يتم الحديث حاليّاً، أنّ الأردن أوقف الصادرات من حيفا بسبب نفوذ اليمن، وكتب موقع إسرائيلي أن الأردن أوقف تصدير البضائع من ميناء حيفا بسبب تصرفات اليمنيين ضد السفن الإسرائيلية، وحسب المعلومات، فإنه عقب قرار الأردن وقف تصدير بضائعه من ميناء حيفا، ربط موقع إسرائيلي قرار الأردن بالعمليات العسكرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية واستهداف ميناء إيلات، وقد أعلن يوسف الشمالي وزير الصناعة والتجارة الأردني، تعليق تصدير البضائع الأردنية إلى أمريكا ودول أخرى من ميناء حيفا الواقع شمال فلسطين المحتلة، وحسب موقع “رؤية الأردنيّ، قال الشمالي إن سبب هذا القرار هو افتتاح خط التصدير ونقل البضائع من ميناء العقبة بتكاليف أقل دون أي تغيير في مدة تصدير البضائع.
السفن الإسرائيليّة لن تعبر المياه اليمنيّة
نشر موقع “جلوبز” الإسرائيلي هذا الخبر وكتب: “الأردنيون لم يربطوا تغيير مسار تصدير البضائع الأردنية من ميناء حيفا إلى ميناء العقبة بهجمات الحوثيين منذ بداية حرب غزة، لكن من الواضح أن هذا أحد أسباب قرار الأردن”، وفي هذا الصدد، أكد العميد يحيى سريع المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، أن البلاد لن تسمح للسفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة بالمرور عبر المياه اليمنية، إلا إذا كانت تحمل الدواء والغذاء لأهالي غزة، وقال سريع أيضًا: “أي سفينة متجهة إلى الكيان الصهيوني ستكون هدفًا مشروعًا لنا، ونحذر جميع السفن والشركات من أن يكون لها أي علاقة بالموانئ الإسرائيلية”.
وفي هذا الشأن، أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن تل أبيب قد نقلت إلى الولايات المتحدة وزعماء أوروبا تحذيرًا بشأن هجمات “أنصار الله” اليمنية على السفن في البحر الأحمر، وأكد هنغبي أنه في حال عدم اتخاذ قرار بشأن هذه الهجمات، ستقوم تل أبيب بتنفيذ إجراءات عسكرية رداً على ذلك، ووفقًا للتقرير الذي نقلته القناة العبرية الثانية، فإن هنغبي أوضح أن هذا الموقف تم توجيهه بناءً على توجيهات من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي نقل هذا التحذير إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس.
كذل، أشار هنغبي إلى أن نتنياهو أبلغ بايدن وشولتس بأن “إسرائيل” تمنح أوروبا وأمريكا فترة زمنية لتنسيق جهودها للتصدي لهذا التهديد، وأكد نتنياهو أنه في حال عدم اتخاذ قرار فوري بشأن هذه الهجمات، فإن “إسرائيل” ستتخذ إجراءات عسكرية لمواجهة هذا التحدي، وأعلنت حركة “أنصار الله” اليمنية أنها تعتزم منع جميع السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، بغض النظر عن الجنسية، من المرور، ما لم يتمكن قطاع غزة من استلام الإمدادات الضرورية من الغذاء والدواء، وفي بيان صادر عن الحركة، حذرت “أنصار الله” جميع السفن والشركات من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية، مؤكدة أن أي تعاون معها سيجعل السفن والشركات هدفًا مشروعًا لها إذا لم يتم تنفيذ مطالبها.
وأوضحت الحركة أن هذا الإعلان يأتي نتيجة لاستمرار الكيان الإسرائيلي في ارتكاب مجازر وحروب إبادة في قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض الحصار المستمر، وقد أشار خبير اقتصادي صهيوني إلى أن قيام اليمن بمنع حركة السفن باتجاه فلسطين المحتلة سيكون له تكاليف باهظة على الاقتصاد الإسرائيلي، وأشار إلى 3 عواقب رئيسية تواجه هذا النظام نتيجة التهديدات اليمنية، والإعلان عن قرار اليمن الجديد ضد النظام الصهيوني بمنع حركة السفن المحملة بالبضائع باتجاه فلسطين المحتلة حتى انتهاء الحصار على غزة ودخول الغذاء والدواء إلى هذه المنطقة، كان لها صدى واسعاً في وسائل الإعلام العبرية، وأثارت قلق الصهاينة.
