لم يكتفِ الاحتلالُ الإماراتي السعوديّ، بالعار الذي لحقهما جراء إعلان التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، بل وصل بهما الحالُ إلى تعزيز العلاقات بين أدواتهما ومرتزِقتهما في اليمن وبين العدوّ الإسرائيلي. وبحسب وسائل إعلامية موالية للعدوان؛ فقد وصل الخائن رشاد العليمي، رئيس ما يسمى “الرئاسي”، إلى دويلة الاحتلال الإماراتي؛ مِن أجل لقاء مسؤولين إسرائيليين.
وذكرت عددٌ من المواقع الإخبارية الموالية للعدوان، أن المرتزِقَ العليمي الذي وصل مبكراً إلى إمارة دُبَي؛ للمشاركة في مؤتمر المناخ المقرر اليوم الخميس بمشاركة الرئيس الاسرائيلي، من المقرّر أن يلتقيَ مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين؛ لبحثِ حلولِ تأمين خطوط الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، بعد استيلاءِ القواتِ المسلحة اليمنية على سفينةٍ تابعةٍ لإسرائيل وتهديدِها باختطاف سفن أُخرى، على خلفيةِ الجرائم وحرب الإبادة التي يتعرَّضُ لها الشعبُ الفلسطيني في غزةَ منذ ما يقارب 50 يوماً.
المرتزقة والدفاع المستميت عن الصهاينة
ليس هناك تبرير لسعار ما يسمى بحكومة ( الشرعية) ومنتسبيها وأبواقها الذين يقفون في الخندق الإعلامي المتقدم دفاعا عن ( الصهاينة) ويعبرون – وبكل وقاحة ومن دون خجل – عما أسموه ( إدانتهم للقرصنة البحرية واستهداف الكيان الصهيوني من قبل صنعاء)؟!
موقف مخجل وامتهاني وتبعي وتآمري تعبر عنه حكومة المرتزقة ورموزها، تقربا للصهاينة والأمريكان ورعاتهم في دول العدوان، بمعنى أن مرتزقة ( الشرعية) المزعومة، هم كما يقول المثل الشعبي اليمني الشائع ( خُدام خُدام بيت الجرافي)، ويبدو أن ( خدام الجرافي) والمقصود بهم نظامي ( آل سعود وأولاد زايد) وهم خدام أمريكا والصهاينة، الذين كما يبدو تغيرت مواقفهم ونظرتهم لخدامهم من مرتزقة اليمن، الأمر الذي دفع خُدام الخُدام إلى إدراك حقيقة مشغليهم في الرياض وأبو ظبي، فحاولوا توظيف المواقف والأعمال البطولية التي وقفتها صنعاء وعبرت عنها ميدانيا وبطريقة عملية وهو موقف لا شك أربك مرتزقة (الشرعية) وأفقدهم الثبات فذهبوا ليشنوا حملاتهم ضد صنعاء ومواقفها الوطنية والقومية والإسلامية، عبر حملات التشكيك والتشويه والانتقاص، لدوافع ذاتية وموضوعية.
الذاتية منها هو محاولة المرتزقة ستر عوراتهم المكشوفة أمام الرأي العام اليمني والعربي والإسلامي والإنساني، بعد أن ذهبت بهم حماقتهم ونزقهم البغيض وأحقادهم حد تجاهل هوية وطنهم وشعبهم القومية والإسلامية، والتنكر لقضية أمتهم الأولى وهي القضية الفلسطينية، وكل هذا لأن المبادرة لنصرة فلسطين وغزة والاصطفاف إلى جانبهم جاءت من صنعاء، لهذا ذهبت الحماقة بهؤلاء إلى مهاجمة صنعاء وتصنيف مواقفها العملية المباركة والمرحب بها من قبل أبناء اليمن بكل مشاربهم الفكرية والسياسية والاجتماعية، إلا من المرتزقة التي اعتبروها بمثابة آخر مسمار في نعشهم، فراحوا يعملون على إدانتها والانتقاص منها والتشكيك بحقيقتها، بل ذهبت بهم أحقادهم حد وصف عملية احتجاز السفينة الصهيونية ( جالكسي لودر) بأنها تمت ( بالتنسيق بين الحوثيين وإيران والكيان الصهيوني)..؟!
