شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم الجمعة، مسيرة جماهيرية كبرى بعنوان (دعم صمود الشعب الفلسطيني ومباركة عمليات محور الجهاد والمقاومة)، استجابة لدعوة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
وخلال المسيرة، رددت الجماهير اليمانية الإيمانية، هتافات الغضب تجاه العدوان الصهيوني على غزة، وهتافات الاعتزاز بالمجاهدين في فلسطين ولبنان، رافعين الأعلام الفلسطينية واليمنية وشعارات الصرخة في وجه المستكبرين، فيما ألقى شاعر الثورة معاذ الجنيد قصيدة شعرية تحكي واقع أحداث معركة طوفان الأقصى.
وهتف المشاركون في المسيرة، قائلين: (خيبر خيبر يا صهيون.. جند الله قادمون)، (لستم لستم وحدكم.. أمتنا في جانبكم)، (أمريكا وبني صهيون.. مجرمون مجرمون)، (مَنْ ربيبة أمريكا؟.. إسرائيل إسرائيل)، (موتاً موتاً إسرائيل.. موتاً موتاً أمريكا)، (بالروح بالدم.. نفديك يا أقصى)، (قولوها وبأعلى صوت.. يا أمريكا الموت الموت)، (يا الشعوب الثائرة.. جاء وعد الآخرة)، (عهدا من يمن الإيمان.. دعماً دعماً للطوفان).
وأعلنت الحشود الشعبية، استنفار وجاهزية أبناء الشعب اليمني للتضحية بأرواحهم وأموالهم في سبيل تحرير الأقصى الشريف وفلسطين العربية وعاصمتها القدس، مؤكدة دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، باعتبار ذلك واجب ديني على كل مسلم وعربي.
وفي كلمة له خلال المسيرة، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن شعبنا اليمني لا يعول أبدا على الأنظمة العميلة في التحرك الجاد نصرة لفلسطين، مضيفاً: “فقد جربناها منذ عقود من الزمن وثبت عدم نفعها”.
وطالب هذه الأنظمة بأن تتحرك ولو بأضعف الإيمان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني والداعمين له من الغرب الكافر، محملاً تلك الأنظمة المسؤولية أمام الله وأمام المجازر الفظيعة التي تُرتكب بحق الأطفال والنساء والرضع في غزة وبوحشية مفرطة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
وقال العلامة شمس الدين: “هؤلاء لا يعبرون بحال من الأحوال بأنهم أولياء لهذه الأمة؛ بل هم أولياء الشيطان (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
كما أكد على ضرورة الاستفادة من هذه الأحداث، فالله تعالى أراد أن يميز بين المؤمن والمنافق، حيث قد قال عن اليهود {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}، لافتا إلى أن من يطبع مع هذا العدو المجرم فهو منه.
ودعا مفتي الديار اليمنية للاستمرار في توجيه الضربات الموجعة ضد الكيان الغاصب، مباركاً لقيادتنا السياسية الحكيمة التي من أول يوم أعلنت عن صدق إيمانها، حيث أمرت بإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية باتجاه الكيان الصهيوني نصرة لفلسطين.
بيان المسيرة الجماهيرية، أدان بشدة كل الجرائم التي يرتكبها العدو بشكل مستمر في غزة خصوصا وفلسطين عموما، محملاً الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب المسؤولية الكاملة إلى جانب العدو الصهيوني عن كل تلك الجرائم.
ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية بأن يكون لهم موقف واضح وتحرك عملي فاعل لنصرة إخواننا في غزة وفلسطين، وألا ينتظروا مواقف الزعماء والحكومات.
وجدد البيان المباركة والتأييد الكامل للموقف المشرف والخطوة المتقدمة التي أقدمت عليها قيادتنا وإعلان المشاركة رسميا لقواتنا المسلحة نصرة لإخواننا في فلسطين.
وبارك البيان العمليات البطولية التي يسطرها أبطال الجهاد والمقاومة في غزة وكل المدن الفلسطينية، والتي تكبد العدو خسائر لم تكن له في حسبانه.
كما بارك البيان أيضاً، العمليات المشرفة لإخواننا في حزب الله، وكافة رجال المقاومة الاسلامية في لبنان، وكذا الضربات التي ينفذها الأبطال من أبناء الشعب العراقي وحركاته المجاهدة ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.
وطالب البيان، أبناء شعبنا وشعوب الأمة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وكل الشركات الداعمة للكيان، باعتبار ذلك سلاحا فعالا ومؤثرا وموقفا دينيا وفي متناول الجميع.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الطوفان البشري هو الخامس الذي تشهده العاصمة صنعاء نصرة لفلسطين، حيث شهدت صنعاء طوفانها الأول في الـ7 من أكتوبر بعد ساعات قليلة من الإعلان عن معركة طوفان الأقصى.
وكان الطوفان الثاني بصنعاء في الـ13 من أكتوبر، في حين كان الطوفان الثالث في الـ18 من أكتوبر عقب المجزرة الإجرامية التي ارتكبها العدو الصهيوني بمستشفى المعمداني في غزة، فيما كان الطوفان الرابع في الـ20 من أكتوبر.
وفي الـ27 من أكتوبر، أدى مئات الآلاف صلاة الجمعة في ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء، تضامنا ونصرة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة العدو الصهيوني.
وفي الـ3 من نوفمبر، جابت أكثر من 23 مسيرة حاشدة شوارع وساحات مختلف مديريات العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة، تضامنا ونصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة.