عبر قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عن استيائه وحزنه إزاء المأساة الكبيرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني لأكثر من 70 عامًا، مشيرًا إلى أن موقف المسلمين البالغ عددهم أكثر من مليار شخص يعتبر محدودًا وضعيفًا.
وأوضح في كلمة له اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، أن قطاع غزة يشهد جرائم إبادة جماعية وقتل بدم بارد للأفراد، حتى في أماكن عبادتهم وتعليمهم ورعايتهم الصحية، بما في ذلك المدارس التي تديرها المنظمات الأممية التي لجأ إليها الناس هربًا من العنف.
وأكد قائد الثورة أن ما يحدث في قطاع غزة يكشف حجم المظلومية التي يعانيها الشعب الفلسطيني، ويندد بالتخاذل العربي والإسلامي المؤسف الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن الكثير من أفراد الأمة وصل بهم الحال إلى موت ضمائرهم، وأن ضمائرهم في سبات عميق وبحاجة إلى أن تستيقظ وتحيا، وأن المشاهد المأساوية في قطاع غزة يمكن أن توقظ الجميع من غفوة الضمائر.
ولفت قائد الثورة إلى أن قطاع غزة يتعرض لحصار إسرائيلي وعربي مشترك، حيث لا تبذل الدول المجاورة جهودًا جادة لتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للسكان. وعبر عن استياءه واستنكاره من تقاعس وتخاذل الأمة العربية والإسلامية في مساندة أهل غزة في ظل المأساة التي يعيشونها. وأشار إلى أن الأنظمة العربية فقدت الجدية وتفتقر إلى الإرادة الحقيقية لاتخاذ إجراءات فعالة لدعم غزة.
القمة العربية
وتعليقًا على القمة العربية والإسلامية الطارئة، عبر السيد القائد عن خيبته الكبيرة من عدم تحقيق أي موقف عملي أو إجراءات فعلية. واعتبر أن البيان الصادر عن القمة كان عاديًا للغاية، ولا يعكس قدرات الدول العربية والإسلامية التي تضم أكثر من مليار ونصف مسلم.
كما أشار السيد القائد إلى أن بعض الدول قدمت مقترحات أفضل وتضمنت خطوات عملية، ولكن تم رفضها من قبل دول أخرى، بما في ذلك السعودية. واعتبر أن مخرجات القمة لم تكن إلا بيانًا عاديًا جدًا ولم تلبِ قدرات الأمة.
وأشار السيد القائد إلى أن كيان العدو فهم من بيان القمة أن الأمة مكبلة ومقيدة، وذلك لعدم اتخاذها أي إجراءات عملية أو مواقف حازمة. وأعرب عن استغرابه من أن دولًا غير عربية ولا إسلامية قد أظهرت مواقف أكثر حزمًا مثل كولومبيا وبعض دول أمريكا الجنوبية التي قاطعت كيان العدو.
وأضاف السيد القائد أن بعض الدول العربية لا تكتفي بالتخاذل فحسب، بل تتورط تحت الطاولة مع الولايات المتحدة لتمكين كيان العدو إسرائيل من تحقيق مصالحها في غزة. وأشار إلى أن تلك الدول تسعى لإزاحة المجاهدين عن السلطة في غزة والسيطرة مباشرة على القطاع أو عبر السلطة الفلسطينية التي لا تملك السيطرة في الضفة الغربية.
وفي ختام تصريحاته، أكد السيد القائد على أن الوضع في غزة يستدعي تحركًا جادًا من الأمة العربية والإسلامية، وأنها تتحمل المسؤولية الإنسانية والقومية والأخلاقية أمام الله وأمام الشعب الفلسطيني.