ولأن الحقد يعمي صاحبه فقد فقد المرتزقة ليس أبصارهم لرؤية الحقيقة بل وفقدوا بصيرتهم وهويتهم، كما فقدوا القدرة على تمييز الحق من الباطل والسلبي من الإيجابي وفقدوا شرف الخصومة، وتجردوا من شرفهم أو بقايا منه حين راحوا يطلقون بيانات وتصريحات الإدانات ويعتبرون أن عملية احتجاز السفينة الصهيونية عملية (قرصنة، وعملية إرهابية) ويطالبون من المجتمع الدولي فرض العقوبات على أبناء وطنهم وتصنيف ( أنصار الله جماعة إرهابية) متبنين ذات الخطاب الذي سوقته واشنطن و( تل أبيب) حول ذات القضية..؟!
إحباط أي تفاهمات بين صنعاء ودول الجوار
ومن يتابع مواقف وتصريحات بعض رموز عصابات المرتزقة وخاصة ما يصدر عن ( مضربة آل جابر، ولاعق أحذيته) والمصنف كأرخص مرتزق وأكثرهم امتهانا وابتذالا في سوق المرتزقة، يدرك أن هناك أزمة بين عصابة الارتزاق وأسيادهم في الإقليم الذين يعبرون صراحة عن ازدرائهم لهذه العصابة التي خدعتهم وورطتهم في العدوان على اليمن وخلال كل سنوات العدوان لم تعمل هذه العصابة إلا على تحقيق مصالحها والإثراء عبر النهب والتسول وتحسين وضع الأسر والأقرباء والتسكع في عواصم العالم على حساب الدم اليمني وأموال مشغليهم والإمعان بتشويه صور هؤلاء المشغلين وإهانتهم وإظهارهم وكأنهم مجرد أغبياء ومغفلين لا يفقهون أبجدية العمل السياسي والعلاقات السياسية.
ومع ذلك وكمحاولة من المرتزقة إحباط أي تفاهمات بين صنعاء ودول الجوار، كانت السفينة المحتجزة بالنسبة للمرتزقة وكأنها (سفينة النجاة)، فراحوا يسوقون أنفسهم للصهاينة والأمريكان ولدول الغرب الاستعماري وحلفائهم في المنطقة، عبر الابتذال ببيانات الإدانات الصادرة عنهم ضد صنعاء ومحاولة إظهار أنفسهم وكأنهم حريصين على مصالح أمريكا والصهاينة نابذين عن أنفسهم سيادة اليمن على الممرات والمضائق المائية، حتى يخيل لمن يتابع بياناتهم وكأنهم يقولون ( للصهاينة والأمريكان بحارنا ومضائقنا ومياهنا لكم، ولكم كل الصلاحية في استخدامها، وأنتم سادتنا وأسيادنا ونحن خدامكم وكلافين داخل إسطبلاتكم)؟!
مؤسف أن يرى المرء بعضاً من المحسوبين على وطنه يصلون لهذه الدرجة من الابتذال أمام العدو التاريخي والاستراتيجي للوطن والأمة، فقط لمجرد أن يحصلوا على رضائهم ودعمهم ليبقوا على واجهة المشهد الارتزاقي على حساب كرامة شعب وسيادة وطن..؟!
والمؤسف حد الألم أن يقوم هؤلاء بكل هذا الابتذال من أجل الاستحواذ على رضا جهات لا ترى فيه إلا مجرد مرتزق رخيص يعرض نفسه لدوافع ذاتية وأنه أعجز وأضعف من أن يحقق ولو بعضا من أهدافها ومطالبها لأن هناك قوى حاضرة في الميدان هي صاحبة الكلمة العليا والقرار وحامية السيادة والكرامة الوطنية وأن هؤلاء المرتزقة مجرد بيادق تؤدي وظائف مرحلية محددة وحسب، ومرتزقة العدوان صلاحيتهم انتهت، وهذا أكيد، بعد أن أصبحوا فعلا عالة على دول العدوان ومصدر إزعاج وإقلاق لها، وأن مصيرهم قد لا يختلف عن مصير ( حكومة فيجي في فرنسا) وحكومة أمريكا في فيتنام، وحكومة الاتحاد البريطانية في جنوب الوطن..؟!
إن من يستقوي بالآخر ضد أبناء وطنه لا يمكنه أن يحصد انتصارا وإن امتلك بعض الشهرة والحضور، لكنها الشهرة التي تهين صاحبها، والحضور الذي يستنزف تاريخ صاحبه، لأنه محكوم عليه الاختفاء والتواري عن الأنظار بقية حياته منذ لحظة التخلي عنه..؟!