأن هذا الدعم الكافي قادر على تغيير المعادلة ومواجهة العدوان الإسرائيلي بكل قوة.