أبدت السعودية والامارات، اليوم الثلاثاء، قلقا متصاعد من إمكانية تقريب غزة بين القوى اليمنية بما فيها الموالية لها.. يتزامن ذلك مع تطورات على المشهد تنبئ بالتفاف حول القيادة في صنعاء.
وواصلت الاستخبارات الإماراتية والسعودية التحذير من سقوط محافظات هامة ابرزها مأرب وتعز المعقل الأبرز لحزب الإصلاح.، جناح الاخوان المسلمين في اليمن. ودفعت استخبارات البلدين بناشطين يمنيين وسعوديين واماراتيين لمهاجمة قوى المرتزقة الموالية لكلا البلدين على خلفية مواقف علنية بشان استهداف صنعاء للسفن الإسرائيلية. والهجوم امتداد لحملة كلف بها وزير الاعلام في حكومة المرتزقة ووسائل اعلام موالية للرياض وابوظبي وتهدف لتوسيع رقعة الخلافات بين القوى اليمنية على الأرض.
وتتضمن الحملة تشكيك بعمليات صنعاء ومحاولة تصويرها كمسرحية تارة وتارة أخرى بالتخويف من تحشيداتها لمواجهة العدو الإسرائيلي عبر تصوير ذلك بانه ترتيب لاستهداف مناطق قوى المرتزقة الموالية للتحالف.. وتأتي الحملة مع ابداء قيادات يمنية موالية للتحالف ابرزها القيادي في حزب الإصلاح محمد الحزمي تأييدا فعليا ومباركة لعمليات صنعاء في البحر الأحمر وباب المندب.
والحزمي واحد من عدة قيادات حزبية أعلنت اصطفافا واضحا إلى جانب حركة انصار الله في معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي وابرزها رئيس فرع الإصلاح بمأرب.. ولم يقتصر التأييد على تغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي بل شمل أيضا ارسال وفود إلى الحديدة من مناطق التحالف بمأرب لزيارة السفينة الإسرائيلية وتقديم دعم معنوي لصنعاء في معركتها ضد الاحتلال.
كما تتضمن عمليات انشقاق من التحالف في الحدود والساحل الغربي على خلفية مواقف قوى المرتزقة الموالية للتحالف من ما يجرى في غزة ناهيك عن إعلانات قوى وأحزاب يمنية في صنعاء ببيانات رسمية الالتفاف حول قيادة انصار الله لخوض معركة نصرة اهم قضايا الأمة العربية والإسلامية.
والتقارب بين القوى اليمنية يثير مخاوف التحالف الذي ظل خلال السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن يغذي الانقسام مذهبيا ومناطقيا وحتى سياسيا واخلاقيا وينذر بنهاية مشاريع استحواذه على اليمن ومقدراتها الاقتصادية والجيوسياسية.
عرض أمريكي جديد لـ”صنعاء”.. الراتب مقابل تأمين السفن الإسرائيلية
كشفت الخارجية الامريكية، الثلاثاء، عرض جديد لصنعاء مقابل التهدئة في باب المندب.. يأتي ذلك في اعقاب مواجهات خلال محاولة القوات الامريكية كسر الحصار على إسرائيل عسكريا.
وأفادت الخارجية الامريكية في بيان لها بان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ سيسافر إلى الخليج هذا الأسبوع لمواصلة ما وصفته الجهود الدبلوماسية المكثفة والتنسيق الإقليمي للمحافظة على الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن. واشار البيان إلى أن المبعوث سيعمل على مسارين تأمين ممر الشحن العالمي في باب المندب وتعجيل الحل في اليمن في إشارة واضحة إلى ربط الحل السياسي بوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية.
وأوضحت الخارجية بان الحل في اليمن ستضمن وقف شامل لإطلاق النار وتخفيف الازمات الاقتصادية والإنسانية في إشارة إلى دفع المرتبات.
والعرض الأمريكي الجديد الذي يأتي بعد نحو يوم على المواجهات في البحر الأحمر بين قوات صنعاء والمدمرة الأمريكي كارني خلال محاولة الأخيرة كسر قرار صنعاء حظر النشاط الإسرائيلي في البحر الأحمر وما تلاه من تداعيات كادت تفجر حرب إقليمية، لا يخرج عن سياق عروض أمريكية سابقة لتحييد اليمن عن معركة طوفان الأقصى وسبق لصنعاء وان رفضتها جملة وتفصيلا باعتبار موقفها من غزة أخلاقي وانساني ومرتبط بوقف اطلاق العدوان الإسرائيلي الذي تدعمه واشنطن.