تراجعت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، عن المواجهة مع صنعاء عقب تصاعد التوتر بين الطرفين وسط مخاوف من تداعيات ذلك على الملاحة الدولية في اهم الممرات الملاحية عبر العالم.
وأعلنت الخارجية الأمريكية قرارها التراجع عن توجه سابق كانت لوحت به بإضافة صنعاء على لائحة العقوبات. وقال المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ في تصريح صحفي ان بلاده لا تريد فرض مزيد من العقوبات على من وصفهم بـ”الحوثيين” محاولا تبرير ذلك بتأثيرها على الشعب اليمني.
وتأتي تصريح وربيرغ بعد أيام على تهديد منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، بإضافة حركة أنصار الله على قوائم الإرهاب. وتهديد كيربي تزامن أيضا مع تحشيدات عسكرية أمريكية في خليج عدن حيث حاولت البحرية الأمريكية استعراض مدمرات الصواريخ هناك بالتوازي مع حديث البنتاغون عن تحريك مجموعة حاملات الطائرات المعروفة بـ”ايزنهاور” عبر مضيق هرمز باتجاه الخليج.
والتحركات الأمريكية سالفة الذكر تزامنت مع تكثيف صنعاء عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية تنفيذا لقرار حظر نشاطها في باب المندب والبحر الأحمر.. في حين تزامن التراجع مع محاولة واشنطن استدعاء الدبلوماسية في محاولة لوقف العمليات واطلاق السفينة الإسرائيلية جالكسي ليدر كما ورد في بيان مجموعة السبع الدولية.
وتشير هذه التطورات إلى فشل الولايات المتحدة بالضغط عسكريا وبالإرهاب في مساعيها لتحييد صنعاء عن طوفان الأقصى دفاعا عن غزة ومحاولتها البحث عن طرق اكثر تأدبا مع صنعاء لحل المشاكل العالقة.
تلميحات أمريكية إلى وقف الحرب على غزة
هذا والمحت الولايات المتحدة، إلى نيتها الضغط باتجاه وقف الحرب على غزة نهائيا.. يتزامن ذلك مع مشاركة رئيس الاستخبارات في مفاوضات تحتضنها العاصمة قطر ويشارك فيها ممثلين عن حماس ومصر والاحتلال الإسرائيلي. وأفادت وسائل اعلام أمريكية بان رئيس السي أي ايه، وليام بيرنز الذي وصل قطر للمشاركة بمفاوضات بين إسرائيل وحماس يضغط بقوة نحو الدفع حول تبادل للأسرى على مستوى الجنود والرجال.
والخطوة قد تمثل بادرة بوقف شامل لإطلاق النار في غزة والذي توشك هدنتها على الانتهاء وسط مساعي لتمديدها لإيام اخر. وتزامن ضغط رئيس الاستخبارات مع حديث الدفاع الأمريكية عن تراجع الهجمات في المنطقة مع سريان الهدنة في غزة في إشارة إلى أن وقف اطلاق النار قد يطفئ التصعيد في المنطقة برمتها.
وتعد هذه التحولات في الموقف الأمريكي الذي ظل داعما للحرب على غزة منذ الوهلة الأولى لانطلاقها قبل نحو 50 يوما تطور لافت ومؤشر على أن واشنطن التي جدد رئيسها مجددا دعوته للسير بحل الدولتين قررت وقف الحرب. والحرب على غزة واحد من ابرز الشروط التي وضعتها قوى المقاومة في المنطقة وأبرزها صنعاء مقابل وقف التصعيد ضد الاحتلال وداعميه وسط مخاوف أمريكية من اتساع رقعة المواجهة.