كانت قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء أحد أهداف الأمريكيين، لكن حسب مصادر ميدانية فإن هذه الهجمات لم تحقق شيئاً للمعتدين لأنه لا يتم الاحتفاظ بالأسلحة الاستراتيجية في هذه النقطة العسكرية أبداً، إن الأمريكيين مهتمون جداً بإظهار قدرتهم على تغيير ميزان القوى في البحر الأحمر، لكن القوات المسلحة اليمنية لم تكشف بعد عن خياراتها الاستراتيجية وتريد مفاجأة واشنطن وحلفائها.
لقد استهدفت القوات البحرية التابعة للنظام الأمريكي الإرهابي، صباح يوم السبت 23 يناير/كانون الثاني، قاعدة “الديلمي” شمال مدينة صنعاء، استمراراً لهجماتها غير الشرعية على اليمن، وفي وقت سابق، في الساعات الأولى من يوم الجمعة (22 يناير/كانون الثاني)، استهدف الأمريكيون والبريطانيون بعض الأماكن في محافظات صعدة وتعز والحديدة وصنعاء (عاصمة اليمن)، وكانت قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء أحد أهداف الأمريكيين، لكن حسب مصادر ميدانية فإن هذه الهجمات لم تحقق شيئاً للمعتدين لأنه لا يتم الاحتفاظ بالأسلحة الاستراتيجية في هذه النقطة العسكرية أبداً.
واستهدف الأمريكيون مطار وضواحي منطقة “زبيد” بمحافظة الحديدة، تقع هذه المحافظة في غرب اليمن وتتصل بالبحر الأحمر من المحور الغربي، وقد ضاعفت هذه المشكلة من أهمية هذه المحافظة الساحلية، ويخضع نحو 97 بالمئة من محافظة الحديدة لسيطرة قوات الجيش ومقاتلي مقاومة أنصار الله، والمناطق الجنوبية الغربية (الخوخة) فقط هي التي تحتلها قوات المتمردين التابعة للسعودية.
وكان المطار وقاعدة اللواء 22 في تعز من بين أهداف الأمريكيين؛ تقع هذه المحافظة في الجنوب الغربي من اليمن، (ويقع مضيق باب المندب أيضًا ضمن حدود هذه المحافظة)، ويضم نحو 35% من أراضي محافظة تعز المناطق الشمالية والشرقية الخاضعة لسيطرة الجيش وقوات أنصار الله، والمناطق الغربية والجنوبية والساحلية تحتلها قوات تابعة للرياض، ومن المناطق التي سعى الأمريكيون إلى إلحاق الضرر بها هي محافظة صعدة، أهم قاعدة لمقاومة أنصار الله، والتي تقع شمال غرب اليمن وتحدها محافظات نجران وعسير وجيزان السعودية.
وحاول الأمريكيون تعويض هزائمهم في البحر الأحمر من خلال مهاجمة قاعدة كوهلان وكوه السماء ومنطقة تخييع بمحافظة صعدة، إلا أنهم، حسب المعلومات التي حصلوا عليها، فشلوا في هذا المحور أيضاً، ويخضع نحو 95 بالمئة من مساحة محافظة صعدة لسيطرة الحكومة اليمنية، ولا تحتل قوات تابعة للتحالف السعودي سوى أجزاء من المناطق الحدودية مع محافظتي عسير ونجران، كما تعرض مطار عبس في محافظة حجة لهجمات في الصباح الباكر يوم الجمعة الماضي، وتقع هذه المحافظة شمال غرب اليمن وتتصل بالبحر الأحمر من الغرب ومحافظة جيزان السعودية من الشمال.
ويخضع نحو 95 بالمئة من أراضي هذه المحافظة لسيطرة الجيش اليمني ومقاتلي أنصار الله، ولا تخضع لسيطرة قوات المتمردين سوى المناطق الحدودية مع جيزان، بما فيها ميدي، وقال مصدر ميداني، إن الأمريكيين يحاولون من خلال مواصلة هجماتهم على اليمن أن يغرسوا في الرأي العام أنهم قادرون على خلق ردع ضد حركة المقاومة “أنصار الله” ووقف عمليات المقاتلين في “باب المندب” والبحر الأحمر، إلا أن ضعفهم وعجزهم ظهر جلياً قبل بدء الهجمات.
