خيبة ما تسمى قمة الرياض وبيانها الختامي الهزيل أمال المتطلعين لموقف موحد ضد العدوان البربري على ابناء جلدتهم ودينهم في غزة.
فبعد اكثر من شهر من الاجرام الصهيوني والمجازر البشعة التي وصل فيها اعداد الضحايا من الفلسطيني أكثر من 11 الف شهيد جلهم من النساء والاطفال واكثر من 27الف مصاب وأسر فلسطينية محيت بكاملها من السجلات المدنية واحياء سكنية دمرت منازلها على رؤوس ساكنيها تنعقد قمة عربية اسلامية في الرياض ليلقي فيها القادة خطب سياسية جوفا اكتفت بالشجب والتنديد ودعوة المجتمع الدولي للتحرك و يشرعنون للاجرام الصهيوني في الاستمرار في جرائمه.
مراقبون اكدوا ان بن سلمان سعى وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني لعقد مثل هكذا قمة للهروب من كثير من القضايا اولها حالة الاحراج الكبيرة التي ظهر فيها النظام الخليجي ودول الطوق العربية المتماهية مع الكيان الصهيوني والداعمة له في جرائمه بحق المستضعفين بغزة فتحركوا وكانت القمة الفاشلة التي لم تستطيع ان تتخذا قرارا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف ضخ النفط واكتفى بيان القمة الهزيلة على الادانة ومطالبة المجتمع الدولي للتحرك وتحمل مسؤولياته.
لكن آلة القتل البربري الصهيوني تستمر في استهداف المدنيين الابرياء في قطاع غزة، وكأن لسان حال اسرائيل يقول: استكملوا لطماتكم وتباكيكم على خرق القانون الدولي الانساني، ونحن مستمرون في حرب ابادتنا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واشار المراقبون الى ان تباين كلمات القادة، ومطالباتهم، يعكس تباين المواقف، ويشير بان القمة لن تنجح ابدا في تبني خطوات كفيلة بانهاء العدوان الوحشي على الأبرياء في قطاع غزة.
وقال المراقبون لا نعرف كيف سيبرر القادة فشلهم لشعوبهم التي تترقب بتعطش وامل وتحت وطأة فداحة ما يرتكب من جرائم وانتهاكات لم تترك مساحة للتردد والصمت ان يفسروا عجزهم عن اتخاذ موقف جماعي رادع، موقف يضع العالم امام واقع جديد، امام وحدة قادرة على تهديد مصالح الغرب، موقف يلجم الكيان المحتل وحلفائه ويضعهم في مواجهة مع جميع دول العالم العربي والاسلامي ؟!!
وأضاف المراقبون اذا لم ينجح ما يرتكب من جرائم بشعة ضد الانسانية و حرب ابادة جماعية ضد ابناء قطاع غزة في توحيد قادة العالم العربي والاسلامي، فما الذي سيوحدهم، ما الذي سيحركهم ..فشل ذريع جديد يضاف لسجل الخيبات التي نتجرعها من قادة ما عادوا يمثلون شعوبهم.. كيف يفوتون هذه الفرصة التاريخية، كيف يفشلون في تحقيق اجماع يضمن وقف العدوان الوحشي على الابرياء من ابناء جلدتهم ودينهم في قطاع غزة؟!!.
الجميل في الامر ان كلمة المفوض العام للاونروا فيليب لازاريني تضمنت مطالبة المؤتمرين باتخاذ موقف موحد يضمن وقف العدوان، تضمنت وقائع فضحت بشاعة الاحتلال وما يرتكبه من جرائم حرب ، وتضمنت دعوات للخروج من هذه القمة بمخرجات تسهم بشكل عملي وملموس بوقف اطلاق النار، وهي المطالبات التي لم تنجح القمة في ترجمتها بتوصيات واجراءات عملية تحقق هذه الغاية !!!!
لكن المؤتمرون لم ينجحوا حتى في التوافق على اجراءات تضمن ادخال المساعدات الانسانية للمنكوبين في غزة دون ان ينتظروا موافقة اسرائيل واجازتها ، فما الذي ننتظره من القادة بعد اليوم، و ما هي الرسالة التي يوجهونها للكيان المحتل وحلفائه الغربيين ؟!! هذا العجز بالضرورة سيطلق يد جيش الاحتلال النازي لمواصلة ارتكاب الجرائم ضد الابرياء في غزة والضفة الغربية ، وبذلك يمكن اعتبار هذا العجز تواطؤا وخذلانا عظيما.
واشار المراقبون الى ان قمة الرياض المعد بيانها مسبقا بالتشاور مع الصهاينة لم تضف اي جديد لوقف معاناة ابناء غزة والفلسطينيين.. وهي بحق قمة الخذلان. قمة خُرُوطُو. كما أشاروا الى ان الكيان الصهيوني لم يلقي بال للقمة او اية اهمية للمجتمعين وخرج رئيس وزراء الكيان نتنياهو موجها كلامه لقادة الدول العربية قائلا بالحرف الواحد: فيما يتعلق بقادة الدول العربية الذين يقلقون من اجل مستقبلهم ومستقبل الشرق الاوسط أقول لهم شيء واحد عليكم الالتزام والوقوف ضد حماااس.
واضاف، في عدد من هذه الدول هناك ضغط على الزعماء اقول لا تنحنوا امام هذا الضغط حربكم هي حربنا يجب ان ننتصر من اجلنا ومن اجلكم، واعتبر المراقبون ان هذا أخطر كلام يتحدث به نتنياهو حتى اللحظة.. هذه إهانة واضحة لهم. اضافة الى ان البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية في الرياض لم يتضمن اي اجراء عملي ضد اسرائيل بالرغم من الخطابات الرنانة.