مقالات مشابهة

يديعوت أحرونوت: قتلى الجيش الإسرائيلي 5000 جندي منذ 7 أكتوبر

لقد مر ستة وستون يومًا على عملية اقتحام الأقصى من قبل المقاتلين الفلسطينيين، ومضى 46 يومًا (27 أكتوبر) على الاجتياح البري لجيش الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وقد نشرت وزارة الحرب الإسرائيلية مؤخراً إحصائيات تفصّل الخسائر العسكرية لهذا الكيان؛ الإحصائيات التي رافقتها بالطبع رقابة شديدة وسرية واسعة النطاق فيما يتعلق بالعدد الحقيقي للضحايا العسكريين لهذا الكيان، لكن على أي حال، فإن الأرقام المذكورة في هذا التقرير مهمة من عدة جوانب.

كم عدد الضحايا الحقيقيين لـ”إسرائيل” في غزة؟

وحسب الإحصائيات التي نشرتها وزارة الحرب الإسرائيلية، فمنذ اليوم الأول للمواجهات (7 أكتوبر) حتى 10 ديسمبر، قُتل 425 جنديًا صهيونيًا؛ ومن بين هؤلاء، قُتل 97 شخصًا خلال العمليات البرية في قطاع غزة (وهذا الرقم ارتفع اليوم إلى 106).

ورغم أنه لا يوجد شك في أن العدد الفعلي للضحايا الصهاينة كان أكثر من الرقم المذكور أعلاه، إلا أن إحصائيات المصادر الإسرائيلية الخاضعة للرقابة تشير إلى أن لواء قتاليا كاملا من هذا الكيان قد انتشر لاحتلال أجزاء محدودة من قطاع غزة.

ووفقا لهذا التقرير، أصيب 1593 جنديا إسرائيليا بمستويات مختلفة منذ بداية الحرب، منهم 1036 أصيبوا في 7 أكتوبر و559 أصيبوا أثناء الاجتياح البري لقطاع غزة، لكن صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية قدمت إحصائيات مختلفة فيما يتعلق بخسائر الجيش الإسرائيلي.

– حسب الإحصائيات التي نشرتها هذه الصحيفة فقد بلغ عدد الضحايا العسكريين في الجيش الإسرائيلي 5000 جندي منذ 7 أكتوبر. وتم تسجيل ألفي جندي جريح كمعاقين.

– 58% من المصابين لديهم إصابات خطيرة في الذراعين والساقين، و12% إصابات في الأعضاء الداخلية.

– فقد ما لا يقل عن 100 جريح من الجيش الإسرائيلي بصرهم، ويعاني 7% من الجنود من مشاكل عقلية.

– قتل حتى الآن 97 جنديا من الجيش الإسرائيلي في غزة، كما قتل 421 شخصا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وإذا اعتبرنا أن إحصائيات صحيفة يديعوت أحرونوت هي الأقرب إلى الحقيقة، ففي الواقع حتى اليوم، تم سحب لواء واحد من الجيش الإسرائيلي بشكل كامل، وأصيب لواء آخر بمستويات مختلفة وسيحتاج إلى إعادة بنائه، ولواء آخر قُتل ما يقرب من 500 من أعضائه أو فقدوا معظم قوتهم؛ وفي الواقع، تم سحب فرقة قتالية من جيش هذا الكيان.

ذلك على الرغم من أن جيش الكيان الصهيوني في عملياته البرية في قطاع غزة لم ينجح حتى الآن في السيطرة على المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية في شمال غزة، مثل بيت لاهيا وجباليا والشجاعية، ويتوقع معظم الخبراء سقوط ضحايا من الجيش الإسرائيلي عند دخول المركز وستكون هذه المناطق متعددة.

أمامكم حتى نهاية ديسمبر

إن العملية الأخيرة التي قام بها الجيش الصهيوني في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وضواحي خان يونس، حتى قبل تحديد مهمة الجزء الشمالي من غزة، تظهر خوف الكيان وتسرعه وقلة الوقت لديه.

ويبدو أن رحلة بلينكن الأخيرة إلى الأراضي المحتلة والمفاوضات المكثفة بينه وبين السلطات الإسرائيلية تشير إلى أنه تم تحديد مهلة زمنية محدودة لاستمرار العمليات البرية في نواز غزة، وحسب تقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، “أمام إسرائيل بضعة أسابيع فقط لتدمير حماس”، وأمهلت أمريكا “إسرائيل” مهلة حتى بداية العام الجديد لاستكمال عملياتها في قطاع غزة؛ وقد نقل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة مماثلة لزملائه خلال زيارته الأخيرة لـ”إسرائيل”.

وتريد إدارة بايدن من “إسرائيل” أن تفعل المزيد للتخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين، وخاصة في جنوب قطاع غزة؛ إذ دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء قصف قطاع غزة في أوائل العام المقبل، فمن المرجح أن يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، ولو بشكل أقل كثافة، وفي هذه الحالة، ستواصل حماس السيطرة على جزء من قطاع غزة، ولن تحقق “إسرائيل” هدفها الرئيسي المتمثل في القضاء على منظمي هجوم 7 أكتوبر.

وبالنظر إلى أنه لم يتبق سوى أقل من 3 أسابيع حتى نهاية العام الحالي، يبدو من غير المرجح أن يتمكن الجيش الصهيوني من احتلال حتى كامل الجزء الشمالي من غزة في هذه الفترة الزمنية، وفصائل المقاومة الفلسطينية في مناطق أخرى مثل دير البلح ورفح ستقوم بإعادة تنظيم نفسها، بل الاستعداد لاستعادة المناطق المحتلة في شمال غزة.