عمت حالة من الهلع الأوساط الرسمية والنخبوية الإسرائيلية، اليوم الأحد، مع قرار صنعاء تشديد الحصار على موانئ الاحتلال في البحر الأحمر والبحر العربي.
على الصعيد الرسمي، اجرى رئيس حكومة كيان العدو بنيامين نتنياهو اتصالات مسائية مكثفة بحلفاء بلاده الغربيين، اذ اجرى اتصالا بالمستشار الألماني والرئيس الأمريكي والرئيس الروسي حتى اللحظة، وفق ما نقلته وسائل اعلام عبرية.
المصادر أفادت بأن نتنياهو طلب خلال مهاتفة الرئيس الأمريكي والمستشار الألماني والذي اجرى بعد ساعات قليلة على بيان متحدث اليمن العسكري العميد يحيى سريع والذي اكد فيه قرار توسيع حظر الملاحة من وإلى الموانئ الإسرائيلية بالرد على من وصفهم بـ”الحوثيين” في وقت طالب فيه روسيا بضغط على ايران.
المصادر ذاتها أكدت وضع ملف اليمن بالفعل على اجندة اللقاءات لحكومة الحرب الإسرائيلية.
هذه التحركات تأتي على إيقاع تصاعد المخاوف الإسرائيلية من تبعات قرار تشديد الحصار اليمني، حيث افردت اغلب وسائل الاعلام الإسرائيلية الورقية والمتلفزة مساحة كبيرة لتحليل تبعات القرار اليمني، وابرز تلك الوسائل صحيفة “إسرائيل هيوم” وقد اجرت مقابلة مع كبار المستشارين في شركات تامين ومحاسبة وشحن أمريكية.
وأكدوا جميعهم بان القرار اليمني الأخير خطير على الاحتلال ولن تقتصر تداعياته على تعطل الموانئ وقطاع الشحن اللذان يشكلان عمود فقري بالنسبة للاقتصاد العبري بل سيطال الحياة اليومية للمواطن الإسرائيلي والذي سيتحمل أعباء جديدة لتكاليف المعيشة اليومية ناهيك عن ضرب قطاع الصناعات الإسرائيلية التي تعتمد على الاستيراد والتصدير إلى دول شرق اسيا والخليج.
إعادة احياء تحالف الحرب على اليمن
بدورها، أكدت الولايات المتحدة، إعادة احيائها تحالف الحرب على اليمن. واكد الرئيس الأمريكي جوبايدن في رسالة لمجلس النواب نشر ادارته قوات جديدة في اليمن، موضحا بانها لتقديم الدعم المعلوماتي والمشورة لتحالف العدوان السعودي- الاماراتي والدفاع عن المصالح الأمريكية.
وحاول بايدن في رسالته التي نشرها موقع البيت الأبيض طمأنة صنعاء بالزعم ان القوات الجديدة لمحاربة تنظيما داعش والقاعدة وان المعلومات التي ستقدمها للتحالف دفاعية وتدريبيه، ناهيك عن تشديدها بانها لن تنخرط بالقتال ضد من وصفهم بـ”الحوثيين”.
نشر طائرات تجسس أمريكية متطورة
واستدعت الولايات المتحدة، طائرات تجسس متقدمة إلى البحر الأحمر، في محاولة لكسر الحصار اليمني على إسرائيل. يتزامن ذلك مع تشديد صنعاء حصارها على موانئ الاحتلال في البحر الأحمر.
وكشفت مصادر ملاحية ارسال القوات الأمريكية طائرات تجسس بدون طيار من نوع ” RQ-4 GLOBAL HAWK”.. والطائرة وفق المصادر أقلعت من قاعدة أمريكية في جزيرة صقيلة الإيطالية وتحلق على ارتفاع 51 الف قدم.
وجاء استدعاء هذا النوع من الطائرات عقب اسقاط صنعاء قبل أسابيع طائرة أمريكية من نوع ام كيوناين خلال تحليقها قرب السواحل اليمنية.. كما يأتي عقب فشل البوارج الأمريكية بتأمين مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر.
وتشير الخطوة الأمريكية المتزامنة مع محاولة واشنطن تفجير رقعة الصراع في اليمن إلى محاولة القوات الأمريكية جمع معلومات خاصة وتوجيه تحذيرات للسفن والبوارج الأمريكية قبل تعرضها لهجمات.
وجاء اعلان نشر قوات أمريكية في اليمن رغم احتفاظ واشنطن بوحدات في مناطق جنوب وشرق البلاد عقب تقارير أمريكية عن محادثات أمريكية – خليجية لإعادة تشكيل تحالف جديد للحرب على اليمن بمشاركة إسرائيل.
كما يشير التحرك الأمريكي في هذا التوقيت إلى قرار واشنطن الدفع بحلفائها في المنطقة بمستنقع المواجهة مجددا رغم اعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عدم رغبتها بالتصعيد في البحر الأحمر وتحاشي التصادم مع صنعاء.