أهداف أمريكا الشريرة المتمثلة في تشكيل “تحالف بحري” في البحر الأحمر

123

أمريكا التي شاركت في جرائم الصهاينة منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة بإرسال السفن والقوات العسكرية واستخدام الفيتو على القرارات في مجلس الأمن، تحاول هذه المرة مساعدة تل أبيب على جبهة أخرى من خلال تولي أمن السفن الإسرائيلية. ومن المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى الدول العربية في الخليج الفارسي في رحلة إقليمية بعد اجتماعه مع مسؤولين في تل أبيب لمناقشة خطط واشنطن الجديدة للأمن الإقليمي.

وحسب موقع “سعدي البلد”، فإن أوستن سيتوجه بعد سفره إلى تل أبيب إلى البحرين، مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، لبحث حرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة مع سلطات البلاد. ومن ثم سيزور أوستن قطر، حيث يحتفظ البنتاغون بمركز قيادة رئيسي في قاعدة العديد الجوية، وذكرت صحيفة وور زون، الأحد، نقلاً عن مسؤولين في البنتاغون، أن لويد أوستن، خلال رحلته إلى الشرق الأوسط، سيعلن الاستعداد لعمليات عسكرية ضد أنصار الله في اليمن لحماية المصالح الأمريكية في البحر الأحمر.

وحسب صحيفة الغارديان، فمن المتوقع أن يعلن أوستن عن القوة، التي تسمى مؤقتًا “عملية حارس الازدهار”، خلال زيارة للشرق الأوسط، وتشبه هذه القوة إلى حد كبير فرقة العمل 153 وهي قوة حماية أكبر لطمأنة شركات الشحن التجارية ضد هجمات أنصار الله ولجعل البحر الأحمر آمنًا للسفن التجارية.

إن فرقة العمل الحالية للبحر الأحمر وخليج عدن، والمعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153، هي تحالف مكون من 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الأمريكي الخامس ومقره البحرين والذي شارك سابقًا في البحر الأحمر ضد القراصنة الصوماليين.

ولم يتضح بعد ما هي الدول التي ستكون حاضرة في الخطة الأمريكية الجديدة في البحر الأحمر، لكن المؤكد أن عددا من الدول العربية عقدت اجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة لإنشاء ممر آمن في هذه المنطقة.

وذكرت صحيفة بوليتيكو يوم الأحد نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم أن البنتاغون أرسل مؤخرًا فرقة عمل إلى خليج عدن مع حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور التي تعمل بالطاقة النووية.

وقال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم لاندركينج لرويترز أيضا إن الولايات المتحدة تريد تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال إشارة مهمة إلى أنصار الله بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.

ويأتي تجوال أوستن في الخليج الفارسي بينما نفذ أنصار الله عدة هجمات على سفن إسرائيلية وسفن أمريكية في الأسبوع الماضي، وقد أثارت هذه القضية قلقًا بالغًا لدى مسؤولي البيت الأبيض، وأعلن البنتاغون، السبت، أن مدمرة أمريكية أسقطت 14 طائرة مسيرة انطلقت من اليمن في البحر الأحمر.

ومع تصاعد هجمات أنصار الله على السفن الصهيونية، أعلن موقع “سيمافور”، الأحد الماضي، نقلا عن مسؤولين في البنتاغون، أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية مهاجمة أهداف عسكرية تابعة لأنصار الله ردا على تزايد الهجمات على السفن في البحر الأحمر. وفي الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام أنهم يتفاوضون مع أطراف دولية بوساطة عمانية بشأن العمليات في البحر الأحمر وبحر العرب.

الأهداف الأمريكية من إنشاء ممر آمن في البحر الأحمر

ومن خلال إنشاء ممر آمن في البحر الأحمر، تحاول أمريكا إدخال السفن الصهيونية إلى الأراضي المحتلة بأمان تام حتى لا توجه ضربة اقتصادية للعدو المحتل، وفي الأسبوع الماضي، اعترف مدير ميناء إيلات أنه في أعقاب عملية أنصار الله، فإن تغيير مسار السفن الإسرائيلية سيكلف الكيان 3 مليارات دولار سنويا، ولذلك، ومن أجل معالجة مخاوف حليفتها، تحاول واشنطن ضمان أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى تتمكن السفن الصهيونية من التحرك في هذه المنطقة البحرية دون أي قلق،

لأن استمرار هذه الهجمات سيقطع الطريق من الشريان الحيوي للاقتصاد الإسرائيلي، وتحاول أمريكا بإشعالها الحرب في البحر الأحمر صرف أنظار العالم عن جرائم نظام الاحتلال في غزة وتحريكه نحو تهديدات أنصار الله، والتلميح إلى أن أكبر تهديد للسلم والأمن العالمي الآن هو صنعاء التي يجب التعاون من أجل تدميرها دوليا.

فخ للعرب

وبما أن “إسرائيل” متورطة في غزة وجنوب لبنان وليس لديها القدرة على القتال على جبهات أخرى، فإن مسؤولي البيت الأبيض يحاولون حشد الدول العربية معهم من خلال التهديد بهجمات أنصار الله من أجل أمن الشحن الدولي، حيث إن واشنطن تحاول التظاهر أمام العرب بأنهم إذا لم يصدوا هجمات أنصار الله فإن أمنهم سيكون في خطر، وبهذه الحيلة يمكنها جذب رأي المشايخ، لكن هذا فخ كبير لشيوخ العرب، ويزعم الأمريكيون أنهم يبررون أفعالهم في البحر الأحمر، في حين أن قادة أنصار الله قالوا مرارا وتكرارا إن عملياتهم موجهة فقط ضد السفن الصهيونية ولا يوجد أي تهديد ضد الدول الأخرى، إلا أن واشنطن تحاول من خلال استعراض خطر هذه الهجمات أن تجعلها دولية.

