فيما وصف مسؤول ملاحي كبير في الكيان قرار عملاق الشحن البحري شركة “ميرسك” الدنماركية بوقف الإبحار في البحر الأحمر بـ”الزلزال”.
قال موقع “ice” الاقتصادي العبري ان عمالقة الشحن البحري يعلنون تخطيهم موانئ إسرائيل” وان ميناء “إيلات” أصبح ضحية لليمن، وبات مهجورًا في الواقع بعد قرار منع السفن المتجهة الى الكيان ومن اية جنسية كانت ومن غير المتوقع وصول أي سفن إليه بسبب خطورة المرور عبر المضيق اليمني.
الموقع اشار الى انه من المحتمل أن تتخلى الشركات تمامًا عن الشحنات “الإسرائيلية” من أجل الحفاظ على طريق الشحن في البحر الأحمر، الأقصر والأكثر كفاءة لجميع الوجهات الأخرى. وقال ان عدد من شركات الشحن أبلغت المستوردين في “إسرائيل” بإلغاء الطلبيات التي تم تقديمها، نتيجة التهديدات في البحر الأحمر، وعرض تحويلها إلى رحلات “التوصيل” طويلة ومكلفة.
شركات الشحن الدولية تقاطع إسرائيل
على ذات السياق، توسعت رقعة المقاطعة الدولية لإسرائيل، الاثنين، مع اعلان شركات شحن عالمية جديدة قرارها تعليق الرحلات إلى إسرائيل بفعل الهجمات اليمنية. وأعلنت 3 شركات جديدة هي ايفر غرين التايونية ويوروناف البلجيكية وبي بي البريطانية تعليق العمليات إلى إسرائيل حتى اشعار اخر في حين اكدت الشركة التايوانية رفضها استقبال أي طلبات شحن إلى الموانئ الإسرائيلية.
والشركات الجديدة تضاف إلى قائمة طويلة من شركات الشحن العالمية والتي أعلنت في وقت مبكر وقف عملياتها إلى الموانئ الإسرائيلي وابرزها ميرسك الدنماركية وأخرى فرنسية ويابانية والمانية وصينية.
ومن شان اتساع رقعة المقاطعة لإسرائيل الضغط على حكومة الاحتلال التي ترزح تحت وطأة الحصار اليمني في البحر الأحمر والحكومات الغربية الداعمة لها لوقف الحرب على غزة وانهاء الحصار وهو شرط تتمسك به صنعاء مقابل خفض التصعيد في البحر الأحمر.
وكانت صنعاء أعلنت حظر نشاط السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئها ونجحت خلال الأسابيع الماضية من تغيير وجهة اكثر من 55 سفينة، ووفق تأكيد مدير قناة السويس المصرية، إضافة إلى استهدافها نحو 10 أخرى حاولت تجاهل التوجيهات اليمنية بخصوص منع الإبحار صوب الموانئ الإسرائيلية.
هبوط حاد بالنشاط الاقتصادي في إسرائيل
اكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الاحد، هبوط حاد بالنشاط الاقتصادي للبلاد.. يتزامن ذلك مع استمرار الحصار اليمني على الموانئ الإسرائيلية. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم بان النشاط الاقتصادي هبط بنحو 75 %.
وأشارت المصادر إلى ان الهبوط يعود لأسباب عدة ابرزها الهجمات في البحر الأحمر وتأخر وصول البضائع والمواد الغذائية مع قرار بعض شركات الشحن اختيار راس الرجاء الصالح بدلا عن باب المندب. وهبوط النشاط الاقتصادي في إسرائيل جزء يسير من تبعات حصار اقتصادي تفرضه اليمن يضاف إلى توقف كامل للعمليات الإنتاجية والزراعية في جنوب وشمال إسرائيل بفعل المواجهات على الحدود.
فشل أمريكي لإنشاء تحالف بحري
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية، انشاء تحالف بحري مع حلفائها لكسر الحصار اليمني على اسرائيل بحجة تأمين الملاحة البحرية من الهجمات اليمنية، الا انها فشلت بسبب رفض الكثير من الدول.
