استشهد الصحفي حمزة نجل الزميل وائل الدحدوح في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما استشهد إلى جانبه الصحفي مصطفى ثريا جراء صاروخ من طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدف السيارة التي كانا يستقلانها قرب منطقة المواصي جنوبي غربي قطاع غزة، وفق مراسل الجزيرة.
وأوضحت مصادر أن القصف الإسرائيلي استهدف حمزة مع مجموعة من الصحفيين خلال عمله ضمن طاقم الجزيرة في تلك المنطقة، التي نزح إليها مدنيون جراء القصف الإسرائيلي على مناطق عدة بالقطاع.
وسبق أن استشهد عدد من أفراد عائلة الزميل وائل الدحدوح -بمن فيهم زوجته وابنه وابنته وحفيده- في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي استشهد الصحفي المصور في قناة الجزيرة بغزة الزميل سامر أبو دقة بعد أن ظل ملقى على الأرض ينزف ومحاصرا في محيط مدرسة فرحانة لمدة 6 ساعات، حيث لم تتمكن سيارة الإسعاف من الوصول إليه إثر إصابته إلى جانب الزميل وائل الدحدوح خلال تغطيتهما قصفا إسرائيليا على المدرسة.
كما استشهد والدا الزميل بقناة الجزيرة مؤمن الشرافي مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعدد من أفراد العائلة، بقصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف في مخيم جباليا شمالي القطاع، مما أدى لاستشهاد والده عقب تهديدات تلقاها الزميل الشريف من جيش الاحتلال.
الوصية الأخيرة من حمزة لوالده
“إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت”.
بهذه الكلمات المؤثرة التي وجهها -أمس السبت- الصحفي حمزة لوالده صحفي الجزيرة وائل الدحدوح، عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن يعلم أن المنشور الأخير له في هذه الدنيا سيكون لوالده.
في جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجلّها الإجرامي، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة كانت تقل مجموعة من الصحفيين، من بينهم حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا في خان يونس، خلال عملهم ضمن طاقم الجزيرة في تلك المنطقة التي نزح إليها مدنيون جراء القصف الإسرائيلي على مناطق عدة في القطاع، فاستشهد حمزة وزميله مصطفى بالقصف الإسرائيلي.
وبدأت تنتشر مقاطع الفيديو على منصات التواصل لموقع استهداف سيارتهم وإخراج الجثامين منها، وفي مقاطع أخرى بثتها الجزيرة تظهر وداع مدير مكتبها في غزة وائل الدحدوح لابنه حمزة، خاصة أن الدحدوح فقد منذ أسابيع أفرادا من عائلته بقصف إسرائيلي على منزل نزحوا إليه وسط قطاع غزة في مخيم النصيرات.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والغضب بعد انتشار خبر استشهاد نجل وائل الدحدوح. ونشرت صفحات محلية صورا لوداع وائل الدحدوح وابنته لحمزة، وهناك من غرد بجملة وائل الشهيرة التي قالها بعد استشهاد أفراد من عائلته يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: “بينتقموا منا بالولاد، معليش”.
وأعاد مغردون نشر رسالة كتبها حمزة مطلع العام الجديد على وسائل التواصل لوالدته، التي استشهدت أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ قال فيها: “عام جديد سيقرع أبوابه، لكن حربنا يا أمي ما زالت طبولها أقوى، عام جفت به كل أيامه، وتوقفت ساعاته عند تلك اللحظة وعند تلك النظرة، باتت أيامنا واحدة؛ لا لون لها لا طعم لها دونكم، فأنتم أيامنا وأنتم سعادتنا وثنايا الخير فيها، هنيئا لكم ما تبوأتم، وصبرا لنا على فراقكم، أعوامنا توقفت بتوقف نبضكم، إلى لقاء قريب يوم يوعدون”.
ولكن الاحتلال الإسرائيلي لم يمهل حمزة لإكمال عامه الجديد وتغطيته للعدوان الإسرائيلي على القطاع، المستمر منذ 93 يوما، فلحق حمزة بوالدته وإخوته وابنه الذي دفنه قبل أسابيع.
مع استشهاد كل صحفي في غزة تسقط الدعاية الغربية
هذا وأكد الناطق الرسمي لأنصا رالله محمد عبد السلام، أنه مع استشهاد كل صحفي في غزة وآخرهم مصطفى ثريا وحمزة الدحدوح تسقط الدعاية الغربية وينكشف زيفها وكذبها.
وتوجه عبد السلام في منشور على منصة (X) مخاطبا صحفيي فسلطين بقوله: “أنتم أحياء أهل رسالة وأنتم شهداء أهل قضية ستبقى ولن تموت”. وأضاف: “نقول لصحفيي فلسطين، أنتم تؤدون رسالة إنسانية بنقل مظلوميتكم للعالم، وبشهادة رفاقكم فإنهم إدانة دامغة لزيف الدعاية الغربية.
ولفت ناطق أنصارالله إلى أن أكثر من 100 صحفي قضى بغارات العدو الصهيوني في غزة أمام مرأى ومسمع الدول الغربية التي صدعت رأس العالم بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.
“جرائم متواصلة”
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا “جريمة حرب متعمدة تستهدف إرهاب وثني الصحفيين عن نقل الحقيقة”، وطالبت الحركة -في بيان- المؤسسات الحقوقية الدولية بتوثيق هذه الجرائم لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم أن استشهاد الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا يرفع عدد الشهداء الصحفيين بغزة إلى 109 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، داعيا كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة، والتنديد بتكرارها.
بدوره، قال تيم داوسن نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين إن ما يجري للصحفيين في غزة استهداف متعمد، لافتا إلى أن كل سكان القطاع يعيشون مأساة، لا سيما الصحفيين الذي يجابهون المخاطر بسبب الحرب في ظل عملهم لتغطية ما يجري هناك.
وأضاف داوسن – أن ما سماها “الدول المارقة دائما ما تستهدف الصحفيين للإفلات من المساءلة”، وأن منع الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة يهدف لصرف العالم عما يحدث، مؤكدا أن “الناس الآن أصبحوا أكثر وعيا بما يرتكب من جرائم في غزة”.
يذكر أن حمزة وائل حمدان الدحدوح من مواليد السابع من يوليو/تموز 1996 في غزة، وهو صحفي ومصور، يعمل منذ بداية الحرب على غزة كأحد أفراد طاقم الجزيرة في قطاع غزة، وهو أكبر أبناء الزميل وائل الدحدوح.
وباستشهاد حمزة ومصطفى ثريا يرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 109 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.