بعث وزير الخارجية بحكومة تصريف المهندس هشام شرف عبدالله الأعمال، رسالة خطية إلى وزيرة خارجية جمهورية جنوب أفريقيا السيدة ناليدي باندور، أعرب فيها عن تقدير واعتزاز الجمهورية اليمنية قيادةً وحكومة ً وشعباً لموقف جمهورية جنوب أفريقيا الرافض لما يقوم به العدو الإسرائيلي من جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع عزة.
وأعرب وزير الخارجية عن دعم حكومة صنعاء للقرار الإنساني والأخلاقي الذي اتخذته حكومة جنوب أفريقيا لرفع دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية ضد العدو الإسرائيلي للنظر في انتهاكاته لالتزاماته بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والذي جاء في توقيت هام بعد فشل مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والحفاظ على حياة المدنيين الفلسطينيين، بسبب الدعم اللامحدود سياسيا وعسكريا وماليا ولوجستيا الذي تقدمه دول دائمة العضوية في مجلس الأمن للعدو الإسرائيلي.
وأكد الوزير شرف في رسالته بأن حكومة صنعاء ملتزمة بمسؤولياتها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك، حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب، وأنها في نفس الوقت مستمرة في استهداف السفن المملوكة للعدو الإسرائيلي أو متجهة إليها حتة يتم انهاء العدوان ودخول المساعدات الإنسانية والغذائية والوقود إلى قطاع غزة.
الأمريكي والبريطاني يتحملان مسؤولية ما يحدث
بدوره، علق العميد عبد الله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، ان للتواجد العسكري الأمريكي والبريطاني تأثير على حركة الملاحة في البحر الأحمر ما زاد من التوتر في هذه المنطقة الحساسة والممر الدولي المهم.
وقال بن عامر: “الامريكي والبريطاني يتحملان المسؤولية الكاملة فتواجدهما العسكري لحماية الملاحة الاسرائيلية والترتيب للعدوان على اليمن يتسبب في المزيد من التوتر مع احتمالات التصعيد في منطقة لا مجال فيها للمناورة العسكرية فأي اشتباك سوف يؤدي وعلى الفور الى تداعيات خطيرة على التجارة العالمية”.
وعلى صعيد متصل قال بن عامر: قدم وزير الدفاع البريطاني في كلمته امام مجلس العموم البريطاني الكثير من المغالطات بشأن ما يجري في البحر الاحمر ويبدو أن هذا التوجه لدى الحكومة البريطانية الهدف منه خداع الرأي العام البريطاني والعالمي ضمن محاولات تبرير ما تخفيه من نوايا عدوانية ضد اليمن
يقول الوزير: الحوثيون تسببوا في الكثير من الخراب في ذلك الجزء من البحر الاحمر خاصة مهاجمة السفن من نوفمبر الى ديسمبر الماضي هناك زيادة بنسبة 500% في الهجمات على الملاحة البحرية ما يظهر انه ليس هناك صلة مباشرة في الصراع الاوسع في المنطقة.
نلاحظ هنا ما يلي:
1- ان الوزير قال ان ما يجري في البحر الاحمر ليس له صلة مباشرة في الصراع في المنطقة ويبدو ان لجوئه الى هذا جاء بعد النصائح للامريكي والبريطاني بعدم فتح جبهة جديدة في البحر الاحمر وان الافضل ايقاف الحرب على غزة
2- نجد الوزير يحاول الفصل بين ما يجري في البحر الاحمر والحرب على غزة لكنه يستخدم حجج واهية ومبررات ساذجة كاستدلاله بزيادة نسبة الهجمات على السفن.
عموماً حديث الوزير يكشف مستوى الارتباك في الخطاب وهو الخطاب الذي ستعتمد عليه الحكومة البريطانية لتبرير ما قد تقدم عليه من تحرك عسكري وبالتأكيد ان مثل هذا الخطاب لن يجد طريقه الى أسماع البريطانيين العاديين ولا الى معظم الشعوب التي تدرك تماماً حقائق ما يجري في المنطقة بدليل التظاهرات الكبيرة التي تخرج حتى في لندن نفسها.