حيث دعا رئيس الحكومة البريطانية، ريشي سوناك، اليوم الاثنين، إلى وقف فوري لإطلاق النار بغزة. يتزامن ذلك مع تصاعد الضغوط على بلاده مع اتساع رقعة المواجهة إقليميا. ونقلت قناة الجزيرة عن سوناك وصفه وقف الحرب بأنها السبيل الأمثل لمنع توسع رقعتها إقليميا.
وهذا اول موقف لسوناك الذي اعلن منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة دعمه الكامل لإسرائيل وزار تل ابيب لإعلان تضامنه معها. والتغيير المفاجئ في موقف رئيس الحكومة البريطانية جاء عشية اعلان كبرى شركات النفط البريطانية ”بريتش بتروليوم” تعليق جميع عمليات ناقلاتها في البحر الأحمر اثر الهجمات اليمنية.
ويعد تصريح رئيس الوزراء الذي يأتي بعد أيام على اتصال وزير الدفاع الامريكي بنظيره البريطاني لمناقشة الرد على من وصفهم بـ”الحوثيين” بمثابة اعلان بريطاني برفض التصعيد إقليميا ورسالة لواشنطن التي وصل وزير دفاعها إلى إسرائيل اليوم بالضغط لوقف الحرب.
وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية بان الولايات المتحدة سعت بكل قوة لإقناع الصين بالانضمام إلى قوة الحماية البحرية الموسعة لكنها فشلت. من جانبها أكدت صفحة الصين بالعربية والتابعة للخارجية الصينية رفض الصين أي تحالف في البحر الأحمر. ويمثل البحر الأحمر بمثابة خط امداد مهم بالنسبة للصين التي تستورد معظم وارداتها من الوقود من السوق الخليجية وتحديدا السعودية.
ورفض الصين المشاركة بالتحالف الأمريكي يبعد أي محاولات لشرعنة التحالف دوليا. ويضاف رفض الصين إلى جانب مقاطعة دول عربية وهو ما يعقد إمكانية نجاح أمريكا بتوفير الحماية الكافية لإسرائيل وشرعنتها دوليا وإقليميا.
خلافات بين حلفاء واشنطن
هذا وأفادت وكالة (Bloomberg) إن الجهود الأمريكية لـ “مواجهة اليمنيين تصطدم بعقبة رئيسية بسبب الخلافات بين حلفاء واشنطن العرب”، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وأوضحت أن مواقف السعودية والإمارات المختلفة تعقد المحاولة التي تقودها الولايات المتحدة لصياغة ما وصفته الوكالة بـ”الرد المتماسك” على القوة اليمنية في البحر الأحمر.
وتابعت أن الإمارات تضغط من أجل القيام بعمل عسكري، في المقابل، تدعم الرياض نهجاً أكثر اعتدالاً، خوفاً من أن أي حرب ستستفز اليمنيين. ووفق مسؤول سعودي فإن ذلك “قد يعرض الهدنة بين اليمن والسعودية للخطر، ويحبط محاولة الرياض التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع صنعاء”.
وفي وقت سابق اليوم، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريراً عن انفجار محتمل في محيط باب المندب قبالة ميناء “المخا” اليمني، بينما علقت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “اليمنيين لا يتوقفون”. من جانبه، قال محرر الشؤون الخارجية في “القناة 12” الإسرائيلية، يارون شنايدر، إن “اليمنيين نجحوا في تحقيق الهدف الذي وضعوه لأنفسهم وهو تعطيل التجارة البحرية إلى إسرائيل”.
وقبل أيام، ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن وصول السفن التجارية إلى ميناء “إيلات” الإسرائيلي، توقف بشكلٍ شبه كامل نتيجة الهجمات من اليمن في البحر الأحمر ضد السفن المتوجهة إلى الميناء.
ويقوم اليمن بشن حصار بحري كامل ضد إسرائيل بمنع السفن من الإتجاه الى الموانئ المحتلة من البحر الأحمر، تضامنا مع فلسطين ضد الحصار والمجازر التي يقوم بها كيان العدو الإسرائيلي في غزة
ونفذت القوات المسلحة اليمنية عدة عمليات، بينها استهداف سفينة تابعة للنرويج بصاروخٍ مباشر، كانت متجهة نحو موانئ الكيان المؤقت، واحتجزت سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، كما استهدفت جنوبي فلسطين المحتلة (إيلات) بالصواريخ والمسيرات، مؤكدةً أنها مستمرة حتى وقف العدوان على غزة.