وأعلنت هذه الوسائل أن القوات المسلحة اليمنية تعهدت بمنع حركة السفن باتجاه “إسرائيل” (فلسطين المحتلة) إذا لم يتم إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، وأعلن “تامير هايمان” الرئيس السابق لفرع المخابرات العسكرية في النظام الصهيوني (أمان) في هذا السياق أن تهديد اليمن يمثل مشكلة أمنية لتل أبيب وتهديدا خطيرا لاستراتيجية الملاحة الحرة الإسرائيلية، وأضاف إن تهديدات اليمنيين ستؤثر على مستوى معيشة الإسرائيليين، وهذه التهديدات تظهر أن اليمنيين أكثر حقدا على “إسرائيل” من ذي قبل، كما قال نير دوفي خبير الشؤون العسكرية في القناة 12 الصهيونية، في السياق نفسه، إن “إسرائيل” تريد إرسال رسالة إلى أمريكا مفادها بأن التهديدات اليمنية مشكلة عالمية حتى يعمل الآخرون أيضًا على حل هذه المشكلة.
تهديدات خطيرة للكيان الإسرائيليّ
في وقت أوضح فيه هذا الخبير الصهيوني أن “إسرائيل” تريد القول إن التهديدات اليمنية تضر بطريق الشحن والتجارة العالمية، وبالتالي يجب التحقيق في هذه القضية على المستوى العالمي وليس من قبل الكيان فقط، لكن “لاهان هرتزوغ”، كبير الاقتصاديين الصهيونيين، ذكر في هذا السياق أن التهديدات اليمنية ضد الشحن الإسرائيلي يمكن أن تكون لها تكلفة باهظة على الاقتصاد وحياة الإسرائيليين؛ لأن حجم البضائع المستوردة إلى فلسطين المحتلة يصل إلى 400 مليار شيكل (عملة النظام الصهيوني) سنويا، 70% منها عن طريق البحر.
وأضاف إن تأثير هذه التهديدات على اليمن واضح على 3 مستويات: أولا، زيادة تكاليف التأمين على النقل البحري إلى الكيان، ثانيا، تغيير مسار السفن من الشرق إلى “إسرائيل”؛ حيث يتعين على السفن التي تدخل “إسرائيل” (الأراضي المحتلة) استخدام طرق مختلفة بدلا من استخدام مضيق باب المندب والبحر الأحمر والالتفاف حول القارة الأفريقية، وهذا يعني زيادة في وقت الشحن لمدة 30 يومًا وزيادة في أسعار الشحن البحري.
وتشير الوقائع إلى أنّ الخطر الثالث للتهديدات اليمنية يمكن التعبير عنه في أن شركات الشحن الأجنبية تتجنب الذهاب إلى الموانئ الإسرائيلية بشكل عام لتجنب الوقوع في فخ المخاطر أو بسبب قيود شركات التأمين، وفي وقت سابق، وعقب احتجاز القوات المسلحة اليمنية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، أعلن “بيجال ماور” الرئيس السابق للمنظمة المعروفة باسم منظمة الشحن والموانئ التابعة للنظام الصهيوني، في مقابلة مع إذاعة الجيش هذا الأمر، وقال النظام إن تل أبيب ليس لديها خيارات كثيرة لتغيير مسار الشحن، البحر الأحمر ليس واسعًا جدًا وحجم التجارة مرتفع جدًا بحيث لا يمكن تنفيذ الحيل المختلفة لمرور السفن.
في النهاية، لقن اليمنيون الصهاينة درساً قاسيّاً عبر القول إننا لن نخذل فلسطين كما قام البعض، وهذا شرف كبير يسجل باسم اليمنيين، ومن الضروريّ أن تنضم دول أخرى إلى الموقف المُشرف وتعاقب تل أبيب بهذه الطريقة لإيقاف شلال الدم في غزة،والدليل ما أعلنه معهد دراسات الأمن الداخلي التابع للكيان الصهيوني أن العمليات الصاروخية من اليمن إلى إيلات تكمل القيود الخانقة التي يفرضها محور المقاومة بهدف خلق شعور بالتطويق وعدم وجود مكان آمن للكيان، وأعلن العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، مؤخراً، أنه في حال عدم وصول الغذاء والدواء إلى غزة فإن صنعاء ستوقف حركة السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة، وأضاف: “إذا لم تتم تلبية احتياجات غزة من الغذاء والدواء، فسوف نمنع السفن من أي جنسية من المرور باتجاه فلسطين المحتلة، وستصبح هذه السفن هدفًا مشروعًا لقواتنا المسلحة”.