وأضاف هذا المصدر الميداني في توضيح ذلك: نشرت واشنطن وحلفاؤها عمليتهم علناً قبل أن تبدأ في إظهار أنهم لا يبحثون عن زيادة التوتر ويحاولون فقط تعويض السمعة المفقودة في ساحة المعركة، وأضاف هذا المصدر الميداني: إن المحور الغربي الصهيوني العربي حاول تحقيق مكاسب بعد هذه الهجمات وأعلن تدمير جزء من العتاد والأسلحة الاستراتيجية للجيش وقوات أنصار الله، لكن لمن هم أقل دراية بالقضايا العسكرية، فهو من الواضح ان القوات المسلحة لا تعرض قوتها العسكرية للخطر بشكل علني.
وقال هذا المصدر الميداني: “سأكتفي بالقول إن قوات الجيش وأنصار الله اكتسبت خبرة كبيرة في الحرب والرد المناسب سيظهر للأمريكيين أنه لن يكون من الممكن تغيير ميزان القوى في البحر الأحمر كما أنهم لا يمكنهم توفير الأمن، وإمداد السفن التي تتجه نحو سواحل الأراضي المحتلة”، وحسب بعض المصادر الاخبارية، فإن الأمريكيين يعلمون جيداً أن القوات المسلحة اليمنية مكتفية ذاتياً في قطاع الصواريخ والطائرات المسيرة، ومن ناحية أخرى، يدركون أنهم لا يواجهون جيشاً كلاسيكياً، وهذا الموضوع سيقودهم إلى هذا الاستنتاج في المستقبل غير البعيد، وسوف ينقل أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو وقف هجمات النظام الصهيوني على غزة، وإلا فإن السفن التي تتجه إلى سواحل الأراضي المحتلة لن تكون مستعدة للمرور عبر هذا الطريق (البحر الأحمر) رغم الدعم الأمريكي.
أمريكا والغرب مسؤولون عن المجازر في اليمن
كما أن هناك تقارير مؤكدة تؤكد دور أمريكا في حرب اليمن، على سبيل المثال، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد أقل من عام من بدء الحرب في اليمن، حذرت هيومن رايتس ووتش من أن الولايات المتحدة قد تكون مسؤولة عن انتهاك قوانين الحرب في اليمن، وتضيف هيومن رايتس ووتش في هذا التقرير أنه رغم نفي الولايات المتحدة، فإننا نعتبر الولايات المتحدة أحد أطراف النزاع بسبب الدور المباشر للقوات الأمريكية في العمليات العسكرية في اليمن.
هيومن رايتس ووتش ليست المنظمة الوحيدة التي أثارت مخاوف بشأن مسؤولية الولايات المتحدة المحتملة عن جرائم الحرب في اليمن، ففي سبتمبر/أيلول 2016، جادل رايان جودمان، المحامي السابق بوزارة الدفاع والأستاذ بجامعة نيويورك، في منشور على مدونة حول المسؤولية القانونية للموظفين الأمريكيين في حرب اليمن، وعلى الرغم من أنه لم يتخذ أي موقف، فقد خلص إلى أن الدولة التي تساعد دولة أخرى في الحرب تتعرض لخطر التواطؤ في جرائم الحرب بموجب القانون الدولي.
كما أنه في العام الماضي عند انتهاء الحرب في اليمن وقبل أشهر قليلة من وقف إطلاق النار، وحسب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، وافقت وزارة خارجية هذا البلد على عقد محتمل لتقديم برامج تدريب عسكري للسعودية بسعر يقدر بمليار دولار، كما دعمت الحكومة البريطانية هذا التحالف المعتدي من خلال بيع أسلحة بمليارات الجنيهات الاسترلينية، كما أكدت المجموعات المناهضة لتجارة الأسلحة في جميع أنحاء أوروبا على دور عدد من الدول الأوروبية الأخرى في استمرار الحرب في اليمن، لكن أكثر من نصف الطائرات الحربية التي يستخدمها التحالف السعودي في قصف اليمن تأتي من بريطانيا.