وسعت اليمن، اليوم الأحد، العزلة الدولية للولايات المتحدة مع رفض ابرز حلفائها الغربيين تشكيل تحالف دولي لتأمين المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وشدد وزيرا الخارجية البريطانية والألماني على ضرورة وقف الحرب على غزة لمنع اتساع رقعة الصراع إقليميا. وكتب الوزيران اللذان تعدّان بلادهما ابرز داعمي أمريكا وإسرائيل في الحرب على غزة مقالا مشتركا في صحيفة التايمز البريطانية اشارا فيه إلى أن العنف والصراع في الأراضي المحتلة لا يمكن ان يستمرا إلى مالا نهاية وحذرا من تبعاته الإقليمية والدولية.
هذا المقال جاء بعد ساعات على حراك أمريكي ضمن مساعي الترتيب لتشكيل تحالف دولي لكسر حصار اليمن على إسرائيل، حيث كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن اجراء وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن اتصالا بنظيره البريطاني لمناقشة الرد على ما وصفته بهجمات “الحوثيين”، وذلك في اعقاب اتصال مماثل اجراه وزير الخارجية انطوني بلينكن بنظيره الألماني وذلك غداة تعرض سفينة المانية لهجوم في البحر الأحمر بعد رفض طاقمها توجيهات يمنية بتغيير وجهتها بعيدا عن الموانئ الإسرائيلية.
والدعوات البريطانية – الأمريكية لوقف الحرب على غزة تضافان إلى مواقف دولية بدات تتصاعد مع مساعي واشنطن الترتيب لتوسيع الحرب إقليميا وبرز ذلك جليا ببيان مشترك لرؤساء وزراء نيوزلندا وأستراليا وكندا يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات بأقرب فرصة لمنع توسع رقعة الصراع إقليميا.
والدول الخمس السابقة جميعها تلقت دعوة من أمريكا للانخراط بتحالف البحر الأحمر والذي كان يتوقع اعلانه الجمعة الماضية وتم تأجيله لأسبوع اخر.
رفض عرض “أمريكي غربي” بشأن الحصار الإسرائيلي
هذا ورفضت صنعاء، عرض أمريكي – غربي لإنهاء حصار إسرائيل. وجدد محمد عبدالسلام، رئيس الوفد المفاوض، رفضه اخضاع موقف اليمن مع غزة للمساومة، مشددا على ضرورة رفع الحصار عن غزة وإدخال الغذاء والدواء لخفض التصعيد.
وكان عبد السلام يعلق على مفاوضات غير مباشرة بوساطة عمانية مع أطراف دولية بشان العمليات في البحر الأحمر. واكد باستمرار العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى يتم الاستجابة للمطالب المتعلقة بإنهاء الحصار ووقف العدوان على غزة.
وجاء تصريح عبد السلام عقب أيام قليلة على تصريحات للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ تحدث فيه عن مناقشته قضايا التصعيد في البحر الأحمر والسلام في اليمن مع أطراف إقليمية خصوصا سلطنة عمان التي ترعى مفاوضات مع صنعاء، في حين اكد موقع بوليتكو الأمريكي عن رسائل متبادلة عبر الوسطاء الإقليمين بين صنعاء وواشنطن بشان الملاحة في البحر الأحمر.
وتسعى الولايات المتحدة لإخضاع ملف البحر الأحمر باتفاقيات سياسية في اليمن بغية اعفاء الاحتلال الإسرائيلي ورقة ضغط هامة تقظ مضاجعه. وتصريحات عبد السلام امتدادا لرسائل سابقة اطلقها قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي واكد فيها بان موقف اليمن مع غزة انسأني وأخلاقي.
في جعبتنا خيارات موجعة
ودعت القيادة في صنعاء أمريكا إلى عدم التورط بعدوان جديد على اليمن، وهددت بخيارات ليست في حسبانها. وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي في تدوينة على “اكس”: “الحل يكمن في تحرك العالم لوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة وليس في إنشاء تحالف دولي لحماية مرتكبيها”.
وأضاف البخيتي “إن تدخلنا العسكري أخلاقي وانسأني وسينتهي بمجرد وقف إسرائيل لجرائمها”. محذرا: “ننصح أمريكا وحلفائها بعدم التورط في أي عدوان جديد على اليمن لأنه لازال في جعبتنا خيارات موجعة ليست في الحسبان”.
وتفرض اليمن حصارا كاملا على اسرائيل في البحر الأحمر تضامنا مع فلسطين ضد مجازر وحصار كيان العدو الإسرائيلي على غزة.