وحذر الخبير العسكري اليمني رشيد، في حديث لـ”سبوتنيك”، اليوم الأحد، من تصرفات الولايات المتحدة والعرب في المنطقة، وقال: “دخول أو انضمام أي دولة عربية إلى التحالف الذي طلبته واشنطن والكيان الصهيوني في البحر الأحمر” يعتبر كارثة لم تحدث في التاريخ العربي، وبالتالي إذا شاركت أي دولة عربية في التحالف الأمريكي فسيتم استهداف كل إمكانياتها الاقتصادية والاستراتيجية”.

وفي الشهرين الماضيين أثبتت حركة أنصار الله أنها لا تقاتل إلا سفن العدو الصهيوني، كما أظهرت نوعية الهجمات والاستيلاء عليها أن اليمنيين لديهم معلومات مفصلة عن جميع سفن العدو في البحر الأحمر وينفذون عملياتهم بشكل لا تشوبه شائبة.

ويرى بعض الخبراء أن “أمريكا تسعى إلى إدراج قضية البحر الأحمر ضمن الاتفاقات السياسية في اليمن واستخدامها كورقة ضغط على صنعاء لوقف عمليات أنصار الله ضد الأراضي المحتلة”، هذا في حين أن قادة أنصار الله أكدوا مرارا وتكرارا أن عملياتهم في البحر الأحمر هي لدعم شعب غزة، وبمجرد أن تتوقف الصراعات ويرفع الحصار عن هذا القطاع، فإنهم سيوقفون أيضا الهجمات ويواصلون القتال، وهذا لا علاقة له بالأزمة الداخلية في اليمن.

وبينما تعتبر أمريكا وحلفاؤها أنصار الله تهديدًا لسلام وأمن الملاحة، فإنهم هم أنفسهم عامل زعزعة الاستقرار في المنطقة. وبالإضافة إلى أمريكا، أرسلت فرنسا وإنجلترا سفنا إلى البحر الأحمر في الأشهر الأخيرة للدفاع عن مصالح المحتلين.

وحسب وكالة أنباء الأناضول، أعلنت السفينة “دايموند” التابعة للبحرية الملكية البريطانية، السبت، أنها أسقطت طائرة دون طيار يشتبه في أنها تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر بصاروخ. كما زعم الجيش الفرنسي أنه اعترض ودمر طائرتين مسيرتين انطلقتا من سواحل اليمن باتجاه سفينة تابعة لهذا البلد في البحر الأحمر.

ويظهر الوجود العسكري الغربي في البحر الأحمر أن الولايات المتحدة وحلفاءها يغذون تصعيد التوترات في هذه المنطقة، لكنهم يحاولون الضغط على حكومة صنعاء من خلال خلق مساحة وإجبارها على الانسحاب من العمليات العسكرية. ومع ذلك، فإن أنصار الله لا يعيرون اهتماما لمثل هذه التحركات، وحذروا من أنه طالما استمرت الحرب في غزة، فإن جميع السفن الإسرائيلية ستكون ضمن أهدافهم المشروعة.

والآن، حقق أنصار الله قدرات كثيرة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة والبحر، ويستطيعون توجيه ضربات قاتلة للسفن الأمريكية والسفن الصهيونية. لقد أظهرت التجربة أن مساعي واشنطن لبناء تحالفات في الخليج الفارسي كان لها نتائج كارثية على دول المنطقة وأعطتها انعدام الأمن بدلا من الأمن، ومثال على ذلك الحروب في سوريا واليمن التي قامت بها الدول الإسلامية.

لقد هاجم التحالف السعودي المعتدي اليمن في مارس/آذار 2015 بضوء أخضر من الولايات المتحدة وادعى أنه يستطيع احتلال صنعاء خلال أسبوعين وإبعاد أنصار الله عن السلطة، لكن بعد 9 سنوات لم يحققوا شيئا فحسب، بل تمكنت الطائرات بعيدة المدى والطائرات دون طيار لأنصار الله من قلب الميزان لمصلحتها، ويسعى السعوديون الآن جاهدين للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والخروج من المستنقع الذي صنعوه بأنفسهم.

ولذلك فإن أمريكا التي لا تزال غارقة في أزمتها السابقة في اليمن، ستدفع ثمناً باهظاً بعودتها إلى الصراع مع أنصار الله، لأن أنصار الله ما زالوا يسترضون أعداء اليمن حتى الآن، ولكن عندما تشتعل نار الحرب سينتقمون لـ 9 سنوات من تحريض واشنطن على الحرب، ويمكن لأنصار الله، بسبب أرستقراطيتهم الكاملة على باب المندب، أن يعطلوا التجارة البحرية عن طريق إغلاق هذا المضيق الاستراتيجي وإلحاق خسائر لا تعوض بالغرب والصهاينة.

ولذلك فإن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمواجهة عملية أنصار الله، مثل تجارب بناء التحالف السابقة في المنطقة، لن تذهب إلى أي مكان، ولن تؤدي إلا إلى توسيع نطاق الأزمة بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا