في ظل الصمت العربي والإسلامي المخزي الذي يتبناه قادة الدول العربية والأسلامية حيال مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي هي قضية الأمة العربية والإسلامية.. حيال ذلك تبرز الجمهورية اليمنية وبجانبها دول محور المقاومة للدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة الأساسية ومنطلق التحرر نحو بقية قضايا التحرير في العالم العربي والإسلامي.
وتؤكد التقارير المحلية والدولية بأن اليمن – البلد المصنف ضمن البلدان الفقيرة – بات محل إهتمام العالم بدفاعه عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي طليعة ذلك القضية الفلسطينية، كما تؤكد التقارير أن اليمن الذي يفرض عليه عدوان كوني منذ عشرة أعوام وحصار بري وبحري.. استطاع عبر سلطته الدستورية في العاصمة صنعاء من فرض معادلة، بل معادلات غيرت مجرى الواقع وخاصة في الممر البحري الدولي الواقع في إطار المياه الإقليمية اليمنية في مضيق باب المندب.
وبحسب تقارير نشرتها صحف عبرية وخارجية مناصرة لكيان الاحتلال الإسرائيلي فقد نجحت اليمن في تغيير مسار سفن كيان الاحتلال من العبور عبر طريق الرجاء الصالح في مضيق جبل طارق بدلا من العبور في الممر الدولي في باب المندب، وهو الأمر الذي – بحسب التقارير ذاتها – تسببت بخسائر كبيرة جراء تحويل مسار السفن من وإلى كيان الاحتلال وزيادة كلفة المبيعات للبضائع والمواد لدى كيان الاحتلال والتي وصلت لأضعاف الأسعار التي كانت عليها قبيل بدء العمليات العسكرية اليمنية.
وهو ما ألحق خسائر اقتصادية يصفها اقتصاديون بالمهولة، في حين أن ضربات الصواريخ البالستية والمسيرات اليمنية أصابت ميناء “إيلات” وبعض المناطق لدى الاحتلال الإسرائيلي بالشلل التام الذي طال حتى السفن التي تحمل سلع أو بضائع أو مواد مختلفة والتي لم تستجب لنداءات صنعاء بعدم المرور من البحر الأحمر صوب الصهاينة.
وهو الأمر الذي يراه عسكريون بأنه أيضا ألحق ضررا كبيرا على المسار العسكري وأفقد كسر شوكة الصهاينة وشركائهم من الأمريكان والبريطانيين ودول الغرب والذين لم يستطيعوا أن يحركوا ساكنا ولا أن يوقفوا العمليات اليمنية، فلجأوا الى ضربات جوية أصابت أهدافا مدنية ولم تصب هدفهم بالحفاظ على ماء وجههم ودمهم المهدر على المياه اليمنية والدولية من قبل القوات المسلحة اليمنية التي استطاعت – وباعتراف صهيوني ودولي – من كبح جماح حركة السفن المتجهة من وإلى العدو الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن اليمن استطاع بعملياته العسكرية النوعية ضد العدو الإسرائيلي وحلفائه من فرض معادلات جديدة غيرت خارطة العالم البحرية والاقتصادية ورسمت ملامح لظهور دولة يمنية قادرة للدفاع عن نفسها مثلما هي تدافع اليوم عن غيرها وعن مظلومية الشعب الفلسطيني.
وتأتي العمليات العسكرية النوعية كما تؤكد اليمن للدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن مقدسات المسلمين التي هي شرف وكرامة كل مسلم، كما تأتي هذه العمليات لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي يتم قصفه ليل نهار من قبل العدو الإسرائيلي وبأبشع الطرق.
ومثلما غير اليمن خارطة العالم البحرية وتغيير مسار السفن أيضا غير خارطة العالم الاقتصادية حيث تسببت تلك العمليات العسكرية اليمنية النوعية بتحويل مسار التجارة العالمية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب إلى مضيق جبل طارق وهو الأمر الذي انعكس سلبا وتسبب بخسائر فادحة على العدو الإسرائيلي وحلفائه الأمريكان والبريطانيين، وتسبب كذلك – وفق خبراء اقتصاد – بتغييرات في حركة التجارة العالمية وارتفاع كلفة البضائع المتجهة إلى العدو الإسرائيلي.